أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - المُسحة الجمالية في (ارهاصات أنثى) للشاعرة ورود الدليمي














المزيد.....

المُسحة الجمالية في (ارهاصات أنثى) للشاعرة ورود الدليمي


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 14:02
المحور: الادب والفن
    


حين تأتيك الفكرة، وأنت في كامل قواك الذهنية، والفكرية معًا، ومتسلح بأدواتك الكتابية لدخول معركة (في يقينك أنت فيها المنتصر) أنها معركة ابداع، لا غير، ومعلم أن القارئ لا يذهب ذهنه لغير ما أقصد. حين تأتيك الفكرة هذه، يُحتم عليك دخول معركتك وأنت مرتاح البال، يقض الضمير، لأنك ستحقق انتصارك وتعود مرفوع الهام؛ وأيُ معركة تنتظرك غير معركة الكتابة، وايصال الفكرة بعد اختمارها مختمرها في ذهنك، فلا يعوزك فقط بدأ الهجوم، بعد المباغتة.
هكذا دائما يكون شعوري، وأنا أكتب ما يمليه عليّ عقلي، بعد خوض غمار القراءة، وأنا أتجول في ساحة الابداع، وأتطلع على مكامن الجمال. وهذه المرة التي أكتب فيها كلماتي هذه، هي مجموعة للشاعرة ورود الدليمي، والتي هي تحت عنوان "ارهاصات أنثى" إذ وجدت فيها مسحة جمالية، امتازت فيها الشاعرة العراقي ورود عمن سواها بميزة خاصة، فهناك لغة جميلة، ومفردات منسجمة، فضلا عن رسم حروف الكلمات، بلا تكلفة، وهي بعدُ تمتاز بكم معرفي يميزها عن غيرها من الشاعرات العراقيات، والميزة هذه اغمرت نصوصها بفيض وجداني يترسخ بالذاكرة، حين يقرأه القارئ بتمعن بدلالة حضورية (غير شارد الذهن والتفكير).
"تخونني الكلمات وأنا أمسك/ بحافة الحسرات/ تسحبني الذاكرة إلى لحظات/ غارقة في الآثام/ لم أدرك/ أن الطريق إلى الخطيئة/ معبّد بالأعذار" (من نص تحت عنوان: كلمات تؤنب النفس).
ومن هذا الباب، قد يطرح تساؤل: حول الابداع والتميّز وكيف نقيّم النصوص – الشعرية والقصصية والروائية والمسرحية – وما هي المبررات أو البرنامج الذي نتبعه بذلك؟. بمعنى آخر ما هو التميّز وما مدلولاته؟.
والحال، ذكرت في كتابي النقدي "نكهة المعنى – رحلة في نصوص أدبية" الفصل العاشر وقلت: مخاض القصيدة ينتج عن ولادة قيصرية، ربما يقسو فيها "المشرط" الذهني. لكن بالتالي يأتي المولود- القصيدة لتكحل عين الشاعر حيث يخرج الى الفضاء الخارجي، وهو مزهوًا بذلك المولود(البعض يخفق ويصُاب بانتكاسة ابداعية حيث يأتي المولود خديج). الصنف الأول هم المبدعون الحقيقيون، والثاني انصاف شعراء، ومنه تجد المتنبي فهو "ينام ملأ جفونه عن شواردُها وتسهر الخلق- الشعراء جراها وتصاب بـ "الذهان"، بحسب التعبير الفرويدي. وهو بعدُ، (المتنبي) الفارس في هذا الميدان، إذ حتى الأعمى كالمعري (وهو الشاعر والفيلسوف المقتدر) مثلا، (تعبير مجازي) ينظر الى أدب المتنبي فيراه بنور البصر والبصيرة معًا.
وأضيف هنا، الشاعر المتميّز هو الذي يأتي بجديد، بإبداع حقيقي، يميزه عن الآخرين بسمة مخالفة، لا مقلد للآخرين.
وما يميّز شاعرتنا ورود في هذا المضمار، هي أنها تكتب القصيدة النثرية – وتجيب فيها؛ وكذلك في القصيدة العمودية، ولها قصائد كثيرة، آخرها عن بغداد، وقد سمعتها منها في "تجمع شارع المتنبي"، وبحسب قولها أنها قرأتها لأول مرة، لأنها قصيدة جديدة، لديوان شعر في طريقة للنور. فمن قصيدة لها تحت عنوان "لحن الميلاد" تقول:
طيري بأحلامِ الطفولةِ وارْفَعِي
راياتِ مجدِكِ في دروبِ المَنْهَجِ
كوني لأحلامِ الطفولةِ موئلاً
وامشي بروعة نجمةٍ لم تُسْرجِ
إني دعَوتُ اللهَ يحفَظُ منيتي
من كلِّ سوءٍ أو مكائدِ مُخرِجِ
صورة جمالية واضحة المعالم، هذا وغيره مما يميّز شاعتنا عمن سواها، ثم أن الشعر موقف، والشاعر الذي ليس له موقف، قد لا تغفر له قصائده ولا نصوصه، وهذا ما معروف في معترك الأدب.
وعودًا على بدء، ففي العنوان "ارهاصات أنثى" لا أرى أن العنوان جاء اعتباطا، هذه التسمية، فثمة نصوص تجد فيها روحية الشاعرة موجودة داخل النص، هذا أولا، واما ثانيا، فهي تريد القول: إنها بإرهاصاتها هذه إنما تجد نفسها ودافة على بنت جنسها حواء، فالمرأة هذا الكيان الكبير، كان ومازال يتعرّض إلى الحيف، وهضم الحقوق من قبل الرجل، وهذه الإرهاصات هي خير ما عُبّر وخير شاهد.
لذا نقرأ لها من نص ص 14 من المجموعة: (لن أعلن ولهي/ قرارا يشكو لليل طيفا/ بات يارقه ويكتم الهيام/ يشكوا ضرام المضاجع/ يطرد صوتٌ يقبع أعلى الرأس/ وبين ثنايا الروح ماكثا بذرة عشق حملتها الرياح)
قصيدة أخرى للشاعرة ورود لم تنُشر بعد، أقتطف منها هذه الابيات، لنرى فيها المسحة الجمالية، والتميّز والروح الوثابة للشاعر، كما نرى كذلك قابليتها في تطويع الحروف، ورسم الكلمات، ما نستدل به على روح جياشة تتعاطى الشعر بشغف.
أنا هذِي
ولأيّ ذكرٍ فيكَ قلبِيَ يخشَعُ
ولأيّ بابٍ دونَ بابِكَ أقرَعُ
وهواكَ يعصرُنِي بكلّ جنونِهِ
وإلى مداكَ أضالعِي تتطلّعُ
ولأيّ صوتٍ سوفَ أعرجُ ثورةً
وفمِي بآلاءِ الكلامِ يُرصّعُ
وأنَا الجموحُ وثورتِي عريانةً
تبتزّنِي وتثيرُ ما لا يَقنعُ
تبتلّ أشذاءُ الزهورِ بهمستِي
وغيومُ روحِي في السّماءِ تتقشّعُ
منكَ اقتبستُ الحرفَ جئتُكَ زهرةً
أمشِي وخلفِي ألفُ روحٍ تتبعُ
أمشِي ونيرانِي تصيحُ على دمِي
وأنَا أصيحُ وداخلِي يتمزّعُ



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتراب النفسي في أغنية (مرينة بيكم حمد) للكبير ياس خضر
- رواية العمى: فلسفة انهيار المبادئ والقيّم
- الترابط والموضوعية في مجموعة (تاتو) للقاصة تماضر كريم
- النسق وبناء النص عند الشاعرة فراقد السعد
- عشرة كتب غيّرت قناعاتي الفكرية والمعرفية1/ 10
- الجزالة والبُعد الوجودي في (مرايا البحر) للشاعرة السورية هوي ...
- مفهوم الدين عند فويرباخ 1/ 2
- هل الكتابة ابتكار؟
- شعاع ابيضّ - نافذة سوداء تأسيس لسمو الإنسان للقاص حميد محمد ...
- الدهشة والمفارقة في (وجه أزرق) للقاص عبد الحسين العبيدي
- خالد القطان-إلى المنفى أو تقويم الأحزان
- النزعة الوجودية عند دوستويفسكي
- البناء النصي في مجموعة (تحت صواري ديسمبر) لزينب التميمي
- ماركس.. مؤسس المدينة الاقتصادية
- تولستوي.. اعترافات أم تخبط فكري؟
- ما هي الشيوعية؟
- سلطان العارفين.. الرومي جلال الدين
- بيكون.. الفيلسوف الذي حقق حلم أفلاطون
- الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية 3/ 3
- الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية2/ 3


المزيد.....




- صيف 2025 السينمائي.. منافسة محتدمة وأفلام تسرق الأضواء
- آدم نجل الفنان تامر حسني يدخل العناية المركزة إثر أزمة صحية ...
- فضيحة جديدة تهز الوسط الفني في مصر (فيديو)
- مخرج أفلام إباحية كان من بين أكثر المطلوبين لـ FBI يقر بالذن ...
- فنانة لبنانية شهيرة ترد على منتقديها بعد رسالتها إلى أفيخاي ...
- شاما والجو فنانان يعيدان إحياء الثرات المغاربي بلمستهما الخا ...
- فنانة شهيرة توجه رسالة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول ...
- فنانة شهيرة توجه رسالة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول ...
- مكتبة الحجر: كيف تروي محمية الدبابية المصرية قصة مناخ الأرض ...
- ظهور سينمائي مفاجئ.. تركي آل الشيخ ينشر فيديو -مسرب- لزيزو ب ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - المُسحة الجمالية في (ارهاصات أنثى) للشاعرة ورود الدليمي