أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الزعل .














المزيد.....

مقامة الزعل .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 15:07
المحور: الادب والفن
    


مقامة الزعل :

نشر صاحبنا على صفحته : (( مراهق يقول :ازاعل الدنيا من تزعل , وارضيها اذا تقبل واظل طول العمر اسأل احبك ليش ما ادري )) , ينسبها لمراهق , ولا يعترف انها حالات نمر بها , حتى نحن الذين نعيش عقدنا الثامن , يستلها من أغنية (( من تزعل )) لرياض أحمد , التي تحمل في طياتها الكثير من المشاعر الإنسانية العميقة , والأسرار التي يخفيها الحنين تحت جنحه , وألزعِلَ شاهدا على تقلبات طّقْسُ الحب , فلا حقول فِرْدَوْسيّة , مادامت الأيام تشبهُ غيبوبة وميتة سريريا , ولا أحد سوى العشاق من يرون ِالجزء المخفي من السماِء , حتى وأن أغلق باب القلبِ بقسوةِ حبيب , فمن يغفر ؟ وكل مرة يبدو الزعل ٍإيذانا بالرحيلِ النهائي .

المطرب الراحل رياض احمد تجربة فريدة بالغناء , وحنجرة مدربة على اداء اصعب المقامات , صوت شجي ومبتكر وله اسلوبه الخاص فرضه بقوة موهبته , انطلق ذاك الصوت النقي من بصرة العراق , من بساط تنومة شط العرب , مابين نخيلها وقصبها البردي , وملوحة مائها , تدفق ينبوع من جداول انهارها ليسقى شجرة غرست , فاثمرت من غصنها صوت شجني طربي جميل , ليغرد عليها ذاك المحبوب الاسمر رياض احمد , ومن لا يعرف ذاك الصوت العذب , الذي يبكينا ويفرحنا في أن واحد , يتمايل الورد المعترش على الشباك مع صوت المغني , ويمد ذراعيه على اتساع ضوء القمر , كأنهما جناحان يريدان الطيران به , ((من تزعل توحشني الدنيا واتصور غيرت اضنونك , من ترضى يظل شوق البيه يذوبني بنظرات اعيونك )) , وغناها باحساس عميق لأنها تعني له.شي خاص به , ومن كتبها له الشاعر طاهر سلمان ولحنها جعفر الخفاف , وشاع صيتها بين الجمهور عام 96 عندما غناها في مهرجان بابل الدولي , ونالت اعجاب الجميع لهذه اللحظة , واعتبرتها الاغلبية بصمته الخالدة , لقد ابدعوا في صياغة تقديمها بعفوية جنونية هادئة وقاتلة , هذه الاغنية الكبيرة , التي ظلت راسخة في وجدان المستمع العراقي .

ايها الجنوبي , الذي تاه في أَزِقَّة المدن , تبدو عديم الحيلة ومكتوف الأيدي , وايقنت ان الحياة في المدينة عديمة اللون , ولا وجه ثابت لها حتى في المرآةِ , ليأتي بعد رحيلك كل هذا الزعل المتكرر , لتركض وقلقك غير قادر على ترويضه ؟ فمَا الْعَمَل ؟ والْحُبِّ قدر مَكْتُوبٌ , منذُ الأَزَل , (( بس حبك قدري المكتوب تدري شكد حملني ذنوب , كم مره تبعد واغفرلك ؟ متكلي اليغفر كم مره كم مره ؟ , طبعك صاير صاير مره ومره )) , يزعل الوطن الحبيب , بعد رحيلك يا رياض أحتل البلاد المغول يعاونهم لصوص و سفلة وقطاع طرق ورجال عصابات و بغايا , قالوا انهم حاملين اوامر الكهنوت على الرماح , و بمراسيم جديدة البسوا الوقت عباءة سوداء , وقالوا أن الغِناء من اعمالِ السحرة والشياطين , وعندما يغضب الحبيب , تبدأ رحلة المواطن في متاهات المشاعر الإنسانية , ليبدأ بتحليل بسيط لكلمات الأغنية التي تتحدث عن الزعل , ثم تتوسع في استكشاف طبيعة الزعل بين الأحبة , هل هو تعبير عن الشوق؟ عن الخوف من الفقدان؟ عن الحاجة إلى الاهتمام؟ يربط المواطن ذلك بتجارب إنسانية , حول كيفية التعامل مع غضب المحبوب ( الوطن ) .

من تزعل, لوحة فنية ترسمها كلمات رياض أحمد عن عواطف القلوب , ولتحليل العلاقة بين الشوق والزعل , واستكشاف معنى الزعل في سياق الحب , يدفعنا للبحث بين نار الشوق ولهيب الزعل , في جدلية المشاعر في أغنية (( من تزعل )) ,حيث تركز أفكار الأغنية بشكل كبير على الشوق الذي يعقب الزعل , وكيف أن الزعل قد يكون في بعض الأحيان وسيلة غير مباشرة للتعبير عن الشوق والحاجة إلى المصالحة والاقتراب , ويمكن أن تكون فكرة الزعل بمثابة اختبار حقيقي لقوة العلاقة بين شخصين , كيف يتعامل الطرفان مع هذا الغضب ؟ هل يسعيان للمصالحة والتفاهم ؟ أم يؤدي الزعل إلى فتور وبعاد ؟ لبيان أثر ذلك على أهمية الحوار والتسامح في العلاقات ,ليمكنك أن تتساءل: هل يزيد الزعل من قيمة الوصال؟

البعد الإنساني الشامل للزعل , ليس فقط للعشاق (( من تزعل )) , وصدى الغضب في العلاقات الإنسانية المختلفة , ويمكن أن تتوسع فكرة الزعل لتشمل مختلف أنواع العلاقات الإنسانية , بين الأصدقاء , بين أفراد العائلة , وحتى في العلاقات مع الوطن , وكيف يختلف التعبير عن الزعل , والتعامل معه في هذه السياقات المختلفة , وهل تحمل أغنية (( من تزعل )) رسائل عامة حول أهمية تجاوز الخلافات ؟ وظنا ان الزعل يركب دراجته الهوائية بانتظارِ تبديل اضويه المرور, وعندما تهتف بضعة نوارس , يصير صوت الحبيب مطرا , يسقط على غابة ِالروح لغاية الفجر , وبنبرة اعْتِذار من بصريِ ليس على مايرام , يحمل ُملامح قَمَرا(( خجولا )) تحجبه غيوما (( عابسات )) , وأنت تسمع المغني يردد : (( أحبك ليش ما أدري , مره أسأل عيوني مرة عيوني تسألني , أحبك ليش ما أدري , لا انت اول ما صار , ولا انت اخر ما صار, ازعل الدنيا من تزعل , وارضيها اذا تقبل , عشت كل العمر أسأل , أحبك ليش ما أدري )) .

صباح الزهيري .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الهذلي .
- مقامة غزال الكرخ .
- مقامة النساء أولًا Ladies First .
- مقامة عابرة .
- مقامة عمي .
- مقامة أياك .
- مقامة الطنطنة و القول الصريح .
- مقامة همسة الثمانين .
- مقامة القلب المتبتل .
- مقامة الشيطنة .
- مقامة نهيض حرة و غراس شريف .
- مقامة التفاهة .
- مقامة العرّافة .
- مقامة السُّهَا .
- مقامة القلب الكسير .
- مقامة اللوكي .
- مقامة البازار .
- مقامة الشيطان يكمن في التفاصيل .
- مقامة الفن للفن ؟
- مقامة ما طار طير .


المزيد.....




- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...
- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...
- -الصليب الملتوي-: الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهو ...
- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟
- مطربة سورية روسية تحتفل بأغنية في عيد النصر
- مركز السينما العربية يكشف برنامجه خلال مهرجان كان والنجمان ي ...
- فيلم وثائقي يكشف من قتل شيرين ابو عاقلة
- بعد 21 يوما من وفاته.. تحديد موعد دفن الإعلامي عطري صبحي


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الزعل .