أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الطنطنة و القول الصريح .














المزيد.....

مقامة الطنطنة و القول الصريح .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 22:21
المحور: الادب والفن
    


ما معنى طَنْطَنة : طنين , طَنْطَنة جَرَس , طَبْلة يَدويَّة , و(( طنطنة الرجل )) , فالطَّنْطانُ يعني الصَّخَبُ والصِّيَاحُ فيقال : رجل ذو طَنْطان , أي ذو صَخب , والطنطنة كثرة الكلام او الكلام الخفي والدندنة مع النفس , كل هذه المعاني صالحة لطنطنتنا لهذا اليوم وتنطبق على مايدور في العراق من اجتماعات وحوارات لعظماء الساسة العراقيين , ومن ولاهم من محللين ومطبلين وجوقة المستفدين والمتنفذين ومن لف لفهم من محامين وصحفيين وفنانين وقيان ومقدمي برامج متأتئين ووعظاء مبسملين ومحوقلين .

كان الوليد بن يزيد الشاعر الخليفة الأموي متهتكا مستهترا لا يرعى ذمة ولا ضميرا , ولكن له في الشعر والحكمة أقوال حكيمة , ولا عجب ان تخرج الحكمة احيانا من افواه المستهترين , يقول ابن يزيد الماجن هذا)) : تمنيت لو ان كل كأس خمر بدينار ذهب وكل (فرج ) في فم اسد , فلا يشرب الا كريم ولا ينكح الا شجاع(( , ولو كان في زماننا لأضاف (وكل حساب فيسبوك ) كذلك , فلا يكتب الا كريم وشجاع .

يكتب البعض في الفيسبوك بطريقة طنطنة الذباب التي لا تتبين منها غير اضطراب الأجنحة ,فهو يدين ولا يستطيع ان يسمي , وينتقد دون ان تعرف من المقصود ولا يجرؤ حتى على بيان رأيه الصريح بواقعة او حدث ما , ويطن ُّحوله معلقون دون ان يعرفوا ما يقصد مؤيدين بطنين الجبناء الغامض , هؤلاء نتاج تربية حزبية كانت او حكومية او منزلية , يربون في داخلهم شرطيا ولا يستطيعون الخروج عن رهبته , يكتبون بصيغة ان (بعض الناس ) او ( احدهم ) وغير ذلك من التعابير التي تدل على الجبن عن المواجهة , لا اخفي ان بعض هذه الكتابات قد تعنيني شخصيا واعرف ذلك بيقين , ولكن هل من الضروري ان ترد على ذبان طنان يخشى المواجهة ؟

ان لم تكن شجاعا وتكتب بالاسماء الصريحة وتوجه الحرف بدقة الى الجبهة , فاجلس مع العجائز المسكينات على عتبات البيوت ودردم معهن وهن يندبن حظ الزمان , فالفيسبوك وسيلة تواصل حضارية لا تحتمل لؤم الأجلاف ونميمتهم وخبثهم , فلا تطنطن ايها الشرطي وافصح , فأول الثقافة الجراة والصراحة , وإذا إستطعت أن تقنع الذباب بأن الزهور أفضل من القمامة , حينها تستطيع أن تقنع الفاسدين والحاقدين بأن الوطن أغلى من المال والجاه , وحينها تستطيع ان تقنع الفاشلين بأنهم اخفقوا , وبأن الوطن والشعب اكبر من كل من يعتقد بأنه هو الوطن والوطن هو ,وأحسن القول من قال لا تسأل الطغاة لما طغوا , بل اسأل العبيد لما ركعوا.

نصارح المطنطنين بهذه القصة : طلب الخليفة عمر بن الخطاب من أهل حمص أن يكتبوا له أسماء الفقراء و المساكين بحمص ليعطيهم نصيبهم من بيت مال المسلمين , وعندما وردت الأسماء للخليفة , فوجيء بوجود اسم حاكم حمص (سعيد بن عامر) موجود بين أسماء الفقراء , وعندها تعجب الخليفة من أن يكون والياً لحمص و من فقرائها , فسأل أهل حمص عن سبب فقره , فأجابوه أنه ينفق جميع راتبه على الفقراء و المساكين , ويقول (ماذا أفعل وقد أصبحت مسؤولا عنهم أمام الله تعالى) , وعندما سألهم الخليفة هل تعيبون شيئاً عليه ؟ أجابوا : نعيب عليه ثلاثا : فهو لا يخرج إلينا إلا وقت الضحى , و لا نراه ليلا أبداً , ويحتجب علينا يوما في الاسبوع , وعندما سأل الخليفة سعيد عن هذه العيوب أجابه هذا حق يا أمير المؤمنين , أما الأسباب فـهي : أما أني لا أخرج إلا وقت الضحى ؟ لأني لا أخرج إلا بعد أن أفرغ من حاجة أهلي , وخدمتهم فأنا لا خادم لي و امرأتي مريضة , وأما احتجابي عنهم ليلا , لأني جعلت النهار لقضاء حوائجهم و الليل جعلته لعبادة ربي , وأما احتجابي يوما في الاسبوع , لأني أغسل فيه ثوبي , وأنتظره ليجف لأني لا أملك ثوبا غيره, فبكى عمر .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة همسة الثمانين .
- مقامة القلب المتبتل .
- مقامة الشيطنة .
- مقامة نهيض حرة و غراس شريف .
- مقامة التفاهة .
- مقامة العرّافة .
- مقامة السُّهَا .
- مقامة القلب الكسير .
- مقامة اللوكي .
- مقامة البازار .
- مقامة الشيطان يكمن في التفاصيل .
- مقامة الفن للفن ؟
- مقامة ما طار طير .
- مقامة الأستيلاد .
- مقامة البلاد البلاد .
- مقامة المربك و المرتبك .
- مقامة اطاعة المسؤول .
- مقامة حُراس التناحة .
- مقامة سُكرةعراقية .
- مقامة ترانيم المواويل


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الطنطنة و القول الصريح .