أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة اطاعة المسؤول .














المزيد.....

مقامة اطاعة المسؤول .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


مقامة أطاعة المسؤول :

عام 1977عندما تخرجت من جامعة بغداد , تم سوقي الى كلية الضباط الأحتياط لأداء الخدمة العسكرية , ولما أنتظروا وصول قسيمتي الحزبية لمدة أسبوعين , ولم يجدوا لها أثرا , تم احالتي الى مركز تدريب المحاويل للمدفعية , لأساق كجندي خريج , وليس كظابط احتياط كما كان مؤملا , وبعد التدريب نقلت الى احد بطريات المدفعية في بعقوبة بدرجة نائب عريف خريج , وتم ألأرتباط الحزبي معي قبل وصول قسيمتي , في خلية ضمت كثير من زملائي الخريجين الحزبيين والمستقلين , كان المسؤول عن الخلية ضابط شاب من بلدروز من أسرة فلاحية معروفة , وبدرجة ( رفيق , عضو عامل ) , ألا ان الطبيعة الريفية كانت غالبة عليه , فلم يكن يقبل أي مناقشة أو سماع رأي مخالف لما يقوله , وكانت طريقته في شرح الموضوع الثقافي أن يقرأ احد الحضور جزءا من موضوع الكتاب المعد للأنصار , ثم يطلب المسؤول من الرفيق الجالس جنبه أتمام القراءة , الى أن يمر الكتاب على الجميع , وكما كان معلمنا في الصف ألأول ألأبتدائي يعلمنا القراءة , دون شرح أو تعليق .

في أحد الأجتماعات كان الموضوع الثقافي عن الطبقية في المجتمع , كانت هناك عبارة تتحدث عن السلم ألأجتماعي ( بضم السين وتشديد اللام ) , ولكن الرفيق الذي قرأها قالها ( بكسر السين وتسكين اللام ) , ودون ان يصححها الرفيق المسؤول , مما حدا بي الى ان ارفع أصبعي , وأستأذن لأشرح بأنها بضم السين لأن الموضوع يتحدث عن طبقات المجتمع , وبالتالي لابد من درجات السلم بضم السين , اجاب المسؤول بأن القراءة صحيحة وبأني مخطيء , ألا اني ازددت اصرارا , وأسهبت في شرح رأيي , مما حدا به الى اسكاتي , مستهزئا من شرحي , واستمروا في القراءة .

في اليوم التالي صباحا كنت في ساحة التدريب الباكر , وبعد أنتهاء درس الرياضة والهرولة الذي استمر لمدة ساعة كاملة , عدت منهكا للأستراحة مع زملائي , الا اني وحال جلوسي سمعت الضابط يناديني بالأسم , مما جعلني أقوم متثاقلا لمعرفة مايريده مني , وبعد ان أديت التحية العسكرية , ابتسم في وجهي مستذكرا حديثي في ألأجتماع الحزبي , وسألني عما اذا كنت مصرا على رأيي , مما جعلني أؤكد له رأيي السابق بمزيد من الشرح عن الطبقية , وتشبيهها بعتبات السلم الواحدة فوق ألأخرى , فضحك وقال لي (( سأقنعك بأنه سلم بكسر السين وليس سلم بضمها , اطلب منك ان تهرول فورا حول ساحة التدريب بكامل عدتك )) , كانت الساحة اوسع من ملعب لكرة القدم , فدرتها وانا المتعب أصلا , ولما عدت له , سألني أذا كنت لاازال مصرا , ليعيد هرولتي مرة أخرى , مما جعلني أستسلم له وأعترف بصحة رأيه وبأنه السلم بالكسر وليس بالضم .

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة حُراس التناحة .
- مقامة سُكرةعراقية .
- مقامة ترانيم المواويل
- مقامة رفيق الحويجة .
- مقامة الأنبهار .
- مقامة السمراوتين .
- مقامة الدرويش .
- مقامة فرحة العيد ؟
- مقامة زئير المعري .
- مقامة كرسي العراق .
- مقامة العجمي و الأعجمي .
- مقامة جنود العسل .
- مقامة المرورة .
- مقامة الصلع .
- مقامة أحلام .
- مقامة الدبلوماسية .
- مقامة وقار العشق .
- مقامة الفطنة .
- مقامة النخالة .
- مقامة البروكرستيَّةُ .


المزيد.....




- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة اطاعة المسؤول .