أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي














المزيد.....

خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة:

تتجدد التوترات السياسية في العراق على خلفية اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله، التي وُقعت مع الكويت عام 2012، والمصادق عليها في البرلمان العراقي عام 2013، وذلك بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا في العراق بإبطال التصديق عليها. وبين رفض شعبي وتمسك كويتي، يجد العراق نفسه في قلب أزمة سياسية وسيادية متشابكة، تتداخل فيها الأبعاد القانونية بالمصالح الإقليمية والشخصية.


---

جذور الاتفاقية وأبعادها القانونية:

خور عبد الله هو ممر مائي استراتيجي يفصل جزيرتي بوبيان ووربة الكويتيتين عن شبه جزيرة الفاو العراقية، ويُعد شرياناً مهماً للملاحة البحرية والوصول إلى ميناء أم قصر.
وقد استندت الاتفاقية بين العراق والكويت إلى قرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار 833 لعام 1993، الذي حدد الحدود البرية والبحرية بين البلدين. لكن اتفاق تنظيم الملاحة، وإن أُبرم لأهداف فنية واقتصادية، أثار منذ البداية حفيظة الأوساط العراقية بسبب ما اعتُبر "تنازلاً" عن حق سيادي.


---

قرار المحكمة الاتحادية ورفض التنفيذ الحكومي:

في سبتمبر 2023، قضت المحكمة الاتحادية بعدم دستورية التصديق البرلماني على الاتفاقية، بدعوى انتهاكها مبدأ السيادة ومخالفتها لمواد دستورية تتعلق بحدود العراق.
إلا أن الحكومة العراقية امتنعت عن تنفيذ القرار فعلياً، وهو ما أثار تساؤلات واسعة حول الأسباب، وفتح الباب أمام اتهامات بعدم استقلال القرار السيادي، وانخراط بعض القوى السياسية في حسابات تتجاوز المصلحة الوطنية.


---

الأسباب السياسية وراء التمسك بالاتفاقية:

ضغوط إقليمية ودولية: تشير تسريبات وتقارير إلى وجود ضغوط من أطراف خليجية ومن الأمم المتحدة على بغداد للإبقاء على الاتفاقية، باعتبارها جزءاً من ترتيبات ما بعد غزو العراق للكويت عام 1990.

حسابات استثمارية: تعمل الكويت على تطوير ميناء مبارك الكبير، وتحتاج إلى بيئة قانونية مستقرة لتأمين الملاحة فيه، ما يجعل من الاتفاقية أداة ضمان قانوني.

تجنب التصعيد: الحكومة العراقية تسعى لتفادي أي تصعيد دبلوماسي مع الكويت قد يؤثر على علاقاتها الاقتصادية الإقليمية المتنامية.



---

هل هناك منافع شخصية لبعض السياسيين؟

يشير مراقبون إلى أن أطرافاً سياسية نافذة في العراق تمتلك مصالح مباشرة أو غير مباشرة في استمرار الاتفاقية:

شركات نقل وشحن مرتبطة بسياسيين تستفيد من الاستقرار الملاحي عبر الخور.

منافع استثمارية مستقبلية في مشاريع الموانئ والتجارة عبر الخليج، حيث تسعى بعض الكيانات السياسية للعب أدوار ضامنة للمستثمرين الخليجيين.

ابتزاز سياسي داخلي: تستخدم بعض الكتل ملف الاتفاقية كورقة ضغط في صراعاتها الداخلية، لا سيما مع اقتراب الانتخابات المحلية.



---

الموقف الكويتي:

الكويت ترى في الاتفاقية إنجازاً دبلوماسياً وقانونياً يعكس الشرعية الدولية، وترفض أي محاولات لإلغائها أو تعديلها. وقد عبّرت الكويت رسمياً عن "أسفها" لقرار المحكمة العراقية، لكنها ما تزال تتحرك بهدوء على المستوى الدبلوماسي لتجنب التصعيد.


---

التداعيات على مستقبل العلاقات العراقية الكويتية:

احتمالات التوتر الدبلوماسي واردة في حال أقدمت الحكومة العراقية على خطوات عملية لإلغاء الاتفاق.

تعطيل مشاريع الربط الملاحي وميناء الفاو الكبير قد يتأثر، خاصة إذا لم تتضح حدود المياه والسيادة بشكل نهائي.

تزايد النزعة الشعبوية في العراق قد يجعل من الاتفاقيات مع الكويت مادة للمزايدات الانتخابية والضغط الجماهيري.



---

خاتمة:

تُظهر أزمة خور عبد الله هشاشة التوازن بين المصالح الوطنية العراقية والضغوط الإقليمية والدولية. وفي ظل غياب سياسة خارجية موحدة ومستقرة، يُخشى أن يتحول الخور إلى نقطة صراع بدل أن يكون بوابة تعاون. ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الحكومة العراقية اتخاذ موقف يُرضي الشارع ويحفظ السيادة دون دفع ثمن سياسي أو اقتصادي باهظ؟



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية المطلقة وتفكك الأسرة المهاجرة في المجتمعات الغرببة ال ...
- الشرق الأوسط وتصاعد الأزمات وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الأزمات المتجددة في الشرق الأوسط وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الهند والباكستان. تصعيد عسكري وتحذيرات نوويه
- السويد بين مفترق طرق .هل تتحول العودة الطوعية الى تطهير ناعم ...
- الناتو بين الماضي والحاضر والمستقبل
- ماذا وراء انفجارات بندر عباس الأيراني
- أنتهاكات حقوق الأنسان ضد المرأة والطفل في مناطق النزاع السود ...
- هل تصريحات ترامب الأخيره بأنه على أستعداد لمقابلة القادة الأ ...
- فشل اجتماع لندن حول الشأن الأوكراني. انقسام غربي بالمواقف وأ ...
- الدبلوماسية العراقية بين باريس واشنطن ماذا ورائها ؟
- تونس بين كماشة القمع وتوق التغيير. هل هناك ربيع تونسي يفوق ف ...
- روسيا والملف النووي الأيراني .بين الوساطة الفاعلة وتثبيت الح ...
- عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثي ...
- ليبيا على أعتاب قمة بغداد
- الأردن في عين العاصفة
- الوضع الراهن في السودان ودور الجامعة العربيه في الخارطة السي ...
- قمة بغداد القادمة بين رهانات الأستقرار وتحديات الأقليم
- الغارات الأمريكية على اليمن. حرب على الأرهاب ام هي تصفية حسا ...
- زيلينسكي يتهم بوتين بالخداع


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي