رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)
الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 12:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهدت العاصمة البريطانية لندن في أبريل 2025 محطة مفصلية في المساعي الدولية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة الأوكرانية، إلا أن الاجتماع الذي عُوّل عليه كثيرًا فشل قبل أن يبدأ فعليًا، بعدما انسحب وزراء خارجية الدول الغربية الكبرى نتيجة رفض أوكرانيا لمقترح أمريكي مثير للجدل.
أسباب الفشل: تنازلات مرفوضة وضغوط أمريكية
كان من المفترض أن يشكل الاجتماع خطوة باتجاه وضع حد للنزاع المستمر منذ أكثر من عامين، لكن مقترحًا أمريكيًا دعا إلى تجميد خطوط المواجهة الحالية والاعتراف الضمني بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم فجّر الخلاف. رفضت كييف المقترح رفضًا قاطعًا، معتبرةً أنه يتناقض مع سيادتها ووحدة أراضيها، ولا يمكن القبول به دستوريًا أو سياسيًا.
في المقابل، مارست واشنطن ضغوطًا مباشرة على كل من أوكرانيا وروسيا من أجل إبداء مرونة، في حين ربطت بعض التقارير استمرار المساعدات العسكرية والمالية بمدى تجاوب كييف مع الطرح الجديد، وهو ما أضعف موقف أوكرانيا وخلق توترًا مكتومًا بينها وبين بعض حلفائها.
تداعيات دبلوماسية وأمنية
فشل الاجتماع تسبب في تراجع الثقة بين أوكرانيا والدول الغربية، وفتح الباب أمام شكوك بشأن تماسك التحالف الدولي الداعم لكييف. كما أدى إلى تأجيل أي خطوات ملموسة نحو وقف إطلاق النار، ما ينذر بمزيد من التصعيد العسكري على الأرض، وتوسيع رقعة الدمار والمعاناة الإنسانية.
من ناحية أخرى، خرجت موسكو رابحة من المشهد، مستفيدة من الخلافات الغربية ـ الأوكرانية، وظهرت بموقف أكثر تماسكًا رغم العقوبات والعزلة. وقد اعتبر بعض المحللين أن هذا الفشل يمثل انتصارًا دبلوماسيًا للرئيس فلاديمير بوتين، الذي طالما راهن على تفكك الموقف الغربي حيال أوكرانيا.
هل هو انتصار دائم؟
رغم ما تحقق لموسكو من مكاسب في هذا الظرف، فإن أي مكسب دبلوماسي لا يزال هشًا، خاصة في ظل عدم التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب. فالحرب لا تزال تستنزف الطرفين اقتصاديًا وعسكريًا، فيما يبقى المدنيون هم الخاسر الأكبر في ظل هذا الجمود.
خاتمة: الحاجة إلى رؤية جديدة
يبقى فشل اجتماع لندن مؤشرًا واضحًا على الحاجة إلى رؤية جديدة للحل، تتجاوز الترتيبات الوقتية والمصالح التكتيكية، وتستند إلى أسس قانونية وسياسية عادلة، تُراعي وحدة الأراضي الأوكرانية وتضمن مصالح الأمن الأوروبي، دون التنازل عن السيادة أو فرض الحلول بالقوة
#رحيم_حمادي_غضبان (هاشتاغ)
Raheem_Hamadey_Ghadban#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟