أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم فنجان الحمامي - كانت دعوة فقلبوها غزوة














المزيد.....

كانت دعوة فقلبوها غزوة


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 13:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واصل الجيش العربي زحفه وغزواته في شمال أفريقيا بقيادة حسّان بن النعمان، وما ان اشتدت المواجهات القتالية بين جيشه وجيش الأمازيغ الذي تقوده الكاهنة (ديهيا بنت ماتيا بن تيفان) عام 693 في معركة بجاية، قالت لهم ديهيا: (إن كنتم تزعمون أنكم جئتم برسالة من الله، فأعطونا رسالتكم وارحلوا عن بلادنا). .
يبدو ان الكاهنة (ديهيا) كانت داهية، وكانت تعلم ان الإسلام دعوة وليس غزوة، وتعلم ان الدين رحمة وليس نقمة، وتعلم ايضاً ان الإسلام جاء باللطف وليس بالعنف. .
فالفتوحات التي مازالوا يتغنون بها كانت عبارة عن غزوات وانتهاكات باسم الدين. .
اسألوا انفسكم: اين كان الإمام علي حين انتشرت الجيوش في شرق الارض وغربها ؟. ولماذا لم يكن في طليعة الفيالق التي اجتاحت البلدان ؟. وهل كانت المعارك التي خاضوها من اجل نشر العقيدة ام كانت توسعا للنهب والسلب باسم الاسلام ؟. والجواب هو ان الإمام علي قرر ان ينأي بنفسه عن هذا المشهد الدموي، فلم يشارك في الغزوات التي أخضعت الشام بالقوة، ولا التي احتلت ارض مصر والعراق. .
كانت الجيوش تنطلق في كل الاتجاهات، لا للتبشير بالدين الجديد بل لتخضع البلدان وسكانها، وتغير الملوك بالأمراء، وتستبدل الأصنام بالولاة، وتستحوذ على الغنائم، وتسبي النساء، وتفرض الجزية على الناس. فتحوّلت الرسالة من دعوة إلى غزوة، ومن سلام إلى انتقام. فبدلا من ان ينتشر الدين بالحكمة والموعظة الحسنة، صار ينتشر بالترهيب والإكراه، وبالسيف والرمح والمنجنيق. .
فكان من البديهي ان يعلن الإمام علي رفضه لهذا المسار المنحرف، فلم يباركه ولم يشارك به. .
عندما يزول حكم الغازي ترتد البلاد إلى دينها السابق، ولا تترك أثراً ثقافياً للغازي إلا وأزالته، كما حدث بعد غزو المغول للبلاد الاسلامية، إذ لم تتأثر حضارة المسلمين بالغزو المغولي من ناحية التأثر بالعقيدة والثقافة المغولية. أما المبشر، فعندما يعود إلى دياره تبقى البلاد على دينه وثقافته بل وتدافع عنها. .
انظروا إلى إندونيسيا وماليزيا وجزر القمر وجزر المالديف وغينيا وأوغندا. هل وصلها الإسلام بالمدافع والراجمات ؟. .
ومع ذلك ظلت صيحات (الحويني) تتردد حتى الآن على الرغم من رحيله، وكان يدعو الناس للسطو على القرى القريبة من اجل مصادرة أموالهم وسبي نساءهم. .
ختاما: لم ينتشر الإسلام بالسيف، إنما انتشر بهداية القرآن، وبعمل المسلمين بهذا القرآن، وبالتالي ينبغي ان ننأى بانفسنا عن المغالطات التاريخية في تفسير الغزوات على انها فتوحات، في الوقت الذي صارت فيه أرضنا ومياهنا وأجواءنا مسرحا لعمليات حلف الناتو، وملاذا لثكناتهم الحربية. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرسان خذلهم الاقربون
- قصف من بعيد بقنابل السفهاء
- سفن عملاقة تخترق الجبال
- ظهور ملائكة في سماء العراق
- كائنات حية في كوكب قريب
- فضيحة ترامبولية جديدة
- ابكوا على انفسكم قبل تقسيم العراق
- سفن متنكرة وأخرى مُقنَّعة
- هذه هي حكايتي لمن يريد سماعها
- مشروع لربط بحر قزوين بالأسود
- خور عبدالله وسياسة الانكماش
- مشاكلنا مع (أبو نغفة)
- تحت تهديد الفيضانات والأعاصير
- اليوم الوطني للفاشنستات
- الصينيون يسخرون من قبعة ترامب
- فزعة بحرية بعنوان: (الصاري العالي)
- كومبارس في المسرح الكوني الأكبر
- هل كانت والدة ترامب على حق ؟
- سفراء على المرام
- سوريا تقبل القسمة على أربعة


المزيد.....




- خلي أولادك يفرحوا.. اضبط تردد قناة طيور الجنة 2025 على جميع ...
- أحكام بالسجن على متهمين في قضية مرتبطة بالإخوان المسلمين في ...
- الفاتيكان: لن يتم اتباع الأصل الجغرافي للبابا الجديد
- أحلى قنوات الأطفال .. أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على جمي ...
- استقبلها بجودة ممتازة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأ ...
- كيف يتباين تعاطي الدول الأوروبية مع الرموز الدينية في المناص ...
- إشهار كتاب -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات الته ...
- دمشق.. مظاهرة حاشدة بالجامع الأموي رفضا لعدوان إسرائيل على ص ...
- بعد تعيين حامد باتيل.. تعليم الإسلام في بريطانيا يواجه العاص ...
- اعتقالات جديدة بصفوف الإخوان في الأردن وأحكام بالسجن بحق 4


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم فنجان الحمامي - كانت دعوة فقلبوها غزوة