أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - خماسي على صباح ماكرون!














المزيد.....

خماسي على صباح ماكرون!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أذكر عندما شاهدت صورة رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون وحرمه المصون بريجيت، للمرة الأولى، خطر في البال فورًا ما أعتقد أن كثيرين في كوكبنا شاركوني به وما يزالون. قلت في نفسي: لو تصادفني هذه المخلوقة في مكان مُعتم، لتلبستني قشعريرة خوف تضاعف قدراتي على الجري مئة مرة. وقد استعيد صور كائنات مرعبة مخيفة قرأت عنها في أساطير الأولين، خلال الأعصر الغابرة. تساءلت حينها: يخرب بيتك يا ماكرون، ما الذي دهاك فأعمى بصرك عن جميلات فرنسا وما أكثرهن؟! وتشتهر الفرنسيات بالرقة والرومانسية، وتوفير كل ما من شأنه إسعاد الرجل في حياته الزوجية. ولكن ما إن عرفت أن المسيو بريجيت قرينة السيد ماكرون من عائلة روتشيلد، لم تلبث الغرابة أن تبخرت والأسئلة توارت. إسم هذه العائلة، مجرد ذكره لا يترك مجالًا لزيادة مستزيد. صحيح أن المسيو بريجيت تكبُر زوجها رئيس الدولة بأربعٍ وعشرين سنة، وحظها من الجمال ما دون الصفر، لكنها هي وعائلتها مَن صَنَعه. فقد وجدت له وظيفة براتب مُجزٍ في أحد بنوكها، ثم بدأ نجمه يصعد حتى أجلسوه على كرسي الحكم في الإليزيه.
أخيرًا، أقدمت المسيو بريجيت على فعلة غطت على كل ما يتعلق ببؤس حظها في الجمال، وأصبحت موضوعًا يتصدر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي بعامة. ففيما كان ماكرون يهم بالنزول من طائرة الرئاسة التي أقلته إلى فيتنام في زيارة رسمية، تناولته المسيو بريجيت بكف خماسي على صباحه احتاج إلى بعض الوقت بعده ليستعيد توازنه ويصافح مستقبليه.
حاول الإليزيه احتواء الموقف بالقول إن ما حصل كان "لحظة ودية" و "مجرد شجار" بين زوجين. وهناك من حاول التشكيك بصحة فيديو الخماسي على صباح ماكرون، وذلك بإدعاء تعديله بواسطة الذكاء الإصطناعي. لكن ماكرون نفسه أقر بأنه "انسمط خماسيًّا"، وجَهد في التظاهر بخفة الدم بقوله "كنا نتجادل"..."كنا نمزح"..."نحن نتشاجر ونمزح، ونُفاجأ برؤية الأمر يتحول إلى مشكلة عالمية".
الصفعة على الوجه تتباين بشأنها رؤى الثقافات ومقارباتها. ففي الغرب يتساهلون في الأمر، ويرونه إن حصل في سياق ما يمكن أن يحدث أحيانًا. وما تزال ذاكرتنا تحتفظ بموقف الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش بعدما قذفه العراقي منتظر الزيدي بحذائه، حيث تعامل مع الأمر من دون تشنج وانفعال، بل وداعب الصحفيين آنذاك بالقول:"عرفت مقاس الحذاء...43 على ما أظن". وفي أميركا وبعض الدول مثل تايلند، يُقال أن مراكز التجميل تعتمد الصفعات على الوجه لتخليصه من التجاعيد وإعادة النضارة إليه وإبعاد الشيخوخة عن صاحبه، وذلك في جلسات لا تزيد واحدتها عن ربع ساعة بمبالغ كبيرة. وهناك من يتوقع اندثار هذا الأسلوب، لصعوبة تقبله. فالوجه له خصوصية، فهو الجزء الأكثر تعبيرًا عن هوية صاحبه وتمييزه عن غيره. أما في ثقافتنا العربية، فالصفعة وثيقة التعالق بالإهانة والإذلال والتحقير. وتحتفظ ثقافتنا بمعنى مجازي للصفعة، يشير إلى وقعها في النفوس. فنحن نُشبِّه الإخفاق والفشل بتلقي الصفعة.... فلان تلقى صفعة.
مختصر القول، ماكرون تلقى "خماسيًّا" من حرمه المصون المسيو بريجيت. وبصراحة، يستاهل، وخيرًا فعلت الأخيرة. ونتمنى عليها ألا تتأخر علينا كثيرًا بتكرار ما فعلت، وفي مواقف مشابهة.
ولنا أن نتخيل لو تنتقل فعلة المسيو بريجيت إلى بلداننا. لربما تكون تداعياتها على الأنظمة أشد وقعًا وأقوى تأثيرًا مما فعلت قوى المعارضة، خلال العقود العشرة الفارطة.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابُ الصَّيْحَة (3) -الهيمنة الصهيونية على الأردن-.
- بصراحة عن الاستقلال!
- الملائكة تقاتل !!!
- الكتابُ الصَّيْحَة (2) زرع الكيان في فلسطين وتوطين اللاجئين!
- عن جد مسخرة !!!
- أسدٌ على العرب وبنظر غيرهم نعامة!
- الحجب وما أدراك ما الحجب!
- الكِتَابُ الصَّيْحَة (1) ثلاثة أسئلة مصيرية.
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(8) وال ...
- خطأ تاريخي
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(7)
- قبسٌ من كتاب
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(6)
- الدولة المدنية هي الحل
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(5).
- من تجليات العقل المُغيب !
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(4)
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(3)
- انتخابات الصحفيين الأردنيين.
- اطلالة عقل على صفحة في تاريخنا !


المزيد.....




- كاتبة سورية درزية لـCNN عن إسرائيل: إذا أردتم حماية الدروز أ ...
- -فساد ينخر في جسد بلدي-.. رغد صدام حسين تعلق على احتراق المر ...
- سلطنة عُمان: القبض على إيرانيين والشرطة تكشف ما فعلاه
- بحضور ماكرون.. السلوفيني تادي بوغتشار ينتزع الصدارة في -تور ...
- ترامب يصدر أوامر بنشر وثائق قضية إبستين بعد ضغط شعبي متزايد ...
- غزة: عائلات تشيّع قتلاها وأخرى تواصل البحث عن مفقوديها تحت ا ...
- هجمات إسرائيل على سوريا: مآرب معلنة وأخرى خفية!
- محللون: رسائل أبو عبيدة بعد 4 أشهر من استئناف الحرب موجهة لك ...
- ترامب والرسائل الخاطئة لأفريقيا
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صاروخ من اليمن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - خماسي على صباح ماكرون!