كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8316 - 2025 / 4 / 18 - 20:04
المحور:
سيرة ذاتية
امضيت عمري الوظيفي كله اعمل في مؤسسة حكومية منتجة، وكنت فيها من المخلصين الذين امتزجت لديهم همم البناء والعطاء والرغبة في الارتقاء، كانت هي ورشتي وهي بيتي ومدرستي وعالمي الصغير الذي انتمي اليه. .
كبرت وكبرت معي الآمال والطموحات حتى تدرجت في مسالكها خطوة بعد خطوة، ثم اصبحت من ابرز قادتها، فكانت لديَّ لمسات مشهودة في التغيير والتعديل والتطوير والتحسين. وكنت على علم تام بكل ما يجري بداخل أقسامها وفي أعماق وحداتها المالية والإدارية والإنتاجية، وربما لا تعلمون انني كنت على رأس الفريق الذي اعد المسودة القانونية التي منحتها صورة تشغيلية معاصرة تختلف عن صورتها القديمة، ثم أصبحت أنا القائد الميداني لفرقها التشغيلية في كل الاتجاه، حتى جاء اليوم الذي قررت فيه تشييد بناية جديدة تليق بها. فكانت البناية على الطراز الفكتوري ألفريد الذي لا مثيل لها في عموم البلاد. بناية تذهل العقول وتسحر القلوب وتخطف الأبصار. وكنت اقف بقوة وراء ارسال الفرق المهنية للتدريب وتلقي العلوم والمهارات في ارقى المعاهد الاوروبية. .
كنت على تواصل مباشر مع اصغر موظف في هذا الكيان الإداري العملاق، وكنت السبب الرئيس والمباشر في منحهم السكن اللائق في اجمل بقاع المدينة، فتزايدت الايرادات، وتصاعدت مؤشرات المخصصات المالية، وتحسنت معطيات الأرباح السنوية، وازدانت نشاطات تلك المؤسسة بالخير والازدهار في كل جناح من أجنحتها. .
وفجأة تغيرت بوصلة الحياة، وكان للعمر حدوده الزمنية، وللإدارة متغيراتها الحتمية، ولعجلة العمل سرعتها واتجاهاتها. فغادرت موقعي وعيني ترنو إلى سلسلة من منتهية من مراحل العمل الدؤوب على مدى نصف قرن من الزمان. .
ولكن بعد اقل من عامين من رحيلي قادتني قدماي إلى ميداني القديم فوجدت نفسي غريبا في البيت الذي شاركت في بناءه، وطارئا على الأقسام التي شاركت في تأسيسها، متطفلا على المرافئ التي شاركت في تأهيلها. فاصبحت ناءٍ عن الدارِ صفرُ الكف منفردٌ كالسيف عُرَّيَ متناه من الخِللِ. والدهرُ يعكس آمالي ويقنعني من الغنيمة بعد الكدِّ بالقَفَلِ. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟