أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - رحيم حمادي غضبان - جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر














المزيد.....

جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 08:51
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


مقدمة:
تُعد جريمة القتل من أبشع وأخطر الجرائم التي عرفها الإنسان، فهي تمثل انتهاكًا صارخًا لحق الحياة الذي كرّمه الله تعالى وجعل له حرمة عظيمة في جميع الأديان، خاصة في الشريعة الإسلامية. ورغم العقوبات المشددة في القوانين الوضعية، فإن معدلات القتل لا تزال مرتفعة، مما يطرح تساؤلات مهمة حول فاعلية هذه العقوبات وجدوى التشريعات الوقائية.

القتل لا يحدث صدفة:
القتل غالبًا ما يكون نتاجًا لتراكمات وخلافات يمكن أن تكون بسيطة في بدايتها؛ مثل الخلافات العائلية أو النزاعات المالية والتجارية. لكن غياب الردع المبكر أو التدخل القانوني يجعل من هذه الخلافات بذورًا تنمو حتى تصل إلى مرحلة الجريمة الكبرى. من هنا، يصبح من الضروري إعادة التفكير في معالجة هذه المقدمات لا في التعامل فقط مع النتائج.

بين القانون والشرع:
بينما تعتمد القوانين الوضعية على العقوبة بعد وقوع الجريمة، فإن الشريعة الإسلامية ترتكز على نصوص صريحة في تحريم القتل وتحقيق الردع العام والخاص من خلال حدود وقصاص محدد. لقد كرم الله الإنسان، وجعل من الاعتداء على حياته جريمة ضد إرادته، بل وحرّم إزهاق الروح حتى على الأنبياء. لذا فإن القاتل لا يعتدي فقط على إنسان، بل يتعدى على حق إلهي مقدس.

دعوة لإعادة النظر في التشريعات:
كثير من المشرعين يتعاملون مع الجنح والمخالفات بين الأشخاص على أنها بسيطة، ويكتفون بالغرامات المالية. لكن الواقع يكشف أن هذه "البسيطة" قد تكون الشرارة الأولى لجرائم قتل. لذلك، فإن إعادة تصنيف بعض الجنح وتشديد العقوبات عليها ضرورة قانونية وأمنية، تعزز من الوقاية وتقلل من فرص التصعيد.

توصيات مقترحة للحد من جرائم القتل:

1. تشديد العقوبات على بعض أنواع الجنح، خاصة تلك المتعلقة بالاعتداء أو التهديد، إذا كانت مرتبطة بخلافات أسرية أو مالية.


2. تفعيل دور الوساطة الاجتماعية والقانونية في حل النزاعات قبل أن تتفاقم.


3. تعزيز الثقافة القانونية والحقوقية لدى المواطنين من خلال الإعلام والمؤسسات التعليمية.


4. إنشاء وحدات تدخل مبكر في مراكز الشرطة أو البلديات لرصد النزاعات المتكررة.


5. تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المعرضين للانهيار أو الانتقام نتيجة الضغوط.



خاتمة:
إن محاربة جريمة القتل لا تبدأ من قاعة المحكمة، بل من الشارع، والمدرسة، والبيت. التشريع الوقائي والردع المبكر هما خط الدفاع الأول، لذلك نناشد المشرعين بإعادة النظر في المنظومة القانونية بما يضمن حماية الأرواح قبل أن تزهق، لا بعد فوات الأوان.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتحقق الحلم العراقي بالوصول مرة ثانية لكأس العالم بكرة ال ...
- التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنت ...
- خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي
- الحرية المطلقة وتفكك الأسرة المهاجرة في المجتمعات الغرببة ال ...
- الشرق الأوسط وتصاعد الأزمات وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الأزمات المتجددة في الشرق الأوسط وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الهند والباكستان. تصعيد عسكري وتحذيرات نوويه
- السويد بين مفترق طرق .هل تتحول العودة الطوعية الى تطهير ناعم ...
- الناتو بين الماضي والحاضر والمستقبل
- ماذا وراء انفجارات بندر عباس الأيراني
- أنتهاكات حقوق الأنسان ضد المرأة والطفل في مناطق النزاع السود ...
- هل تصريحات ترامب الأخيره بأنه على أستعداد لمقابلة القادة الأ ...
- فشل اجتماع لندن حول الشأن الأوكراني. انقسام غربي بالمواقف وأ ...
- الدبلوماسية العراقية بين باريس واشنطن ماذا ورائها ؟
- تونس بين كماشة القمع وتوق التغيير. هل هناك ربيع تونسي يفوق ف ...
- روسيا والملف النووي الأيراني .بين الوساطة الفاعلة وتثبيت الح ...
- عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثي ...
- ليبيا على أعتاب قمة بغداد
- الأردن في عين العاصفة
- الوضع الراهن في السودان ودور الجامعة العربيه في الخارطة السي ...


المزيد.....




- تقرير فلسطيني: إسرائيل أصدرت 600 أمر اعتقال إداري خلال أسبوع ...
- سوريا.. القبض على لواء سابق في النظام المخلوع متورط في ارتكا ...
- الأمم المتحدة: غزة تشهد مذبحة وتهجير قسري لمحو حياة الفلسطين ...
- الأمم المتحدة: توظيف الغذاء كسلاح في غزة -جريمة حرب-
- الأمم المتحدة: الحرارة ترتفع بمعدل مضاعف في آسيا
- السعودية.. إعدام مواطنين خططا لاستهداف قاعدة عسكرية
- قطر توجه رسالة إلى الأمم المتحدة بشأن الهجوم الإيراني: نحتفظ ...
- بلجيكا: نشطاء يغلقون مقرّيْ شركتين لاتّهامهما بالتواطؤ مع إس ...
- اليونان ترسل سفنًا حربية قبالة المياه الإقليمية الليبية لصدّ ...
- إيران تدعو مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى إدانة العدوا ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - رحيم حمادي غضبان - جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر