بإيجاز: بيتهوفن - السيمفونية رقم (1) - رقصة المُقنّع-/إشبيليا الجبوري - ت: من الألمانية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 00:17
المحور: قضايا ثقافية
    

موسيقى:

عرض معلومات عامة()؛
- تسلسل: سيمفونية رقم 1
- السلم: صول دو الكبير،
- العمل رقم 21،
- العنوان الفرعي: رقصة خادم البلاط المُقنّع
بين عامي 1799 وأوائل القرن التاسع عشر.()

مقدمة عامة مبسطة؛
السيمفونية الأولى - تُعد أسس الكلاسيكية، روحٌها. التي لا تهدأ. كانت سيمفونية بيتهوفن الأولى في دو الكبير ، العمل تصنيف رقم 21، والتي ألّفها بين عامي 1799 وأوائل القرن التاسع عشر()، بمثابة دخوله الرسمي إلى تقليدٍ شكّله وصاغه. هايدن (1732-1809)() وموزارت (1756-1791)()، ومحاولته الأولى لإعادة تصوره من الداخل.

للوهلة الأولى، يتبع العمل الشكل السيمفوني الكلاسيكي ذي الحركات الأربع: إيقاع يسبقه مقدمة بطيئة، وحركة ثانية غنائية، ومينويت (أو هكذا يُسمى) [رقصة قاعات رقص بطيئة ومهيبة لشخصين تُعزف بثلاثة إيقاعات، اشتهرت بشكل خاص في القرن الثامن عشر]()، وخاتمة ذات بنية مرحة تشبه مقطوعة موسيقية. لكن ضمن هذه الخطوط المألوفة، أضاف بيتهوفن إيماءاتٍ من عدم الاستقرار، والفكاهة، والعنف الكامن. لم يكن العمل مجرد خلاصة، بل السيمفونية الأولى تُعد بمثابة عتبة. إن شئتم.

- التحدي التوافقي - افتتاحيةٌ متوترة؛
لا تُفتتح السيمفونية على وتر التونيك، كما توقع المستمعون، بل بسلسلة من التناغمات السابعة المهيمنة - وهي خطوة اعتُبرت جذرية على الفور. فبدلاً من أن يُثبّت بيتهوفن المستمع، يُعلّق النغمة، خالقاً جواً قصيراً من الترقب والغموض.

فقط بعد إسدال هذا الستار التوافقي، يبرز اللحن الرئيسي في دو ماجور، حازماً ومبهجاً.

لم يكن هذا مجرد ابتكار، بل كان استفزازاً هيكلياً. بلفتة واحدة، أشار بيتهوفن إلى أن سيمفونياته لن تبدأ ببساطة، بل ستتكشف بشكل درامي، كعروض مسرحية.

- "المينويت" - مقطوعة رقصة خادم البلاط المُقنّع؛
تُسمّى الحركة الثالثة "مينويت"()، صُنِّفت تكريماً للآداب الكلاسيكية(). لكنها في طابعها وإيقاعها، تتحدى تقاليد المينويت. فبدلاً من أن تكون رقصة رشيقة، تتميز هذه الحركة بلهجات متفجرة، وتحولات سريعة في الإيقاع، وشعور بطاقة بالكاد تُكبح. إنها، في جوهرها، مقطوعة المُقنّع.

سيتخلى بيتهوفن لاحقًا عن تسمية "المينويت" تمامًا، ولكن حتى هنا، يتلاعب بالتوقعات، ساخرًا من رقة رقصة البلاط بشيء أكثر تقلبًا وانطلاقًا().

- الخاتمة - لحن يُشكّل نفسه
تبدأ الحركة الأخيرة بمزحة موسيقية: تتقدم الكمانات الأولى على السلم الموسيقي بخطواتٍ سريعة، كما لو كانت تبحث عن اللحن، الذي لا يكتمل إلا بعد عدة بدايات خاطئة. أثارت هذه البداية المُركّبة ذاتيًا إعجاب المستمعين بذكائها، وتقلبها، وطابعها المسرحي في بعض النواحي - لمحة عن ميل بيتهوفن اللاحق لمعاملة الشكل الموسيقي كدراما.

يتبع ذلك عزفٌ سريعٌ كالبرق، مليءٌ بالتناقضات، والضربات الإيقاعية، واللعب التحفيزي. وبينما تتألق الحركة بسحرها الكلاسيكي، إلا أنها لا تتخلى أبدًا عن طابعها العصبي.

- الاستقبال - ردود فعل متباينة، مسار واضح؛
كان رد الفعل تجاه السيمفونية في عرضها الأول في أبريل 1800 إيجابيًا إلى حد كبير(). أعجب الكثيرون بنضارتها وحرفيتها. بينما وجدها آخرون - وخاصةً النقاد الأكبر سنًا - حازمةً جدًا، وقويةً جدًا، وتفتقر إلى صقل موزارت وسهولته.

وعلق أحد الكُتّاب الفيينيين قائلاً إن العمل أظهر "جرأةً تكاد تكون فظّة"().

بالنسبة لبيتهوفن، لم يكن هذا إهانةً، بل كان بمثابة تصديق.()

أخيرا. في نهاية المطاف. لقد دخل هذا النوع الموسيقي الأكثر احترامًا في عصره، ليس كخادم متواضع، بل كمُخربٍ واثق. ورغم أنها لا تزال ضمن النموذج الكلاسيكي، إلا أن هذه السيمفونية الأولى حملت بالفعل روح الاحتكاك والفكاهة والتباين الديناميكي الذي سيُميّز أسلوبه الناضج. لم يكن العمل مجرد خلاصة، بل السيمفونية الأولى تُعد بمثابة عتبة. إن شئتم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد ـ 06/07/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل