اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)
الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 08:34
المحور:
الادب والفن
1-لست وحدك
من الخطر جدا الأعتقاد فى الحتميات الهندوسيه وما قدمه لنا د/مصطفى محمود من ان القيامه قد قامت واننا نعيش الماضى بالنسبه لله. أن هذا سيؤدى بنا الى أعتقاد الأله السادى الذى قدر منذ الأزل كل شئ ثم يعاقبنا على ما قدره هو وعرفه من قبل كما يقول راسل. هذا سيخرج القرآن من كونه معجزا فى قصه الخلق كما يراها البروفسيور جيفرى لانج ويرمى بنا على شواطئ الألحاد أو الشرك. فما قدره الله على البشر قضاءا مبرما لا مناص منه هو الموت فقط أما باقى أفعالنا فهى معلومه بالنسبه له كقضاء معلق ويمكن لأى أنسان تغيره من خلال مشيئه الله الأولى التى بها أعطاه حريه الأختيار وجعله خليفه أو وكيلا له فى هذا التغيير. ومن خلال أن كل شئ عدا الموت معلوم نستطيع فهم كيف ان الرسول (ص) وأبو بكر وعمر ابن الخطاب لا يدرون على سبيل اليقين ما سيحدث لهم بعد الموت.
لكن انتبه جيدا وابتعد عن الغرور والخيلاء مصدر كل الشرور , اذا كنت انت من اوجدت نفسك فى الدنيا فهذا لايعنى ابدا انك خلقت نفسك او الكون الذى تخضع لقوانينه.
- زل آدم عندما نسى ان الموت هو الشئ الوحيد الذى قدره الله عليه قضاءا مبرما ولايمكن بحال تغييره. وفى تلك الغفله استطاع أبليس خداعه وايهامه بان هناك شئ ما يستطيع منحه الخلود على الأرض وبقاءا لايبلى. لكن سرعان ما بان له سوء فكره فتاب وندم على معصيه الله وطلب منه العفو والمغفره. لفد خلق الله آدم قادرا على التعلم التراكمى, وفى علم الذكاء الأصطناعى هناك ثلاثه مراحل وهى فتره "التدريب" ثم "الأختبار" ثم "التنبوء والأستنتاج ". درب الله آدم وعلمه الأسماء كلها كما تم أختباره امام الملائكه وكانت النتائج ممتازه حيث أخبرهم بالأسماء التى تعلمها , أما فى فتره التنبوء و الأستنتاج - وهى أيضا فتره أختبار لكن على ما لم يتعلمه مباشره -فكانت نتيجتها الأولى غير مرضيه حيث فاز فيها أبليس , لكن آدم سرعان ما استدرج خطئه وعلم انه كائن فانى لايمكنه لحياته الجسديه الخلود على الأرض. حقيقه مؤلمه لهذا الكائن الذى أحبه الله وكرمه على كل مخلوقاته , ولذا فقد أختار الله هذا السيناريو لأخباره بها , لطفا من الله ورحمه بنا وهو أرحم الراحمين..
-يقول بعض المتصوفه ان الأسماء التى تعلمها آدم هى اسماء الله الحسنى ومعانيها , ولأن الله هو كل شئ فأسمائه الحسنى ومعانيها هى كل الأسماء والمعانى. لكن راسل كان له نظريه عقليه مختلفه فى التالى.
2- بيلى جين
راسل (بعد فتره صمت): وهل حدثكم محمد فى الأسلام عن شئ اسمه "الوعى" حتى تطلبه من لادينى؟؟
د/فوتشا: طلبت منك الضمير , أما الوعى فى العربيه فهى كلمه مشتقه من وعاء بمعنى الأحاطه بالشئ..وقد ورد الوعى بهذا المعنى فى القرآن وتحديدا فى موقفك هذا المرتاب من لقائه حيث قال الله تعالى {
أَلَآ إِنَّهُمۡ فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمۡۗ أَلَآ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءٖ مُّحِيطُۢ} ( فصلت54)
They are truly in doubt of the meeting with Allah their Lord! ˹But˺ He is indeed Fully Aware of everything.
راسل : يمكنك مراجعه ما كتبته عن فلسفه العقل الأحاديه المحايده.
د/فوتشا: اعتقد انك فى تلك النظريه حاولت وضع اطار فلسفى لعمل المخ البشرى معتمدا على مجموعه أبحاث فان نيومان حول "الكمبيوتر ذاتى التكاثر" والتى نشرها فى كتاب سنه 1969 تحت نفس الأسم.
راسل : ربما.
د/فوتشا: بدأت سيد راسل فى نظريتك الخاصه بفلسفة العقل - من نقطه بسيطه للغايه وهى ((أن أفكار الناس في رؤوسهم))
راسل: بالتأكيد..
د/فوتشا: لكنك استطردت فى الفرضيات -معتمدا على التشابه مع افكار نيومان- لشرح آليه عمل الدماغ الحى وقدمت أطروحه مكونه من ثلاث نقاط:
- النفطه الأولى: أن كل ما ندركه دون استدلال ينتمي إلى "عالمنا الخاص", فالسماء المرصعة بالنجوم التي نعرفها في الإحساس البصري هي بداخلنا ويتم الاستدلال عليها بالسماء المرصعة بالنجوم الخارجية التي "نؤمن بها".
- النقطة الثانية: أن خطوط السببية التي تمكننا من إدراك تنوع الأشياء ، على الرغم من وجود بعض هذه الخطوط في كل مكان ، عرضة للتلاشي مثل الأنهار في الرمال. وهذا هو السبب في أننا لا ندرك كل شيء في جميع الأوقات.
- النفطه الثالثه: أن الكيانات التي تحدث في الفيزياء الرياضية ليست جزءا من "أشياء العالم" ، ولكنها إنشاءات تتكون من أحداث وتؤخذ كوحدات لراحة عالم الرياضيات حتى يفى بأحد المتطلبات.
وسؤالى هو كيف يمكن من خلال تلك النظريه الأستدلال على عدم وجود الروح وعدم وجود الأله؟
راسل : لأنها نظريه محايده يمكن تفسيرها من أكثر من وجهه نظر!! فالادينى سيرى فى تلك النظريه ان العقل والدماغ المادى متماثلان بدون روح. والمتدين سيرى ان الأله الفائق الذى يؤمن به موجود فى عالمه الخاص حتى وان لم يستطع الأستدلال عليه بالأحساس البصرى او السمعى.
د/فوتشا: الوعى هو خطوط السببيه التى تتحدث عنها فى الفرضيه الثانيه من نظريتك. ومالا نعيه يكون بسبب تلاشى تلك الخطوط مثل الأنهار فى الرمال كما وصفت , وعلى ذلك يكون الفكر وعى والأستدلال وعى وحتى العلم المادى...
راسل : أن الدماغ الذى قصدته يتكون من الأفكار - باستخدام "الفكر" في أوسع معانيه ، كما يستخدمها ديكارت. أنه تأثير بعيد للدماغ المادي الذى تنظر اليه فى المجهر بعد مجموعه من عمليات سببيه طويله . وإذا كان موقع الأحداث في الزمكان المادي سيتأثر ، كما أؤكد ، من خلال العلاقات السببية ، يجب أن يكون إدراكك ، الذي يأتي بعد الأحداث في العين والعصب البصري المؤدي إلى الدماغ ، موجودا في دماغك.
د/فوتشا: أنه الوعى بالكون المادى المكون من جسيمات ماديه مشابهه لأدمغتنا. وهذا الكون المادى لا يمثل أكثر من 5 بالمائه من الأكوان المتعدده (السماويه) وهناك الثقوب السوداء (او المجرات الميته). أننا لا نعيهم ولا نستطيع التعامل معهم بعلومنا الماديه المعاصره أو المستقبليه...فهى ليست ماده وليست طاقه.. هى ليست شئ وليست لا شئ. - انها ليست جزءا من "اشياء هذا العالم" ولكنها "إنشاءات" تتكون من "أحداث" ويأخذها العليم الخبير كوحدات للوفاء بأحد المتطلبات. هكذا تقول النقطه الثالثه فى نظريتك, أليس كذلك؟؟
راسل : ربما.
د/فوتشا: فأذا قال أحدهم انه بعد الموت تنتقل "أدمغتنا التى هى أقكارنا" الى مستوى آخر من الوعى وحزمه أخرى من خطوط السببيه, "التى كانت قد تلاشت فى هذا العالم المادى", بحيث نستطيع رؤيه (بمعنى أدراك) تلك الأنشاءات-التى تدور فيها احداث- فى الأكوان السماويه والتى أعدها العليم الخبير حتى يفى بأحد متطلباته وهو "عدم الأفساد فى عالمه المادى". كيف يمكن أذن ان يستوى المؤمن بالله "فى عالمه الخاص" وقد حقق فى نظريتك العقليه نقاطها الأساسيه الثلاث مع اللادينى الذى بمنطق "المغالطه" ينفى وجود الروح. اين الضمير؟ أين الوعى السليم؟ أين العقل؟؟
راسل: أنا لا أدعي أن النظرية المذكورة أعلاه يمكن إثباتها لكن ما أزعمه هو أنها ، مثل نظريات الفيزياء الطبيعيه ، لا يمكن دحضها ، وتعطي إجابة للعديد من المشكلات التي وجدها المنظرون القدامى محيرة. لا أعتقد أن أي فيلسوف حكيم سيدعي أكثر من هذا لأي نظرية عقلية.
د/فوتشا: عموما رغم التطور المذهل فى علوم الكمبيوتر والذكاء الأصطناعى. لا اعرف ان العلماء قد توصلوا بعد الى اجابه لتسائل نيومان الأولى وهو : لماذا لا يتوقف المخ البشرى مثل الكمبيوتر ذاتى التكاثر عند حدوث خطأ فى تشغيله؟
لا أعرف غير ان خالق المخ البشرى غفور رحيم وعليم خبير , فلو ان كل خطأ استدعى توقف المخ لما ترك عليها من دابه. كما انه يدل على ان شفره الموت والحياه (أو الروح) ليست خاصيه ذاتيه فى المخ لكنها أمر أو command من الله كما اخبرنا محمد (ص) فيما انزل عليه من قرآن "قل الروح من امر ربى Say the soul is a command from Allah My Lord " ومنعنا من ان نجادل كما يفعل المبطلون والمضلون والجهال , فلا يستوى الأعمى والبصير كما لا يستوى المؤمن والكافر.
2-يا أهل العرب
وهذا طرفا من مبارزه ثنائيه لدكتور فوتشا ضد راسل كاهن العلمانيه وعبدها د/القميئ:
راسل : "المثال الكلاسيكي للقوة من خلال التعصب هو صعود الإسلام. لم يضف محمد شيئا إلى المعرفة أو الموارد المادية للعرب ، ومع ذلك ، في غضون سنوات قليلة من وفاته ، اكتسبوا إمبراطورية كبيرة من خلال هزيمة أقوى جيرانهم. مما لا شك فيه أن الدين الذي أسسه النبي كان عنصرا أساسيا في نجاح أمته. التعصب ، بينما عاش محمد ، ولسنوات قليلة بعد وفاته ، وحد الأمة العربية ، أعطاها الثقة في المعركة ، وعزز الشجاعة بوعد الجنة لأولئك الذين سقطوا في قتال الكفار ".
د/ فوتشا : ان فضل محمد (ص) على العرب كفضل نهر النيل على مصر , وأذا كان لنا ان نتحدث حتى الآن عن شئ يسمى هويه ولغه عربيه -رغم التاريخ الطويل من الأحتلال الأجنبى- فهذا يرجع الى فضل القرآن عليهم. هذا الكتاب المعجز للأولين والأكثر أعجازا للمتأخرين , الذى حمى لغتهم من الأنقراض وحمى وجودهم من الأندثار.
وقد حكم العرب فتره وجيزه من الزمن فى تاريخ الخلافه الأسلاميه , بينما حكمت الأعاجم معظم الفترات.. فكيف لم ينقرض العرب كما أنقرضت أرم ذات العماد -التى تحدث بلغتها المسيح كما يزعمون- وأمه جبال التبت التى تحدث بلغتهم بوذا كما يؤرخون ورست عليها سفينه نوح كما يقولون؟ ان الفضل الوحيد فى ذلك هو تمسكهم بالقرآن الذى أمدهم بسبل الصمود أمام غوائل الدهر. لذا لا أجد عقلا أو رأيا لأى مدعى بأنه كاتب أو مفكر عربى وهو يهاجم القرآن والرسول (ص), وأذا لم يكن لنا سلطه للحكم بكفره , فنكاد نجزم بخيانته.
فقط ملحوظه , المتعصب الدينى لا يبنى دعوته الى عموم الناس على القراءه والتدبر, فضيق الأفق والدوجماتيه سلاح كل متعصب. وهو لا تجده:
- يمدح جهاد من سبقه الرسل وكل ذى فضل (لاتنسوا الفضل بينكم كما ورد فى القرآن).
- يثنى على حلف الفضول ,الذى اقامته قريش قبل مولده لنصره الضعفاء , ويقول خيركم فى الجاهليه خيركم فى الأسلام.
-يقبل أعذار من تخلفوا عن تلبيه دعوته للجهاد والحرب فلا يعاقبهم او يؤنبهم بل يترك امرهم لله , كما جاء فى القرآن.
-يأمر عماله وأمرائه بالرفق واللين بعموم الناس حتى لا يفتنوهم فى دينهم , كما ورد فى السنه المطهره. المتعصب لا يفعل ذلك..
والثقه بالله ووعده لا تكون ألا بأخلاص الضمير , الذى لاتعترف به انت مستر راسل..
د/القميئ: يعنى ألطم على وشى , طيب يادكتور ياعاقل , هاتلى الآن عبيد وأماء ولا ألغى القانون الفرنسى الدولى وطبق لى الحر بالحر والعبد بالعبد يالله يا دكتور ما بعد الحداثه..أنتم بتكفروا العبد الآبق حتى يعود لسيده لكن احنا النهارده بنعمله تمثال, قال قرآن مصدر اول للتشريع قال!!
د/فوتشا : ماو ماو ماو
د/القميئ : انت ها تمو مولنا , انت صحيح فتشه.
د/فوتشا: ابدا لكن صعبان على خروفى , الذى لم يعجبه عشره الرعاه وراح سكن مع الذئاب وفاكر نفسه ناصح..ياى ياى ياى.. قولى يا ياعلمانى ياناصح؟ لماذا لم تستطع مصر حتى الآن ان تتخلص من عادات الثأر رغم تطبيقها للقوانين العلمانيه (أعدام القاتل) منذ حمله نابليون والأحتلال الفرنسى بينما دوله من عمر أولادك اسمها السعوديه بتطبق الشريعه (بلا فساد على الأقل فى هذا الجانب) لايوجد عندها قضايا ثأر بين عائلات او عشائر رغم ان كل بيت سعودى بداخله اسلحه يمكن أكثر من اسلحه قسم شرطه بمصر!!
د/قميئ : قول انت
د/فوتشا: تفتكر ياعلمانى لو أعدمت عيل سوابق سرنجاتى مايسواش 3 تعريفه كان قتل نجيب محفوظ أو احمد زويل أو رئيس جامعه كما نص الدستور الفرنسى , وقلت انا كدا تمام ومجتمعى تمام , هل دى حكمه؟؟
د القميئ: قول انت.
د/فوتشا: ما عارفه ان القرآن كتاب حكمه وهدى ونور من الله , وليس كتاب فيزيا ولاكيميا ولا قانون جنائى..وأمرنا ان نقول لأمثالك سلاما.
https://www.youtube.com/watch?v=VOj_xsc-EBM&ab_channel=LiveMJHighDefinition
#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)
Osama_Shawky_E._Bayoumy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟