أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - مفاوضات مسقط: خطوط تماس جديدة في صراع الشرق الأوسط














المزيد.....

مفاوضات مسقط: خطوط تماس جديدة في صراع الشرق الأوسط


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى غزة والجبهة الشمالية في لبنان، تُجري واشنطن وطهران مفاوضات غير مباشرة في العاصمة العُمانية مسقط، ضمن محاولة لإعادة ضبط الإيقاع الإقليمي على وقع حرب مشتعلة، وتوازنات تتغير كل يوم. ما يجري خلف الكواليس ليس مجرد بحث في الملف النووي الإيراني، بل مقايضة كبرى تتداخل فيها الجغرافيا، والميدان، والمصالح العميقة للدول الفاعلة.

المسار العُماني: من النووي إلى النفوذ

سلطنة عُمان ليست فقط منصة تقنية لتبادل الرسائل، بل مساحة حيادية آمنة لمفاوضات تهدف إلى خفض التصعيد، لكن بمنهج جديد. لم تعد المباحثات تقتصر على بنود الاتفاق النووي (JCPOA)، بل تتوسع إلى ما هو أبعد: النفوذ الإيراني في الإقليم، أمن إسرائيل، استقرار الخليج، ومصير "محور المقاومة" الممتد من غزة إلى صنعاء.

من وجهة نظر أمريكية، الحرب في غزة خرجت عن نطاق السيطرة الأخلاقية والدبلوماسية، وتكاليفها بدأت تنعكس داخلياً على إدارة بايدن. أما إيران، فتدرك أن "اللعب على الحافة" بات محفوفًا بمخاطر مواجهة إقليمية قد تجرها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.

غزة: ورقة تفاوض لا ورقة مقاومة فقط

غزة تحولت إلى ساحة اشتباك سياسي بقدر ما هي ميدان عسكري. النفوذ الإيراني على حماس والجهاد الإسلامي، وإن لم يكن مطلقاً، إلا أنه قادر على توجيه المزاج العام، وفرض خطوط حمراء في مسار المعركة. واشنطن تسعى، من خلال عُمان، إلى ربط أي تفاهم مع إيران بتهدئة شاملة تشمل غزة، بما يضمن وقف إطلاق النار وتحييد المقاومة المسلحة.

لكن هذه المقاربة تواجه معضلة: هل يمكن لإيران أن تضغط على حماس دون أن تخسر ورقتها الأقوى في فلسطين؟ وهل يمكن لحماس أن تلتزم بهدنة طويلة دون إنجاز سياسي حقيقي للفلسطينيين؟ هنا، تلتقي العقيدة بالمصالح، ويبدأ الصراع الداخلي في محور المقاومة نفسه.

حزب الله: لاعب مع وقف التنفيذ؟

الوضع في لبنان أكثر تعقيداً. حزب الله، الذي يعتبر نفسه "ضمانة الردع" ضد إسرائيل، يدير توازناً حساساً بين الانخراط الكامل في المعركة وبين الاحتفاظ بدور "المراقب الميداني". أي اتفاق في مسقط قد يُطلب من إيران أن يشمل تهدئة على الجبهة اللبنانية، وربما كبح جماح الحزب مؤقتاً.

لكن هذه المعادلة محفوفة بالمخاطر، فحزب الله لا يتحرك فقط بأوامر خارجية، بل لديه حساباته المحلية واعتباراته الإيديولوجية. وإذا ما شعر أن التفاهمات تتجاوزه، أو تهمّش القضية الفلسطينية، فقد يقرر كسر التفاهمات بنفسه، ما يفتح جبهة الشمال بشكل شامل.

الميليشيات الإقليمية: أدوات بيد طهران أم لاعبون مستقلون؟

الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا واليمن لم تعد مجرد أدوات تنفيذية. البعض منها تحوّل إلى لاعب مستقل، له مصالحه وتوازناته. لذلك، فإن أي اتفاق في مسقط سيواجه صعوبة في ضبط هذه الأذرع جميعًا، خاصة إذا ما أحست أن الصفقة لا تخدم مشروعها أو تضحّي بها لصالح مكاسب مركزية لطهران.

الخلاصة: من يربح مسقط؟

نجاح مفاوضات مسقط لا يقاس فقط بما يُكتب في الورق، بل بقدرة الأطراف على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه ميدانياً. الولايات المتحدة تريد تهدئة تسبق الانتخابات، وإيران تريد تنفساً اقتصادياً واستراتيجياً، وإسرائيل تطمح لضمان أمنها دون الذهاب لحرب شاملة.

لكن وسط كل هذا، هناك حقيقة واحدة: ما لم تشمل التفاهمات حلّاً عادلاً ومقنعاً للقضية الفلسطينية، وتوازناً جديداً للقوى في الإقليم، فإن الهدوء الذي قد تفرضه مسقط سيكون هشًا، مؤقتًا، وربما مجرد استراحة ما قبل العاصفة القادمة.


---



#رحيم_حمادي_غضبان (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترهيب والترغيب ودورهما في تحقيق الديمقراطية وأصلاح المجتمع ...


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - مفاوضات مسقط: خطوط تماس جديدة في صراع الشرق الأوسط