أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - جذور المركزية الأروبية ومآلاتها البربرية















المزيد.....

جذور المركزية الأروبية ومآلاتها البربرية


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنكار المركزية الأوروبية لم يعُد يُكرّرُه سوى أتباع اليمين الأروبي الذي يرفض الاعتراف بجرائم الاستعمار. أتباع درجة رابعة، مُدوّنين، هوّاة من أنصار الأحزاب الفاشية، عَوام مُبحرين على وسائل التواصل الاجتماعي، يعني أُناس من أوساط أُمّيّّة، أو الشٍّعبويين غُلاة اليمين المتشدّد الذين لا يقولون مثل هذا الكلام عن قناعة بقدر ما هو خطاب تجييش عنصري لحشد تأييد الدّهماء. ولكن ليس هنالك مثقف واحد محترم أو فيلسوف أو دارس تاريخ أو عالم اجتماع يتجرّأ ويُنكر وجود المركزية الأوروبية.

من هذا المنطلق أعتقد أنه من الخطأ القول بأن "نقد المركزية الأوروبية هو موقف أشعري" (يقصد معادي للعقل).

لماذا؟

لأن "المركزية الأوروبية" ليست مسألة افتراضية أو وهمًا أو اختلافًا ايديولوجيًا حول قضية غامضة. بل هي حقيقة تاريحية وسياسية قائمة منذ القرن السابع عشر. وقد ثبّتها مئات المؤرخين والفلاسفة الغربيين أنفسهم، الذين واجهوا هذه الحقيقة بالنقد الجذري، من الجيل الأول لمدرسة فرنكفورت، مرورا ببيار بورديو، ودريدا وميشيل فوكو، وصولا لادغار موران... وغيرهم كثيرون.
وهذا النقد لم يصدر عن "الأشاعرة" ولا عن "وُعّاظ القرون الوسطى"، بل عن مدارس ما بعد الكولونيالية (postcoloniales) وما بعد الحداثة (postmodernisme)، والتي تُعَدُّ من أكثر المدارس راديكالية في نقد الحداثة الأوروبية. وقد صدرت مئات الكتب لمفكرين غريبين. منها على سبيل المثال:

كتاب "جدل التنوير"، لعالمي الاجتماع الألمانيان ماكس "هوركهايمر" و"ثيودور أدورنو"، وهما من روّاد "مدرسة فرانكفورت" للنقد الاجتماعي والفلسفي. نُشر لأول مرة سنة 1944 أثناء منفاهما في أمريكا، ثم طُبع لاحقًا في ألمانيا.
الفكرة الرئيسية في الكتاب هي أن الفلسفة الغربية الحديثة عرفت مسارًا معقدًا بين رغبتها المعلنة في تحرير الإنسان من قيود الخرافة والأسطورة، ثمّ حدث انزلاقا خطيرا أدى إلى تحوّلها تدريجيا ضمن سياق تاريخي اجتماعي إلى منظومة فكرية تبرّر الهيمنة والتفوق على الآخر (شعوب غير أروبية).
يوجّه الكاتبان نقدًا صارمًا لهذا المسار الذي بلغ ذروة انزلاقه مع العقل الأداتي الذي أسّس لما يُعرف بـ المركزية الأوروبية.
ويُظهر الكتاب كيف أدى هذا الانحراف الفلسفي إلى ما يمكن تسميته بالمآلات البربرية: أي توحّش العقل الأداتي، وتحوله من أداة تحرير إلى وسيلة إخضاع واستعمار.

وسأحاول تلخيص أهم الفصول التي عالج فيها الكتاب المركزية الأوروبية بغاية الوضوح. وهي الفصل الأول والثالث والرابع على وجه الخصوص، وفيها مفهوم التنوير. وصناعة الثقافة (التنوير بوصفه خداعًا جماعيًا). وأوهام مستنيرة.

هي ثلاثة فصول استخرجت أربعة أفكار أساسية: من اللوغوس اليوناني إلى الكوجيتو الديكارتي: انزلاق العقل.
العقل الأداتي: من نقد الأسطورة إلى صناعة أسطورة العقل.
المركزية الأروبية ومآلاتها البربرية حين يتحوّل العقل إلى وحش.
تحول التقنية والعقلانية إلى وسائل إخضاع بدل تحرير.

في بداياته، حمل مفهوم اللوغوس في الفلسفة اليونانية دلالة تجمع بين العقل والمنطق والجمال والانسجام الوجودي. كان اللوغوس منبت الحكمة والحب وأداة لفهم الكون والإنسان، ووسيلة للتناغم مع الطبيعة وليس إخضاعها.
غير أن هذا التوازن تصدع وبعنف مع الحداثة، حيث شهد الفكر الفلسفي انزياحًا حاسمًا مع رينيه ديكارت، الذي أقام فلسفته على الكوجيتو: "أنا أفكر، إذن أنا موجود". وأسقط ما تبقى من اللوقوس .

هذا التحول الديكارتي جرد اللوغوس من أبعاده الوجدانية والجمالية، ليصبح عقلًا مغلقًا على ذاته، متعاليًا على الطبيعة والإنسان. فتحولت الذات المفكرة إلى مرجعية مطلقة، وأصبح كل ما هو خارج الأنا موضوعا للتحكم وموضع تشييء واستغلال وسيطرة.

هذه النقلة من الحكمة الإغريقية إلى عنجهية عقل الأنوار أسست لنسق معرفي يرى في العالم شيئًا قابلًا للسيطرة، واعتبر بقية الكائنات والآخرين (الإنسان غير الأوروبي، المرأة، الجماهير). [بين قوسين فوكو لاحقا سيذهب أعمق ليشير إلى إقصاء المرضى والشواذ والمجانين. وهي صورة من الصور البشعة التي مارستها النازية كجزء من المركزية الاروبية] كلها موجودات دونية، يتم التعامل معها بوصفها موضوعًا أدنى.

العقل الأداتي: من نقد الأسطورة إلى صناعة أسطورة العقل
في الفصل الثالث من (جدل التنوير)، يُبيّن "هوركهايمر" و"أدورنو" كيف أن التنوير الذي وُلد ليحرر البشر من الأساطير القديمة، وقع في مأزق صناعة أسطورته على نفسه، متمثلة في جبروت العقل الأداتي الذي لا يعترف إلا بما يمكن قياسه وتجريبه وتوظيفه تقنيًا. ومع غياب البعد الجمالي والاخلاقي والميتافيزيقي، فقد هذا العقل القدرة على نقد ذاته، وأضحى أداة تسلّط لتحقيق الهيمنة.

هكذا تحول العقل الأنواري إلى ما يسميه المؤلفان عقلًا تقنيًا منزوع الإنسانية، لا يرى في العالم سوى مادة خام تُستثمر. بل نجح في تحويل الإنسان إلى كائن موضوع ترويض وسيطرة من خلال إعادة تشكيل وعيه وفق مصالح السلطة البرجوازية.

إذن من هذا السياق الفلسفي، الذي لا ينفصل عن سياقه التاريخي / الطبقي، وُلِدت أسطورة "الأنا المتفوقة والآخر الأدنى"، وعلى هذا التقسيم تأسست المركزية الأوروبية كمنظومة فكرية ترى في الذات الغربية نموذجًا أعلى للوجود الإنساني. ومن ديكارت إلى كانط وصولا إلى هيغل، ترسخت صورة "الأنا المتفوقة" التي تحتكر العقل والمعرفة والحضارة. بحيث لم تعد الشعوب الأخرى عنوانا للإنساني الشريك في الحكمة والحب والصداقة كما فهم الإغريق اللوغوس، وإنما أضحت في منظور المركزية الأوروبية كائنات ناقصة عقل، تحتاج "التمدين" و"التهذيب". وهو التصور الذي برر الحملات الاستعمارية بوصفها مهمة حضارية.
وهكذا تحولت الفلسفة الحديثة التي كان من المفترض أن تكون مشروع تحرر إلى أداة إقصاء وهيمنة. واللافت أن هذا الإقصاء لم يشمل الآخر المختلف عرقيًا أو ثقافيًا فقط، بل حتى الجماهير الأوروبية ذاتها التي انتُزعت إنسانيتها وتشيّأت من خلال السلطة المُنبثّة في مجتمع النمذجة والمراقبة والتسليع، بتصنيع الرغبات وترسيخ ثقافة الاستهلاك والقيم الأداتية، وسلبها القدرة على التفكير النقدي.

المركزية الأروبية ومآلاتها البربرية حين يتحوّل العقل إلى وحش

هنا يرى "هوركهايمر" و"أدورنو" أن هذه المركزية الأوروبية بلغت ذروتها في الحملات الاستعمارية الغربية التي سُوِّغت فلسفيا بمنطق التمدين، قبل أن تصبح بوارج حربية ومدافع وطائرات مقنبلة. وبجوار ذلك تصنيع ثقافة جماهيرية خاضعة تحرّكها الأوهام والأحلام الزائفة.

تحول التقنية والعقلانية إلى وسائل إخضاع بدل تحرير.

في النهاية، أدّى هذا المسار إلى نفي قيم الإنسان نفسه، حيث لم يعد للعاطفة، الوجدان، الفن، ولا للتجربة الوجودية مكان في النسق العقلي الحديث. وهو ما فتح الباب لولادة جميع أنساق التوحش التي نشهدها اليوم.

بإيجاز يؤكد كتاب جدل التنوير أن المركزية الأوروبية لم تكن مجرّد ظاهرة استعمارية سياسية، بل نتاج مسار فلسفي بدأ بانزلاق اللوغوس عن معناه الإنساني الجمالي. وحين تحوّل العقل إلى أداة تقنية محضة، فقد التنوير ذاته، وأصبح يُنتج مظاهر بربرية متخفية وراء خطاب حضاري.

وهنالك كتاب آخر ل"دينو كوستانتين" بعنوان "المهمّة التمدينية: دور التاريخ الاستعماري في بناء الهوية السياسية الفرنسية"، نُشر في 2008 . أين يحلّل العلاقة المعقّدة بين مبادئ حقوق الإنسان والسلطة الاستعمارية، معتمدًا على كتابات عدد من المفكّرين والساسة في ثلاثينيات القرن العشرين. ويكشف كيف تم توظيف خطاب "المهمّة التمدينية" لتبرير الهيمنة الاستعمارية، مع انتهاك القيم الديمقراطية والإنسانية.

وهنالك أعمال إيمي سيزير، وألبرت ميمي، وفرانز فانون. وأعمال جاك دريدا، الذي فكك أسس الميتافيزيقا الغربية، بما فيها مركزية "الغرب" بوصفه معيارًا للإنسانية.

أيضا شكّل كتاب "الاستشراق" لإدوارد سعيد محطة فارقة في فضح البناء الثقافي والسياسي الذي استخدمته أوروبا لتشكيل صورة الآخر خدمةً لمشروعها الكولونيالي.

و كذلك هنالك كُتيّب لأدغار موران "ثقافة أوروبا وهمجيتها"، ثمة نسخة باللغة العربية ترجمها المغربي محمد الهلالي سنة 2007. وبعده هنالك ترجمة أخرى لرفيقنا منتصر الحملي تقديم الفقيد كمال الزغباني. هذا الكُتيب ب73 صفحة، صغير الحجم ولكنه عظيم الفائدة. يرصد فيه المؤلف الموجات المتعاقبة من المركزية الأوروبية في مختلف تجلياتها الفلسفية والأنثربولوجية والسياسية. والتي قامت على مُسلّمة كبرى مفادها أن [أوروبا الثقافة والعقل والتقدم، بناء على "معجزتها الإغريقية" وتواصلا مع أنوارها وحقوق إنسانها مرورا بثوراتها العلمية والسياسية الكبرى، تتناقض جذريا مع همجية وتخلف وتوحش البرابرة أينما كانت أوطانهم وكيفما كانت ألوانهم]. وضع إدغار موران الإطار العام في بداية الكتاب على أن "البربرية هي جزء لا يتجزأ من الحضارة، فأينما حلت الحضارة يصحبها وجه من وجوه البربرية، لأن الحضارة تجعل من أصحابها متطلعين للتوسع، وبالتالي الغزو وما يصاحبه من عنف..."... ويستمرّ السيد، حتى يصل إلى ما تميزت به أوروبا منذ خروجها إلى العالم في القرن الخامس عشر، فيقول: "في آخر المطاف نلاحظ اندفاعا هائجا لخمسة قرون من البربرية الأوروبية، خمسة قرون من الغزو والاستعباد والاستعمار. لقد تمت عولمة هذه البربرية الأوروبية".
ويختم ايدغار موران متفائلا بالقول: "نحن إذن في عصر تعرف فيه البربرية الأوروبية تراجعا كبيرا، وحيث يمكن للترياق الثقافي الأوروبي الذي لعب دورا في هذا التراجع أن يسمح بتحديد هوية أوروبا".

هو يعتقد، في الخاتمة، أن همجية أروبا انتهت بنهاية حرب الجزائر. ولكن في رأيي أن الحروب التي خاضتها أوروبا ضد نفسها بسبب الخلاف حول المستعمرات (الحرب العالمية الأولى والثانية)، كادت تفني أوروبا بالكامل، وهي ما جعلها تصدّر مختلف الحروب والنزاعات إلى خارج السياق الجغرافي الأوروبي. وقد كان لأوروبا وأمريكا الدور المركزي في جميع الحروب عبر العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد حرب التحرير الجزائرية، بكونهم تجّار أسلحة، وبهدف الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية في المستعمرات السابقة. ولذلك لم تتوقّف بربرية أروبا بعد استقلال الجزائر كما يقول ادغار موران، بقدر ما تخفّت وراء الأطراف المتقاتلة. حيث حلّت محلّها "بربرية بالوكالة". كان ذلك في البوسنة والهرسك، وفي افريقيا جنوب الصحراء، وفي العراق وفي أفانستان وفي فلسطين... وإلى يوم الناس هذا، مازلنا لا ندري كيف ستنتهي الحرب الروسية الأروبية في أوكرانيا. ولا كيف ستُحسم الحرب الهمجية على الشعب الفلسطيني.

ومهما كان الحال، تحدّث ادغار موران ببالغ الوضوح عن معاناة اليهود والعرب والهنود والغجر والزنوج والآسيويون وسكان الأمازون من المُسلّمة التي رسخت طويلا لدى الأوروبيين، والتي على أساسها شَنُّوا حروبهم "التمدينية" وبرّروا "استعمارهم" للشعوب وتدميرهم ثقافاتها ونهبهم خيراتها. تكلم عن صورة "روبنسون كروزوي الذي يستعبد جمعة البدائي ويخرجه من توحشه ليزرع في عقله وروحه وسلوكه أنوار الثقافة والتحضر."

ورغم هذه المراجعات، لم يصل الوعي الأوروبي السائد ولا المؤسسات الرسمية إلى اعتراف شامل بأن المركزية الأوروبية كانت بنية مؤسِّسة في تكوين الفكر الغربي، لا مجرد انحراف عارض. وحتى اليوم، ورغم تطور دراسات ما بعد الكولونيالية وفلسفات الذاكرة، يبقى هذا الاعتراف الشجاع والصريح موجودا بقوة في الأوساط الأكاديمية والتقدمية، دون أن يتحول إلى وعي جمعي أو موقف سياسي واضح.

بمعنى أن أوروبا، وإن بدّلت خطابها الظاهري، ما تزال تحتفظ ببُنى فكرية ومؤسساتية متأثرة بتلك المركزية، ولو بصيغ محدثة.

صحيح أن هنالك من يُنكر وجود المركزية الأوروبية اليوم في الأوساط العنصرية الغربية. ولكن هذا الإنكار ليس دفاعًا عن العقل أو العلم، بل ليواصل ترسيخ صورة استعمارية قديمة ترى، في ما ترى، المسلم "همجيًا، خارج التاريخ، معاديًا للعقل". وكما ظهر من خلال ما تقدم في هذه الورقة أن أكثر المفكرين الذين تناولوا المركزية الأوروبية هم من عقلانيي العصر الحديث، وليس فيهم داعية إسلامي. وعلى هذا، فالمركزية الأوروبية ستظلّ أكبر سقطة شهدتها الحداثة، حين خانت قيمها الإنسانية التي قامت عليها. ودخلت في منعرج رجعي بمقتضى فكرة التفوق والتفرد الحضاري، ما أتاح تبرير الحروب الاستعمارية والسيطرة على الشعوب غير الأوروبية، بوصفها شعوبًا "ناقصة" تحتاج إلى تهذيب وتحديث.

ما وقع باختصار، هو أن أوروبا الحديثة، رغم قطيعتها مع الكنيسة في الفلك والفيزياء، أنتجت مركزية عنصرية جديدة ترى الإنسان الأبيض وحده معيار البشرية، وتمنح لنفسها حق الهيمنة على العالم تحت شعار "المهمة التمدينية" (mission civilisatrice).

ولا يمكن من أي باب من أبواب المعرفة أن نربط نقد المركزية الأوروبية بفكر "الأشاعرة" لأنه ربط عشوائي، يكشف عن قلّة اطلاع على تاريخ الفكر السياسي الغربي، وعلى تاريخ الفكر الفلسفي في السياق العربي الإسلامي، الذي لم يكن في يوم من الأيام عائقًا أمام التفكير الكوني (كما يُروّج العنصريون) بل كان جزءًا منه. كما لا يجوز القول بأنّ التراث العربي الإسلامي حارب الفلسفة والعقل، والحال أن المنزع العقلي المعتزلي، وما تلاه من تأصيل فلسفي للعقل اعتراضا على مأزق النقل، وصولا لابن رشد، كله فكر مُضيء وُلِد في بيئة هذا التراث وهو جزء أصيل منه، ولم يسقط من السماء.

لذلك فإن المطابقة بين الأشاعرة ومنتقدي المركزية الأوروبية، تُعتبر نسخة عنصرية لمحاولة إقصاء المسلمين من ساحة الفكر الكوني، وتبرير لإرث الاستعمار الثّقيل. وترويج لِرواية استعمارية صهيونية تحت قِناع "محاربة الفكر الديني". وهذا بالضبط ما دفعني لتوضيح الجذور الفلسفية التي برّرت مأساة ثلاثة أرباع البشرية على امتداد خمسة قرون، بالاعتماد على النّقد الجذري للأنوار والحداثة من داخل الفلسفة الغربية نفسها، وليس إبداعًا من عندي. وليس في نيّتي اتّهام صاحب التعليق على أنه أحد أبواق رواية استعمارية عدوانية، لأنّي لا أعتقد أنّه مُدرك لمخاطر هذا الكلام الذي كتبه. إنّما غايتي هي حماية شبابنا من مثل هذه الروايات التي تُشوِّه وعيهم وتُشكّكهم في جذورهم وثقافتهم وتُنبِتُ في عقولهم إحباطًا مُزمِنًا وسوادًا قاتِلًا.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العوامل التي تمنع إقدام الغرب على تنظيم سيناريو الإطاحة بقيس ...
- لماذا تعود الشعوب والأمم لقراءة تراثها وتفتيشه وبحثه وتمحيصه ...
- حوار مع صديق لا يستقرّ على رأي
- في منزلق سؤال الوزير السابق، السيد عبد اللطيف المكي عن -احتر ...
- دواعي تسريب المكالمة الهاتفية بين عبد الناصر ومعمر القذافي ف ...
- شعبي الذي خذله اللّصوص
- النفاق السياسي والانتهازية كأسباب لأزمة الثقة السياسية في تو ...
- بين الاستبداد والفاشية: خديعة المصطلح
- حدث 25 جويلية، صراع الإرادات: بين استئناف المسار الثوري، وإع ...
- العلم والسلطة: تفكيك العروبة الحضارية في شمال إفريقيا والشرق ...
- القانون الدولي بين مبدأ عدم التدخل، ومسؤولية الحماية: آليات ...
- إضاءات حول المعتزلة
- آثار الدّعاية -الإسرائيلية- في الخطاب اليومي
- حول العبارة الخاطئة المنسوبة لكارل ماركس -إياكم والمساومة عل ...
- في إنكار دوغمائية اليسار
- الأزمة السياسية في تركيا وصراع البرجوازية الحاكمة
- وثيقة موجهة إلى رئيس الجمهورية: من الغضب إلى الفعل، ومن الخط ...
- عنوان الحرب هو التطهير العرقي. وليس استرداد الرّهائن
- زلزال سياسي في تركيا: بين اهتزاز شرعية أردوغان وصعود المعارض ...
- دعوة للارتقاء بالنّقاش وإخراجه من دائرة القدح العشوائي.


المزيد.....




- بعد حجز كميات من المخدرات وحبوب الهلوسة، موريتانيا تُكثف الع ...
- خسائر قناة السويس بلغت 6 مليارات دولار ومصر تخفض رسوم العبور ...
- -نيويورك تايمز-: الديمقراطيون يعرقلون صفقة أسلحة بقيمة 3 ملي ...
- ترامب: زيلينسكي لا يمتلك أوراقا رابحة للتفاوض وقد أفرض عقوبا ...
- ترامب: منطقة الشرق الأوسط -عاصمة الطاقة- وكانت تتجه نحو الصي ...
- ترامب: أعتقد أنني سأعقد صفقة مع بوتين
- تهديد بالرقم -8647-.. ترامب يتهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرا ...
- -تائه، صامت ويتلعثم-.. تسجيل صوتي لبايدن يكشف حقيقة أخفاها ا ...
- أوكرانيا تدعو لقمة مع روسيا بعد مفاوضات إسطنبول
- ترامب: غزة يجب أن تصبح منطقة حرية ونتنياهو في موقف صعب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - جذور المركزية الأروبية ومآلاتها البربرية