أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنتخابات القادمة ام هي تحذير لمن يراهن على أن العراق يمكن إدارته سواء شارك الصدر في الحكومة أو لم يشارك؟














المزيد.....

التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنتخابات القادمة ام هي تحذير لمن يراهن على أن العراق يمكن إدارته سواء شارك الصدر في الحكومة أو لم يشارك؟


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 07:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقتدى الصدر وتحديث بطاقة الناخب: قراءة في الرسائل المبطنة والأبعاد السياسية

في مشهد سياسي مضطرب ومتقلب كما هو حال العراق، تكتسب التحركات الرمزية أحيانًا وزنًا يضاهي الأفعال المباشرة. ومن بين تلك التحركات، تبرز دعوات زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لأتباعه بضرورة التسارع في تحديث بيانات بطاقة الناخب. للوهلة الأولى، تبدو هذه الدعوات إجراءً تنظيمياً روتينيًا استعدادًا لأي استحقاق انتخابي، لكنها في العمق تحمل رسائل متعددة الأبعاد، تتقاطع فيها نوايا داخلية ورسائل خارجية.

أولًا: استعراض القوة الجماهيرية

دعوة الصدر المتكررة وسرعة استجابة أتباعه لها، تشير بوضوح إلى امتلاكه قاعدة جماهيرية منظمة وملتزمة يمكن تعبئتها وتحريكها في أي وقت. وهذه القدرة التنظيمية هي رسالة موجهة بالأساس إلى القوى السياسية المنافسة: مفادها أن الصدر، حتى وهو يعلن انسحابه من العملية السياسية أو من الانتخابات، يبقى الرقم الأصعب القادر على التأثير في الشارع وتحريك الجماهير بمرونة تفوق قدرة باقي القوى.

في ظل الشكوك التي تحيط بقدرة باقي الأطراف على تعبئة قواعدها دون الاعتماد على أدوات الدولة أو المال السياسي، فإن الصدر يقدّم نفسه بوصفه "محرك الثورة" المحتمل، أو على الأقل الضامن لعدم انفجارها بشكل عشوائي، ما يضعه في موقع تفاوضي متقدم حتى وهو خارج دائرة الحكم.

ثانيًا: مناورة انتخابية محكمة

رغم انسحاب التيار الصدري من الانتخابات الماضية، إلا أن هذه الدعوات قد تحمل مؤشرات على مناورة سياسية تهدف إلى التمهيد لعودته المحتملة. فإبقاء القاعدة الجماهيرية في حالة جاهزية انتخابية، يعني أن العودة إلى المشاركة يمكن أن تحدث في أي لحظة، وربما في توقيت مدروس يمنحه ميزة الصدمة السياسية.

تحديث بيانات الناخبين لا يعني فقط التحضير للانتخابات، بل أيضًا بناء قواعد بيانات محدثة تساعد التيار في إدارة أصواته وتوزيعها تكتيكيًا في الدوائر الانتخابية، ما يضعف خصومه حتى قبل بدء السباق الانتخابي.

ثالثًا: تحذير استراتيجي لمن يحاول تجاوزه

الصدر، عبر هذه التحركات، يبعث برسالة واضحة لكل من يراهن على إمكانية تجاوز التيار الصدري في المعادلة السياسية أو تشكيل حكومة مستقرة من دونه. إنه يقول: "حتى وإن انسحبت من الحكومة، فإنني لم أنسحب من الشارع"، ما يجعل أي محاولة لإدارة العراق دون حساب الصدر محفوفة بالمخاطر.

هذه الرسالة موجهة بشكل خاص إلى الإطار التنسيقي وبعض القوى التي تسعى لإحكام قبضتها على المشهد الشيعي والسلطة التنفيذية، دون إشراك التيار الصدري أو مراعاة تأثيره الشعبي.

رابعًا: ضغوط خارجية وصراع التأثير الإقليمي

لا يمكن إغفال البعد الإقليمي في تحليل سلوك الصدر، فالرجل يقف عند نقطة تقاطع بين تيارين خارجيين مؤثرين في العراق: الأول، تيار عربي – خليجي، يدفع باتجاه انخراط الصدر في الحكومة بوصفه تيارًا وطنيًا غير مرتبط بولي الفقيه، ويشكل توازنًا مع القوى الشيعية الموالية لإيران. والثاني، تيار إيراني ينظر بقلق إلى استقلالية قرار الصدر وميله للتمرد على الإرادة الإيرانية في العراق.

تحديث بيانات الناخبين، من هذا المنظور، قد يكون ورقة ضغط داخلية يلوّح بها الصدر للطرفين: للإيرانيين بأنه لا يمكن تجاوزه أو عزله، وللعرب بأنه لا يزال يمتلك ورقة الشارع ويستطيع استخدامها في الوقت المناسب. وفي الحالتين، يحتفظ الصدر بموقعه كلاعب محوري بين التأثير الإيراني والتوازن العربي.

رؤية قانونية واستراتيجية مختصرة

من المنظور القانوني، لا يمكن اعتبار دعوات الصدر لتحديث بطاقة الناخب خرقًا لأي تشريع انتخابي أو دستوري؛ فهي تقع ضمن حقوق المواطنين الطبيعية. لكن الأثر العملي لهذه الدعوات يكشف عن قدرة التيار الصدري على التأثير في الإرادة الانتخابية بشكل جماعي ومنظم، وهو ما قد يثير تساؤلات حول عدالة التنافس بين القوى السياسية في حال لم تمتلك جميع الأطراف نفس الأدوات التعبوية.

أما من المنظور الاستراتيجي، فإن الصدر يعيد تشكيل أدوات نفوذه بعيدًا عن الكتلة النيابية أو الحضور الحكومي، في مسار يشبه "الاحتياط الاستراتيجي"، أي امتلاك القدرة على التدخل في لحظة حاسمة دون استنزاف القوة. وهذا يمنحه هامش مناورة أوسع من خصومه، حيث يمكنه تهديد العملية السياسية من خارجها، أو قلب الطاولة عليها من الداخل، إذا قرر العودة في توقيت مدروس.

الخاتمة

دعوات مقتدى الصدر لتحديث بطاقة الناخب لا تنفصل عن المشهد السياسي العراقي المعقّد، بل تعكس مزيجًا من استعراض القوة، والتموضع الاستراتيجي، والاستعداد لاحتمالات متعددة، سواء كانت عودة للمشاركة، أو التصعيد الجماهيري، أو إدارة الصراع السياسي من خارج المؤسسات الرسمية. وبينما تستمر القوى الأخرى في صراعها على السلطة، يبقى الصدر مستعدًا لتحريك الشارع، أو التأثير في القرار، أو العودة للميدان... في اللحظة التي يراها مناسبة.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي
- الحرية المطلقة وتفكك الأسرة المهاجرة في المجتمعات الغرببة ال ...
- الشرق الأوسط وتصاعد الأزمات وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الأزمات المتجددة في الشرق الأوسط وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الهند والباكستان. تصعيد عسكري وتحذيرات نوويه
- السويد بين مفترق طرق .هل تتحول العودة الطوعية الى تطهير ناعم ...
- الناتو بين الماضي والحاضر والمستقبل
- ماذا وراء انفجارات بندر عباس الأيراني
- أنتهاكات حقوق الأنسان ضد المرأة والطفل في مناطق النزاع السود ...
- هل تصريحات ترامب الأخيره بأنه على أستعداد لمقابلة القادة الأ ...
- فشل اجتماع لندن حول الشأن الأوكراني. انقسام غربي بالمواقف وأ ...
- الدبلوماسية العراقية بين باريس واشنطن ماذا ورائها ؟
- تونس بين كماشة القمع وتوق التغيير. هل هناك ربيع تونسي يفوق ف ...
- روسيا والملف النووي الأيراني .بين الوساطة الفاعلة وتثبيت الح ...
- عمان والدور الدبلوماسي الصاعد من الوساطات الهادئه الى التأثي ...
- ليبيا على أعتاب قمة بغداد
- الأردن في عين العاصفة
- الوضع الراهن في السودان ودور الجامعة العربيه في الخارطة السي ...
- قمة بغداد القادمة بين رهانات الأستقرار وتحديات الأقليم
- الغارات الأمريكية على اليمن. حرب على الأرهاب ام هي تصفية حسا ...


المزيد.....




- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟
- ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران
- ترامب يشيد بأمير قطر ويعلق على الهجوم الإيراني
- الدوحة تؤكد استقرار الأوضاع وواشنطن تعلن إعادة فتح سفارتها ف ...
- ماذا نعرف عن قاعدة -العديد- الأميركية في قطر؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنتخابات القادمة ام هي تحذير لمن يراهن على أن العراق يمكن إدارته سواء شارك الصدر في الحكومة أو لم يشارك؟