كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 10:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حينما يصل الشعب السوري إلى مفترق الطرق، ويقف حائراً بين من يصفقون للجولاني، وبين من يصفقون للعساكر التي بسطت نفوذها على الجولان. .
طريقان: احلاهما أكثر مرارة من الثاني. طريق يرغم الناس على الانضمام للمرتزقة وشذاذ الآفاق، وطريق يغريهم بالتوجه نحو الجنوب لكي يعبروا قنطرة القنيطرة ويتوجهوا صوب الجولان. ولسان حالهم يقول: (دعوت على عمرو إلى أن فقدته، وعاشرت أقواماً بكيت على عمرو). .
هنا في سوريا. باتت الحدود مخترقة، والمياه منتهكة، والأجواء متاحة لطائرات حربية من مختلف الأحجام والأنواع والجنسيات، ليس فيها طائرة سورية واحدة، ولا طائرة عربية واحدة، ولا وجود لرادارات ترصدها، ولا دفاعات تخيفها، رغم انها تحلق مطمئنة بسرعات منخفضة لا تخطؤها العين. فتلقي قنابلها وتطلق صواريخها في كل الاتجاهات. .
اما المشروع المطروح للنقاش والتنفيذ، فهو تقطيع سوريا وتفكيكها وتجزئتها وتقسيمها. .
هناك اكثر من قوة اجنبية (غير عربية) تتحرك بمنتهى الحرية فوق الارض بلا قيود وبلا ضوابط. حشود واشتباكات واعتداءات مفتعلة، وغارات وهجمات متواصلة. تفعل ما تشاء، وتقصف ما تشاء، وتقتل كما تشاء، وتلعب بالنسيج الوطني السوري كما تشاء، يجري ذلك كله امام أعين الناس، وتتكرر المآسي كل يوم، لكنها غير منقولة على شاشات الفضائيات العربية الداعمة للغرباء. .
صار مشروع التفتيت معلنا بشكل رسمي، ومرسوم باحداثيات ومساحات تعكسها خرائط القوى الطامعة بتقاسم الثروات والغنائم. .
كان السوريون يحلمون باستقرار الأوضاع الأمنية (وهي الآن نحو الأسوأ)، ويحلمون بتوقف الغارات الجوية (وهي الآن اشد عنفاً وضراوة من ذي قبل)، ويحلمون بتحسن الأوضاع المعيشية ورفع العقوبات الدولية التي لم تشهد أي تحسن حتى الآن. .
لسنا مغالين إذا قلنا ان الشعب السوري ضحية لخدعة دولية كبرى. .
ختاما: كلنا مع المصلحة العليا للشعب السوري، ونقف معهم ضد القمع وضد الظلم وضد العصابات المنفلتة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟