رومان

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 21:48
المحور: الادب والفن
    

1-السم فى الحقيقه
استمعت الى مطربه مصريه تغنى السيره الهلاليه بدايه من قصه الزناتى خليفه فى حفل جامعه درايه بألمانيا..الصوت والأيقاع لا بأس به , لم اعجب ألا بالمقدمه التى شملت المديح النبوى وبدابه القصه:
أنا الزناتى جمل المحاميل وأسد الأغراب.
لكن الحق أقول أننى حزنت جدا لما جاء بعد ذلك وخفت ان تكون السيره كما غنتها المطربه مصدرا لأعجاب شبابنا الآن لاسيما فى الصعيد , بعد ان تحولت السيره الهلاليه بفعل أرتجال الشعراء الى شئ اقرب لبلطجيه نجيب محفوظ فى روايته "أولاد حارتنا".
لكن لاغرابه والأعلام وبالتالى عقول شبابنا تديره الآن دابه لاأنسانيه ذكيه.
- أعلم يابنى أن الفن دهشه ولا تأتى الدهشه ألا بفكر خارج الصندوق لا سيما اذا كان الصندوق قد ملئته الحيات. الفن الفسلفى كان وسيله الزناتى لكسب حب الناس , لكن الشعراء فى كل وادى يهيمون كما قال القرآن, فما كان أسهل بث السم أو بالأحرى تغطيه السم بفشره من حقيقه كى يبتلعها العرب فى تراثهم الشعبى الذى كرس جمود الفكر بالحتميات والقبليه الذميمه لبث الفرقه والحروب بينهم. ابحث عن المستفيد من جهل وفقر ومرض الحرافيش لتعرف من المستفيد من وضع السم فى حقيقه تراثهم الشعبى.
كنت سأصفق للسيره التى قدمتها المطربه اذا استخدمت كلمات جديده وشرحت لنا فى اغنيتها معنى جمل المحاميل (أى المنوط بتأمين طرق السفر والتجاره والحج) وأسد الأغراب (أى أسد المعاهدين له فى ترحالهم) , ولهذا سمى فتى موسى أو جوشوا او الزناتى بالخليفه فى تراثنا , وليس لأنه أقسم ما يترك ولا بنت بكرى كما تدعى ديانا فى الرابط التالى.
https://www.youtube.com/watch?v=VlySw_cDEg0&list=RDoYAsvxa0BYU&index=3&ab_channel=DerayaUniversity

2- رومان
رصد المتشرقون فى العالم العربى ظهور القرآن الكريم كمصدر أساسى للدين الأسلامى مابين القرن السابع والثامن الهجرى , وهى الفتره التى حكم فيها السلطان العثمانى سليمان القانونى العالم الأسلامى. وقد أحاط سليمان نفسه بنخبه من العلماء والعباقره فى شتى المجالات وكان على رأسهم العلامه الجليل شيخ الأسلام مصطفى العمادى المكنى بأبى السعود.. حتى تلك الفتره كانت الخلافه الأسلاميه تربط ولاياتها المختلفه بريبراليه فى التشريع اشبهه بالفيدراليه الأمريكيه..وكان الأنتشار الكاسح للأسلام فى فتره الخلافه الفاطميه وهذا يهدم كل المزاعم التى يروجها المرجفون بأن الأسلام انتشر بالسيف. راعى خلفاء الأسلام لأكثر من سبعه قرون ان معظم رعاياهم من الجهال التى تحكمهم العادات والأعراف أكثر من الدين , لذا أكتفوا منهم بالأسلام الظاهرى الى ان يدخل الأيمان فى قلوبهم (قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الأيمان فى قلوبكم..) لذا كان العرف (وأمر بالعرف) مصدر تشريعى أول فى الولايات. والأعراف فى تلك البلدان كانت مسرحا لسموم الفتن وعصبيه الجاهليه لأنها أعتمدت على تراث شعبى يغير فيه شياطين الشعر وكهنته ما حلا لهم ولقبائلهم. ولما كان سليمان القانونى خليفه مطاع ولما كان شيخ الأسلام ابو السعود شمس المعارف , فقد هداهم الله لفرض القرآن الكريم كمصدر اول للتشريع وعدم الأخذ بالعرف أذا ما خالف قرآن أو سنه أو لم يذهب اليه أجماع شيوخ الأفتاء بدار السلطان.
لاحظ ان سليمان القانونى اضاف مهمه الى الخلافه بالأضافه الى جمل المحاميل وأسد الأغراب وهى المعلا قانون , لذلك كنى بالقانونى.
https://www.youtube.com/watch?v=PV4CqYs7990&ab_channel=MohamedMounir-Topic

2-ديانا الخائنه -- ----dir----ty Diana
وهذا طرفا من مبارزات د/فوتشا دفاعا عن الأغراب ضد كاهن العلمانيه الكليه برترند راسل.
راسل : سئلنى طالب ذات يوم ان أقول كلمة واحده عن التصوف والدين الحديث؟ فأجبته أنه من الصعب قول كلمة واحدة , قد يبدو المجلد أكثر ملاءمة. يجب أن أقول هذا عن التصوف ، أن له جانبين مختلفين. من ناحية إنها عاطفة. من ناحية أخرى نتيجة لتلك المشاعر يأتي الناس إلى معتقدات معينة. الآن ، العاطفة التي أقدرها وأعتقد أنها مهمة جدا حقا , هى التى أعتقد أن الأشخاص الذين مارسوها من المرجح أن يكونوا قادرين على الوصول إلى مستوى أعلى في بعض النواحي من الأشخاص الذين لم يصلوا إليها أبدا. لكن المعتقدات التي تستند إلى العاطفة تختلف باختلاف الزمان والمكان. توصل المحمديون إلى استنتاج مفاده أن القرآن موجود منذ كل العصور. جاء البوذيون إلى معتقدات حول حياة بوذا. توصل الطاويون إلى معتقدات غريبة حول ما حدث ل Tâo-Tse. يتوصل الجميع إلى استنتاجات كانت موجودة إلى حد ما كانت موجوده أو نصف-موجودة من قبل. لذلك أنا لا أعلق أي حقيقة على الإطلاق على المعتقدات التي يقول الصوفيون إنها ناتجة عن بصيرتهم الصوفية ".

د/فوتشا: لقد اعطيته محاضره مستر راسل بها الكثير من التلبيسات وليس كلمه واحده , ولو سئلنى هذا الطالب "كلمه واحده" عن التصوف والدين الحديث لقلت له "أقراء" ولأننى لم اعطه شيئا كى يقرأه فسيظن اننى لم اسمع ما قاله ولكرر سؤاله ولكررت كلمتى له "أقراء " ولكرر الطالب نفس السؤال ولكررت نفس الأجابه حتى يسئلنى مندهشا: ماذا أقراء؟؟ عندها كنت سأقدم له كتابا عربيا يسمى القرآن أوحاه الله على سيد الخلق (ص) ليكون معجزته و دليله الخالد على مر العصور. أما ذى الكفل (أو بوذا) و المسيح فسيجد الطالب فى هذا القرآن قصصا لهم كأنبياء عظماء. لكن نتاجهم الفكرى فقدناه لأن لغاتهم اصبحت منقرضه واندثرت الشعوب الناطقه بها للأسف ولم تعد تربطنا بهم خيوط السببيه المنطقيه..ولنا ان نتسائل: لماذا لم تنشر الأمبراطوريه الرومانيه ديانه ألهها المسيح بلغته الأراميه واخترعت لنا أسطوره ألسنه النار التى ظهرت للحواريين وجعلتهم يتحدثون بلغات العالم التى يجهلونها؟ ولماذا تم الدعوه لتعاليم بوذا بلغه الأمبراطوريه الصينيه وليس باللغه النيباليه القديمه التى تحدث بها بوذا؟ لابد ان نقف هنا كثيرا ونستوعب ما فاله العقاد ومن بعده د/طه حسين عن فضل القرآن فى عدم انقراض العرب والعربيه رغم تخلفهم الشديد واحتلالهم الطويل بأعاجم حتى فى ظل الخلافه الأسلاميه.
- ومن صفات الأنسان المؤمن ان ايمانه يزيد كلما تتلى عليه آيات الله فى الخلق والكون ,وما كان عرضه للزياده فهو قابل للنقصان وبالتالى لا يمكن التحدث عن ايمان او معتقد ثابت على مر العصور. صحيح ان أصل العاطفه الأيمانيه واحد (وهكذا الأصول فى الدين), لكن الأفرع والأوراق قد تتغير وتتبدل بتغير الظروف. وأى متصوف يدعى معرفته بوسائل الحق التام وطرق الأيمان المطلق الذى لا يتطرق اليه الشك فهو اما جاهل او منافق شرير.
أما القرآن الكريم فهو كتاب معجز أذا قرأته بضمير حتى لو كان مترجما , كما رآه أستاذ الرياضيات الأمربكى جيفرى لانج , فقط الضمير الذى لاتعترف به مستر راسل هو المطلوب كى ترى نفسك فى مرآه القرآن..
https://www.youtube.com/watch?v=yUi_S6YWjZw&ab_channel=michaeljacksonVEVO

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات