سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 12:01
المحور:
الادب والفن
"تكلمي ..لشد ما أنا مهان ..
لا الليل يخفي عورتي ..كلا ولا الجدران !"
"أمل دنقل"
1
قَشَّرْتَ ذَاتَكَ بِأَظَافِرِكَ،
بَعْدَ حِينٍ، لِلْقُشُورِ، تَعُودُ.
2
أَشْعَلْتَ عَيْنَيْكَ مَرَايَا،
عُودُ ثِقَابٍ مَبْلُولٍ،
شِفَاهُكَ وَقَدْ اعْتَرَاهَا الذُّبُولُ.
3
سَفرُكَ تَذَكَّرْتَهُ،
مَفْقُودَةٌ...
قِطَارُكَ، يَا هَذَا، فَاتَ.
4
لَا يُوجَدُ مَوْعِدٌ أَخِيرٌ،
لَا تُوجَدُ كَأْسٌ أَخِيرَةٌ،
أَحْتَسِي... أَحْتَسِي...
بَعْدَ المُرِّ، مَا سَيَكُونُ؟
5
(الصَّمْتُ بَاحَ،
ثَمِلٌ لِسَانُكَ!)
6
أَسْتَقِيهَا،
آذَنَتْكَ... بِبَيْنِ دَمْعِكَ،
أَتْرَعَتْ مَدَامَكَ.
7
(مِشْطُ النَّسِيمِ شَعْرَ الأَرْزِ،
بَاحَ بِعِشْقِهِ لِلزَّنابِقِ،
حُزْنُ الدُّوريِّ، فَارَقَ اللَّيْلَكِ.)
8
أَهْدَابُ سَنابِلِ الاِنْتِظارِ،
تُرَبِّعُهَا الغُرُوبُ،
فَكَيْفَ سَيهْزِمُ الحَقْلُ،
عَتْمَةَ الغِرْبَانِ؟
9
(الصُّبْحُ، فَضَّ يَبابَ الرُّوحِ،
خَضِرَتْ رِيشًا، الدَّمُ أَطْلَقَها،
طُيُورًا حُرَّةً، فِي سَمَاءِ اللهِ الفَسِيحَةِ،
المَسَاءُ، كَالزَّاجِلِ، مَأْوَاهَا، عُشُّ القُلُوبِ.)
10
لَوْ نَزَعْتَ الغَيْمَةَ مِنْ حَيَائِهَا،
بُرُوقُهَا تَشْرَبُ رُعُودَهَا،
تُغَرِّدُ غَابَةٌ، عِنَاقٌ وَقُبَلٌ...
لَوْ...
اللَّوْ لَا يَزْرَعُ،
يَا غَشِيمُ!
11
أَمْطِ اللِّثَامَ،
وَجْهُكَ رَغِيفٌ أَكَلَهُ الدُّودُ،
يَدُ اليَتِيمِ...
12
أَرَى اعْتِرَاكَ الذُّهُولَ،
لَا تَقُلْ: عُضَّ عَلَى النَّوَاجِذِ،
ابْتَلِعْ لِسَانَ صَمْتِكَ،
اشْتَكِ، وَإِنْ...
عَنْكَ، بِكَ، مَنْ تَشْتَكِيهِ،
مَشْغُولٌ...
15
وِسَادَتُكَ كَتِفٌ وَثِيرٌ،
كَفْكِفْ خَيْبَتَكَ،
دَاخِلُكَ... بِدَاخِلِكَ أَسِيرٌ.
16
(عَبْرَةُ الحَسْرَةِ سَقَتْكَ العَطشَ،
وَيْحَكَ... كُفَّ العَذْلَ،
عُمْرُكَ لَاكَ ظِلَّكَ،
غَدًا... مَاذَا؟
خَاصِرْتَكَ تَسْلُو الوجَعَ،
ذَاكَ لَوْ كُنْتَ جُرْحًا،
لَكِنَّكَ السِّكِّينُ!)
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟