أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال محمود الطيارة - أيكون إبراهيم عربيّاً؟! (في تأثيل بعض المشاهد الغامضة من سيرة إبراهيم التّوراتيّة) (1) المقدّمَة














المزيد.....

أيكون إبراهيم عربيّاً؟! (في تأثيل بعض المشاهد الغامضة من سيرة إبراهيم التّوراتيّة) (1) المقدّمَة


كمال محمود الطيارة

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 05:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيكون إبراهيم عربيّاً؟!
(في تأثيل بعض المشاهد الغامضة من سيرة إبراهيم التّوراتيّة)
(1)
المقدّمَة




"وأخذوا لوط ابن أخي أبرام وأمواله ومَضَوْا وكان مقيماً في سدوم فجاء من أَفلَتَ وأخبر أبرام العبراني وهو مقيم عند بلّوط مَمْرا الأموري أخي أشكول وعانِر وهم حلفاء أبرام"
سفر التّكوين/إصحاح 14 12 ـ 13


ترِدُ هذه الفقرة في سياق الرواية التّوراتيّة عن الخصومات والنزاعات المتكرّرة بين القبائل والقرى المتجاورة التي كانت تغزوا بعضها بعضاً على أرض كنعان إذ عقِب عودتهما من مصر إلى أرض كنعان قرّر أبرام وابن أخيه لوط الانفصال عن بعضهما دَرْءاً للنزاعات التي كانت بدأت تذرُّ قرنيها بينهما في سعيهما لتوفير الماء والكلأ لمواشيهما فمال لوط برهطه إلى عِبر الأردن (شرقي نهر الأردن) وأقام مع أهل سدوم جنوبي البحر الميت وتابع أبرام سيره بماشيته وبمن بقي معه من عشيرته إلى حيث كان نزل بأرض فلسطين لأوّل مرّة أي في بلوطة مورة قرب شكيم (ما يوافق نابلس اليوم على رأي البعض) ثمّ انتقل بعد ذلك إلى بقعةٍ أخرى تُسمّى بلوطات ممرا وهناك عقد حِلفاً مع جيرانه الجدد الأموريين وحدث أن قام بعض جيران سدوم بالإغارة عليها فحصّلوا سبياً وغنائم كان لوط من بينها فجاء من أخبر أبرام العبراني بذلك فانطلق هذا لاستنقاذ ابن أخيه وهذه هي المرّة الوحيدة في التوراة التي يُنعتُ فيها أبرام ب"العبراني" فهل كان أبرام حقاً "عبرانيّاً"؟ وهل يتناول هذا النّعت نسبه وانتماءه العِرقي أم يعود إلى معتقده الديني أم أنّه يُحيل إلى حادث ما في حياته وَسَمَهُ بهذا الوسم: "العيراني"؟

لا تقدّم التّوراة أجوبة شافيةً عن هذه التّساؤلات لا بل أنّها تزيد الطّين بِلّة فها هو موسى يُصَلّي لربّه ويذكر نعمته قائلاً "إنّ أبي كان أرامِيّاً تائهاً (= رُحّلاً) فنزل إلى مصر في نفرٍ قليلٍ وتغرّبَ هناك فصار أمّة كثيرة وقوية وعظيمة" (تثنية/ 26: 5) وهو بالطبع يقصد هنا يعقوب "الأرامي" حفيد أبرام "العبراني" (!!) ومن جهةٍ أخرى عندما قسّمت التوراة بني الانسان إلى أعراق وشعوباً وقبائل رجعت بنسب أبرام إلى تارح (أبيه) فناحور فالجدّ الأعلى عابر من نسل سام بن نوح وجعلت من بني أرام أولاد عمومة بعيدين (سام الجدّ الأعلى المشترك) وجعلتْ الكنعانيين من نسل حام بن نوح الأخ الأصغر لسام أعداءً للجميع فإذا كان أبرام "عبرانيّاً" نِسبةً إلى جدّه الأعلى عابر فلِمَ لم يُدرج ولديّ عابر (فالج ويقطان) وأحفاده من نسلهما تحت هذا المسمّى ولِمَ اختُصَّ به فقط أبرام بن تارح ونسله من دون الباقين ثمّ لماذا نسب موسى في صلاته يعقوب إلى الآراميين أبناء عمومته؟

إنّ علم الآثار يعجز عن الإجابة هنا عن مجمل هذه الأسئلة إذ لا أثر مادياً لأبرام وأبناءه وأحفاده المباشرين في التّاريخ لا في أور الكلدانيين ولا في حاران (جنوب تركيا قريباً من الحدود السوريّة) ولا في فلسطين ولا في الكتابات المسماريّة أو الهيروغليفيّة أمّا مقابلة المرويّات التوراتيّة وضربها يعضها ببعض بغرض الخروج بجواب مقنع فأمر مستحيل فهي مختلفة جدّاً فيما بينها بل متناقضة أحياناً ولا يمكن الأخذ بواحدة منها دون الأخرى وإلاّ كان الأمر ترجيحاً لإحداها من غير مُرَجّح وهذا رأيّ وليس من العلم بشيء والجواب قد يكمن في الجزئيّات التي تزخر بها المرويات التّوراتيّة عنيتُ بذلك العادات والتقاليد والأعراف والقيم الاجتماعية التي عمل بها أبرام أو أوصى والتي نرى بعضها ما زال يتردّدُ في سلوك حفيده يعقوب الذي استبدل الرّبُّ اسمه ب"إسرائيل" فعملُنا هنا يقوم إذاً على رصد هذه الجزئيّات ومحاولة ردّها على قدر الإمكان إلى أصولها الثّقافيّة أو الأنثروبولوجية مما قد يومئ إلى أصل أبرام التّوراتي ولربما وصلنا بذلك إلى مقولة متّسقة تعضدها القرينة في غياب الدّليل والبيّنة

لن ندخل هنا في الجدل العلمي حول صحّة المرويات التّوراتيّة أم لا من وجهة نظر علماء الآثار ولن نتطرّق إلى موضوعة مسرح الأحداث نفسه أهو فلسطين أم جنوب غربي جزيرة العرب كذلك لن ننظر إلى ما يراه البعض تحريفاً للنّصوص وإنّما سنعتمد النص التّوراتي على علاته فهذا ما يؤمن الناس به من يهود ومسيحيين ويرَوْنَ أنّه حقّ جرى في فلسطين وقد استندنا في ذلك أساساً إلى التّرجمة العربيّة الصّادرة عن دار المشرق/بيروت/1989 والترجمة الفرنسيّة La Bible de Jérusalem/Cerf/Paris/1991 والنّص العبري المنشور على النّت تحت عنوانLa Bible Hébreu-Français/Méchon Mamré/2016 أمّا النصوص المقدّسة الواردة في هذا المقال فهي مُسْتَلّة من المصادر المذكورة مع بعض التّصرّف وقد عالجنا كلَّ جزئيّة من سيرة أبرام/إبراهيم بمفردها وفق السّياق الزّمني لتسلسل الأحداث كما أوردتها التَوراة وهي مبدئيّا على النحو التالي (وقد أغفلنا في هذا المقال ذِكْر المصادر والمراجع تفصيلاً لضيق المجال هنا)

* الفصل الأوّل الحِمى والأنصاب والمذبح: ثقافة الأحجار المقدّسة
* الفصل الثّاني الإرث والبنون والحميم
* الفصل الثّالث الضيافة العربيّة
* الفصل الرّابع أبرام عند أبي مالك ملك جرار في النّقب
* الفصل الخامس القَسَم وزواج القُربى

ثمّ ننهي البحث بخلاصة تحاول الإجابة عن السّؤال المطروح في صدر المقال آخذةً في الاعتبار من جهة النتائج التي توصّلنا إليها ها هنا ومن جهة أخرى النّظريات المتواترة عند المؤرخين وعلماء الآثار منذ ما يقرب من قرنين من الآن من البحث العلمي عن منشأ العبرانيين وأصول إبراهيم

(يتبع)

كمال محمود الطّيارة ـ ليون ـ فرنسا ـ 9/6/25



#كمال_محمود_الطيارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيكون إبراهيم عربيّاً؟! (في تأثيل بعض المشاهد الغامضة من سير ...
- -شاهد ما شفش حاجة- أو شرُّ البليّة ما يُضحِكُ (موتُ النّخْوَ ...
- من إسلام الضّرورة ‘لى إسلام البزنس (تدنيس المقدّسفي المخيال ...


المزيد.....




- المرح والسعادة لك ولطفلك مع تردد قناة طيور الجنة الجديد على ...
- إستنكار لبناني للإعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الاسلامي ...
- رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يدعي عدم وجود خطة لاغتيال ...
- -أضعف لحظات الجمهورية الإسلامية-.. ما خيارات إيران للرد على ...
- السلطات الإسرائيلية تغلق المسجد الأقصى تحت ذريعة -حالة الطوا ...
- هل تكتب ايران بداية نهاية -اسرائيل- وفد رفعت الرايات الحمراء ...
- -الأوقاف- تستنكر إغلاق الاحتلال المسجد الأقصى والحرم الإبراه ...
- الموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّ ...
- قائد الثورة يعين اللواء باكبور قائدا عاما لحرس الثورة الاسلا ...
- تزامنا مع قصف إيران.. الاحتلال يغلق المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال محمود الطيارة - أيكون إبراهيم عربيّاً؟! (في تأثيل بعض المشاهد الغامضة من سيرة إبراهيم التّوراتيّة) (1) المقدّمَة