أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - الوعود الأنتخابية في العراق بين الديمقراطية الوليدة وخيبة الناخب














المزيد.....

الوعود الأنتخابية في العراق بين الديمقراطية الوليدة وخيبة الناخب


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أكثر من عقدين على سقوط النظام الدكتاتوري في العراق عام 2003، لا تزال الديمقراطية تُحاول أن تجد لنفسها موطئ قدم راسخ في بلاد الرافدين. ورغم أن التحول من الحكم الشمولي إلى التعددية السياسية أتاح للفرد العراقي مساحة من الحرية لم يعهدها من قبل، فإن الواقع يشي بأن هذه التجربة ما زالت تعاني من عثرات كبيرة، تقف في مقدمتها مشكلة "الوعود الانتخابية" التي تحوّلت في نظر كثيرين إلى شعارات خاوية لا تخرج عن إطار كسب الأصوات، قبل أن تُركن على الرف في اليوم التالي لإغلاق صناديق الاقتراع.

الديمقراطية بين الأمل والتشويه

العراقي الذي وُلد على وقع المقولة الشهيرة "دير بالك الحيطان إلها آذان"، نشأ في ظل خوف دائم من السلطة ومؤسساتها. كان الحاكم هو الدولة، والدولة هي الحزب، والمعارضة تُقمع، والأصوات تُكتم، حتى غدت كلمة "الحرية" مرادفاً للخيال. ومع مجيء التغيير في 2003، بدأت مرحلة جديدة تميزت بتعدد الأحزاب وحرية التعبير والمشاركة في الحياة السياسية، لكنها اصطدمت منذ البداية بعدم فهم عميق لمعنى الديمقراطية وممارستها.

فالأحزاب التي وُلدت فجأة من رحم الفوضى، حملت معها تناقضات إيديولوجية ومصالح مرتبطة بداعمين خارجيين، فبات همّها الأول الوصول إلى السلطة، لا بناء الدولة. ومن هنا تحوّلت الانتخابات إلى موسم للوعود الحالمة: تحسين الرواتب، تطوير البنية التحتية، إصلاح التعليم والصحة، وتوفير فرص العمل، بينما الواقع يشهد عكس ذلك تماماً.

فجوة عميقة بين الشارع والدولة

ما يُفاقم الأمر هو غياب المحاسبة، بل وتكرار ذات الوجوه والبرامج كل دورة انتخابية، وكأن الزمن لا يتحرك. المواطن فقد ثقته بالحكومة ومؤسساتها، بعد أن لاحظ أن معظم الوعود التي أطلقتها الأحزاب الفائزة، كانت قابلة للتنفيذ خلال فترة إدارتها السابقة، لكنها لم تُنفذ.

الأدهى من ذلك أن حتى المسؤولين الكبار، من رئيس الدولة ورئيس الوزراء، غالباً ما ينساقون خلف ذات النغمة الانتخابية، مُتجاهلين أن نجاح إدارتهم يُقاس بما تحقق، لا بما يُعدون به مجدداً. هذا القصور أدى إلى فتور كبير لدى الناخبين، وانعكس في انخفاض نسب المشاركة في الانتخابات، وهو ما يُعد مؤشراً خطيراً على مستقبل الديمقراطية في البلاد.

من يتحمل المسؤولية؟

السؤال الجوهري: من يتحمل مسؤولية تضييع الحق الانتخابي الذي كفله الدستور؟ الجواب يتوزع بين عدة أطراف:

الطبقة السياسية التي فشلت في بناء دولة المؤسسات.

المفوضية العليا للانتخابات التي قصّرت في توعية المواطن ومراقبة البرامج الانتخابية.

الإعلام الذي لم يمارس دوره الرقابي بشكل فعال.

المواطن نفسه الذي غالباً ما يختار على أساس الولاء الطائفي أو العشائري لا الكفاءة.


الخلاصة

الديمقراطية في العراق لا تزال "مشروعاً مؤجلاً"، ومع كل دورة انتخابية تُعاد نفس الأخطاء، وتتكرر ذات الوعود. ولا يمكن لهذه الديمقراطية أن تنضج إلا إذا تم ربط المسؤولية بالمحاسبة، وإذا ما أصبحت الوعود الانتخابية برامج تنفيذية ملزمة، لا أدوات خداع جماهيري. وحتى ذلك الحين، سيظل الشارع العراقي يئن من فجوة كبيرة بينه وبين الدولة، وقد يزداد اتساعها ما لم يتحقق التغيير الحقيقي من داخل صناديق الاقتراع، لا خارجها.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السكن العشوائي ومسؤولية التنظيم مقارنة بين الواقع المصري وال ...
- الأخلاق بين زمن العالم الرقمي والأزمنة السابقة
- الفساد الأداري بين الفجور والتقوى
- التسول بين الفرد والدولة ...
- عبق الماضي
- الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوربة الصين ...
- الشارع التونسي والحركات الأسلامية المعتدلة بين الحقيقة والوه ...
- الصحافة .حارسة الحقيقة
- اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟
- بين سطوة القوة وأنفلات الفكر .قرأة في عالم تحكمه المصالح بدو ...
- جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر
- هل يتحقق الحلم العراقي بالوصول مرة ثانية لكأس العالم بكرة ال ...
- التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنت ...
- خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي
- الحرية المطلقة وتفكك الأسرة المهاجرة في المجتمعات الغرببة ال ...
- الشرق الأوسط وتصاعد الأزمات وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الأزمات المتجددة في الشرق الأوسط وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الهند والباكستان. تصعيد عسكري وتحذيرات نوويه
- السويد بين مفترق طرق .هل تتحول العودة الطوعية الى تطهير ناعم ...
- الناتو بين الماضي والحاضر والمستقبل


المزيد.....




- السعودية.. شقة سكنية تستخدم للدعارة وضبط 5 نساء و6 رجال
- تظاهرة إسرائيلية نسائية بالقرب من حدود غزة للمطالبة بإنهاء ا ...
- عودة البريميرليغ: هل يحافظ ليفربول على لقبه أم يغرق في طوفان ...
- السودان يواجه أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ سنوات وسط الحرب والنزوح ...
- ترامب وبوتين خلف الأبواب المغلقة.. -خطر غير قابل للتنبؤ-
- قطر ـ السجن لزعيم البهائيين بتهمة -التشكيك في أسس الدين الإس ...
- من ذكر إلى أنثى والعكس.. علماء يوثقون تحولا في جنس بعض الطيو ...
- -إسرائيل الكبرى- بين أحلام نتنياهو وصمود المقاومة ومطالبات ب ...
- روسيا تفرض قيودا على مكالمات واتساب وتليغرام
- إسرائيل تعتزم استدعاء 100 ألف عسكري لاحتلال غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - الوعود الأنتخابية في العراق بين الديمقراطية الوليدة وخيبة الناخب