أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - أيران بين مطرقة أمريكا وسندان نتنياهو














المزيد.....

أيران بين مطرقة أمريكا وسندان نتنياهو


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قلب منطقة الشرق الأوسط المتقلبة، تقف إيران على مفترق طرق تاريخي، تتعرض لضغوط هائلة من قوتين لا تقلان تهديدًا: الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال تمارس سياسة "العصا الغليظة"، وإسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو، التي ترى في طهران خطرًا وجوديًا يستوجب الردع والهجوم الاستباقي. وبين هذين القوتين، تجد الجمهورية الإسلامية نفسها تسير فوق حافة السكين، تحاول الصمود، والمناورة، والاحتفاظ بنفوذها، دون السقوط في هاوية المواجهة المباشرة.

الولايات المتحدة: مطرقة العقوبات والتهديدات

منذ الثورة الإسلامية عام 1979، والعلاقات بين طهران وواشنطن تمر بأزمات متلاحقة، لكن الانفجار الأكبر جاء عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو 2018. حينها، تبنت إدارة ترامب سياسة "أقصى ضغط"، فأعادت فرض العقوبات على القطاع النفطي، والمصرفي، والصناعي الإيراني، وتوسعت في إدراج كيانات وشخصيات على قوائم الإرهاب.

حتى مع مجيء إدارة بايدن، التي وعدت بمحاولة إحياء الاتفاق النووي، لم تتغير كثيرًا قواعد اللعبة. فقد فشلت جولات التفاوض في فيينا في التوصل لاتفاق جديد، بسبب الخلافات حول الضمانات، ونطاق التفتيش، وملفات إقليمية أخرى كدور إيران في اليمن وسوريا والعراق. وهكذا بقيت العقوبات قائمة، واستمرت الضغوط الاقتصادية على الشعب الإيراني، الذي يرزح تحت وطأة التضخم ونقص السلع الأساسية.

لكن الأمر لا يقتصر على الاقتصاد. فالولايات المتحدة تحتفظ بوجود عسكري قوي في الخليج العربي، وتشرف على تحالفات إقليمية هدفها الأساسي كبح جماح إيران. كما أن التوترات العسكرية تتصاعد أحيانًا، كما حدث في حادثة اغتيال الجنرال قاسم سليماني، أو في الاستهدافات المتبادلة في العراق وسوريا.

نتنياهو وسندان التصعيد المستمر

بنيامين نتنياهو، أحد أبرز صقور السياسة الإسرائيلية، جعل من "التهديد الإيراني" حجر الزاوية في استراتيجيته الأمنية. هو يرى في إيران "الراعي الأول للإرهاب في العالم"، و"مخططًا نوويًا يهدف إلى محو إسرائيل من الخارطة". لذلك، فإنه لا يتردد في اتخاذ خطوات عسكرية واستخباراتية مباشرة ضد أهداف إيرانية.

خلال العقد الأخير، نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية ضد مواقع إيرانية أو تابعة لحزب الله في سوريا. كما تتهم طهران تل أبيب بتنفيذ عمليات اغتيال ضد علماء نوويين إيرانيين، واختراق منشآت حساسة، وشن هجمات سيبرانية استهدفت برامج الطرد المركزي ومواقع صناعية.

سياسيًا، يسعى نتنياهو لحشد الدعم الدولي ضد إيران، ويضغط على الولايات المتحدة كي لا تعود للاتفاق النووي دون شروط صارمة. كما أنه يحاول استغلال حالة التوتر بين طهران والدول الخليجية، لبناء محور إقليمي مناهض لإيران، يتجلى في اتفاقات التطبيع المعروفة بـ"اتفاقيات إبراهيم".

إيران: مناورة في حقل ألغام

في ظل هذه الضغوط المتقاطعة، تسعى إيران لاعتماد استراتيجية الصمود والمقاومة. فهي تراهن على التحالف مع قوى كبرى مثل روسيا والصين، لتأمين الدعم الاقتصادي والدبلوماسي، وتوسيع دائرة التأثير الدولي بعيدًا عن الغرب. وفي الوقت نفسه، تواصل تطوير برنامجها النووي، في خطوات تدريجية محسوبة، ترفع مستوى التخصيب وتختبر حدود التحمل الغربي.

لكن هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر. فكل تقدم في التخصيب يثير ردود فعل غاضبة من تل أبيب، وكل تصعيد إقليمي (كضربات الحوثيين، أو تهديدات حزب الله) يُتهم به الإيرانيون ولو بشكل غير مباشر. والأسوأ من ذلك، أن الداخل الإيراني يعاني من تململ شعبي بسبب الأوضاع الاقتصادية، ما يضيف ضغوطًا سياسية على القيادة في طهران.

سيناريوهات المستقبل: ما بين الانفجار والتهدئة

المشهد الحالي يبدو كحلبة صراع تتسارع فيها الضربات والتصريحات، دون وجود أفق واضح للحل. فالاتفاق النووي متعثر، والخطاب الإسرائيلي متشدد، والموقف الأمريكي متردد بين التصعيد والدبلوماسية. وفي ظل هذا الفراغ السياسي، تبرز احتمالات ثلاثة:

1. استمرار الوضع الراهن: وهو السيناريو الأقرب، حيث تستمر التهديدات المتبادلة، دون انفجار شامل، لكن مع توتر دائم واستنزاف متبادل.


2. تصعيد عسكري واسع: قد ينجم عن عملية إسرائيلية مفاجئة، أو رد إيراني على استفزاز معين. وهو سيناريو كارثي، قد يشعل المنطقة بأكملها، خصوصًا إذا دخلت الجماعات الحليفة لإيران على خط المواجهة.


3. انفراجة دبلوماسية: وهي الأقل احتمالًا، لكنها ممكنة في حال توفرت إرادة سياسية لدى كل الأطراف، وتم التوصل إلى اتفاق جديد يراعي هواجس الجميع.



الخاتمة

إيران اليوم ليست فقط أمام تحدٍ أمني، بل أمام اختبار استراتيجي طويل الأمد، يحدد موقعها في الإقليم والعالم. بين المطرقة الأمريكية وسندان نتنياهو، لا تملك طهران ترف الخطأ، فكل خطوة قد تكون مكلفة، وكل قرار يجب أن يُتخذ بعين على الداخل، وأخرى على المحيط الدولي الملتهب.

وفي خضم هذه المعادلة المعقدة، يبقى مصير المنطقة بأكملها معلقًا على شعرة التوازن... التي قد تنقطع في أي لحظة.



#رحيم_حمادي_غضبان (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحيط العربي وتأثيره الأيجابي في الخارطة السياسية في العراق
- ماذا وراء النحركات العسكريه الأمريكية بين سوريا والعراق؟
- العلاقات اللبنانية السورية الجديدة الى أين وكيف ذلك
- مفاوضات مسقط: خطوط تماس جديدة في صراع الشرق الأوسط
- الترهيب والترغيب ودورهما في تحقيق الديمقراطية وأصلاح المجتمع ...


المزيد.....




- -إفريقيا قارة المستقبل- – إثيوبيا
- المبادرة المصرية تطالب وزارة الداخلية بتمكين محمد عادل من حق ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- مقاتلات هندية تنسحب من أجواء كشمير بعد تحرك باكستاني فوري
- -فضيحة تجسس- جديدة... برلين تتهم وبكين تنفي!
- الاتحاد الإفريقي يرفع العقوبات عن الغابون بعد انتهاء المرحلة ...
- شويغو: إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم ...
- بيسكوف يعلق على إمكانية الاتصال المباشر بين بوتين وترامب
- دبلوماسي أمريكي يرجح إعلان واشنطن عن اتفاق المعادن مع أوكران ...
- -رويترز-: الأردن نجح في الحفاظ على المساعدات الأمريكية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - أيران بين مطرقة أمريكا وسندان نتنياهو