أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رحيم حمادي غضبان - الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوربة الصين هل هي صراع مصالح ام هي أ ستراتيجية طويلة الامد؟














المزيد.....

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوربة الصين هل هي صراع مصالح ام هي أ ستراتيجية طويلة الامد؟


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 12:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تُعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية واحدة من أكثر النزاعات الاقتصادية تأثيرًا في النظام العالمي خلال القرن الحادي والعشرين. بدأت شرارتها في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عندما فرضت واشنطن رسومًا جمركية ضخمة على مئات السلع الصينية، وردّت بكين بالمثل. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الحرب أداة سياسية واستراتيجية بقدر ما هي اقتصادية، وأحدثت تغيرات في موازين القوى، والتحالفات، والسياسات الدولية.

فهل هذه الحرب مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب آنية؟ أم أنها تعكس توجهًا استراتيجيًا طويل الأمد من طرف الولايات المتحدة؟ وما مدى انعكاساتها على الاقتصاد العالمي، وعلى مناطق مثل الشرق الأوسط، بما فيها العراق؟


---

أولاً: حرب تجارية أم صراع استراتيجي؟

لا يمكن اعتبار الإجراءات الجمركية المعتمدة من قبل أمريكا والصين مجرد نزاع تجاري عابر. بل هي حرب اقتصادية كاملة الأركان، تنطوي على فرض رسوم جمركية، تقييد نقل التكنولوجيا، حماية للملكية الفكرية، والضغط السياسي، وكل ذلك في إطار محاولة كل طرف لتثبيت موقعه على قمة النظام الاقتصادي العالمي.


---

ثانياً: تأثيرات الحرب على السوق العالمية والمحلية

أدت الحرب إلى تراجع معدلات النمو الاقتصادي في العديد من الدول، واضطراب التجارة العالمية. كما سببت ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتراجع ثقة المستثمرين، وتباطؤ الطلب العالمي، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والصناعة. الشركات الأمريكية والصينية الكبرى تكبّدت خسائر فادحة، بينما ارتفعت أسعار العديد من السلع نتيجة القيود الجمركية.


---

ثالثاً: من المستفيد من استمرار هذه الحرب؟

رغم أن الحرب ألحقت خسائر بالطرفين، إلا أن بعض الدول استفادت بشكل غير مباشر. فيتنام، الهند، والمكسيك مثلاً شهدت ازدياداً في الاستثمارات نتيجة انتقال بعض خطوط الإنتاج من الصين إليها. كما أن بعض الشركات الأمريكية استفادت من التحول نحو التصنيع المحلي أو تقليل الاعتماد على الصين.


---

رابعاً: تأثيرها على رؤوس الأموال والأسواق العالمية

أحدثت الحرب تقلبات واسعة في أسواق المال العالمية، مع تزايد مخاوف المستثمرين من الدخول في بيئات غير مستقرة. كما أثرت على أسعار النفط والمعادن، حيث اتجه المستثمرون إلى الذهب باعتباره ملاذاً آمناً. كما شهدت بعض الأسواق الناشئة ضغوطاً نتيجة انسحاب رؤوس الأموال وارتفاع كلفة الواردات.


---

خامساً: العلاقة بشركات الأسلحة والطائرات وصناعة السيارات

شركات الصناعات الدفاعية مثل "لوكهيد مارتن" قد تستفيد من تصاعد التوترات العالمية نتيجة زيادة الإنفاق العسكري. في المقابل، تضررت شركات مثل "بوينغ" من انخفاض الطلب الصيني. كما واجهت صناعة السيارات العالمية ارتفاعاً في تكاليف المواد الأولية، وركوداً في بعض الأسواق الرئيسية.


---

سادساً: هل تنتهي الحرب بانتهاء ولاية ترامب؟

رغم أن ترامب كان المبادر في إطلاق هذه الحرب، فإن إدارة الرئيس جو بايدن لم تلغِ الكثير من الإجراءات، بل تبنّت بعضها في إطار منافسة استراتيجية مع الصين، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والطاقة. وهذا يعكس أن الحرب لم تعد مرتبطة بشخص أو فترة، بل أصبحت جزءاً من التوجه الأمريكي المستقبلي تجاه الصين.


---

سابعاً: الشرق الأوسط وإعادة ترتيب التحالفات

انعكست الحرب على منطقة الشرق الأوسط، حيث بدأت الدول بإعادة رسم خارطة تحالفاتها الاقتصادية والسياسية:

الإمارات والسعودية عمقتا علاقاتهما مع الصين ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، مع استمرار علاقاتهما الاستراتيجية مع أمريكا.

تركيا وإيران زادتا من تعاونهما الاقتصادي مع الصين وروسيا كمحاولة للابتعاد عن الضغوط الغربية.

مصر عززت من دورها كمحور لوجستي ضمن مشاريع الحزام والطريق عبر قناة السويس.

كما بدأت المنطقة تشهد تحولاً نحو الاقتصاد الرقمي والتصنيع المحلي لتقليل الاعتماد على الاستيراد.



---

ثامناً: العراق وتداعيات الحرب التجارية

رغم عدم انخراطه المباشر، إلا أن العراق تأثر اقتصادياً بهذه الحرب:

الاعتماد على الصين: الصين تعد الشريك التجاري الأكبر للعراق، والحرب أدت إلى تقلبات في أسعار السلع المستوردة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية.

تراجع عائدات النفط: بسبب تراجع الطلب العالمي، تأثرت موازنة العراق التي تعتمد على النفط بشكل شبه كامل.

تردد الاستثمارات الأجنبية: أجواء عدم الاستقرار العالمي زادت من حذر المستثمرين تجاه بيئات مثل العراق.


توجهات الحكومة العراقية:

تنويع العلاقات بين الصين وأمريكا، حيث تسعى بغداد للاستفادة من اتفاق "النفط مقابل الإعمار" مع بكين، دون التفريط في التحالف الاستراتيجي مع واشنطن، خاصة في المجال الأمني.

هناك توجه نحو تقوية العلاقات مع دول آسيوية أخرى، والانفتاح على الاستثمار الخليجي.

تسعى الحكومة لتفعيل مشاريع إصلاح اقتصادي لتقليل الاعتماد على النفط، لكنها لا تزال تواجه تحديات داخلية تعرقل هذا المسار.



---

خاتمة

الحرب التجارية بين أمريكا والصين تجاوزت الأبعاد الاقتصادية لتتحول إلى مواجهة استراتيجية تعيد تشكيل النظام العالمي. انعكاساتها تمتد إلى كل بقعة من العالم، بما فيها الشرق الأوسط والعراق. هذه الحرب ليست لحظية، ولن تنتهي بخروج رئيس أو دخول آخر، بل هي جزء من معادلة القوة الجديدة. ويبقى الرهان على قدرة الدول على التكيّف، وإعادة التموضع لتحقيق التوازن بين المصالح، دون الانجرار إلى صراعات الكبار.



#رحيم_حمادي_غضبان (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارع التونسي والحركات الأسلامية المعتدلة بين الحقيقة والوه ...
- الصحافة .حارسة الحقيقة
- اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟
- بين سطوة القوة وأنفلات الفكر .قرأة في عالم تحكمه المصالح بدو ...
- جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر
- هل يتحقق الحلم العراقي بالوصول مرة ثانية لكأس العالم بكرة ال ...
- التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنت ...
- خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي
- الحرية المطلقة وتفكك الأسرة المهاجرة في المجتمعات الغرببة ال ...
- الشرق الأوسط وتصاعد الأزمات وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الأزمات المتجددة في الشرق الأوسط وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الهند والباكستان. تصعيد عسكري وتحذيرات نوويه
- السويد بين مفترق طرق .هل تتحول العودة الطوعية الى تطهير ناعم ...
- الناتو بين الماضي والحاضر والمستقبل
- ماذا وراء انفجارات بندر عباس الأيراني
- أنتهاكات حقوق الأنسان ضد المرأة والطفل في مناطق النزاع السود ...
- هل تصريحات ترامب الأخيره بأنه على أستعداد لمقابلة القادة الأ ...
- فشل اجتماع لندن حول الشأن الأوكراني. انقسام غربي بالمواقف وأ ...
- الدبلوماسية العراقية بين باريس واشنطن ماذا ورائها ؟
- تونس بين كماشة القمع وتوق التغيير. هل هناك ربيع تونسي يفوق ف ...


المزيد.....




- وزيرة المالية: نمو الاقتصاد غير النفطي 5% في 2024 وعجز الموا ...
- -رويترز-: الاتحاد الأوروبي لن يلجأ للقوة القاهرة لفسخ عقود ا ...
- ميناء روتردام ينفي انخفاض حركة الشحن بين الصين وأوروبا
- كيف انعكست المفاوضات النووية مع أميركا على الأسواق الإيرانية ...
- انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الاثنين
- تراجع أسعار الغاز في أوروبا
- ارتفاع مفاجئ في سعر الذهب اليوم الإثنين 5-5-2025
- رشيد حموني يوجه سؤالاً كتابياً إلى السيدة وزيرة إعداد التراب ...
- التوظيف في القطاع الخاص السعودي يتسارع بأعلى وتيرة منذ أكثر ...
- شركة -روس تيخ- تبدأ بتأمين الطائرات ضد هجمات المسيرات الجوية ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رحيم حمادي غضبان - الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوربة الصين هل هي صراع مصالح ام هي أ ستراتيجية طويلة الامد؟