أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الدرويش .














المزيد.....

مقامة الدرويش .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


مقامة الدرويش :

صديقي العزيز , لست وحدك المنفرد بالأحتفال , كلنا كذلك , وأن أختلفت الرؤى والأيديولجيات , جماعة الحالمون بالغد , والمحبطون بالواقع .

ترى هل هناك أملا بتحقيق ما لا يتحقق ؟

لقد سلكنا الطريق الذي تسلمناه من جيل عظيم سبقنا , فمالنا لا نجد من نسلمه الراية ؟

ها نحن ندخل في مطاردة جديدة مع الحلم العتيد , وكما يقول جبران خليل جبران : (( سكن الليل وفي ثوب السكون تختبىء الاحلام )) , قليلون الذين يستشعرون ألأحاسيس المرهفة , (ماأغلى مالايتحقق) , ولكن ماذا لو تحقق ؟ صحيح أنه يبدو سرابا ولكن دعه فربما يتجسد , فقط يحتاج نفسا أطول , وأنا واثق أننا سنصل رغم الخيبات , لذا دعنا لانوئد حلمنا , ولنمنحه شهقة الحياة ليولد طبيعيا .

كتب أنيس منصور وصفة لمن هم مثلنا , يقول : (خذ ملعقة من الذكريات الجميلة , وملعقتين من الاحلام السعيدة , وملعقة كبيرة من النسيان , واخلطها جميعا في كوب الابتسام , واشرب المحلول ثلاث مرات يومياً , ودع طاقة تفاصيل حلمك الأيجابية تنتشر في ألأرجاء , لتصل رسائل الآمال لمن ينتظرها بشغف ) , ولننادي كما فعل حشاش نجيب محفوظ في ثرثرته فوق النيل : (فيا أي شيء , أفعل شيئا , فقد طحننا اللاشيء) , أنظر أنه يتشبث بحلمه رغم الأستحالة , صحيح عندما تُقارن مآسي الحياة الواقعية بالحياة الخيالية , لن ترغبُ في عيش الواقع مرة أُخرى , سوف تتمنى لو أنك تستطيع أن تستغرق فى الاحلام للأبد كما يعترف الكسندر دوما , الا ان غزارة فكرة النضال الذي استغرقنا , والغوص عميقا فيه , يدعونا لمزيد من المطاولة , مستأنسين بعذوبة المفردات وبهاء الابجدية في ايديولجياتنا التائهة.

في داخل كل إنسانٍ منّا نحن العراقيون خصوصا , مجموعة من الأحلام الصادقة التي نسعى لتحقيقها في حياتنا, والتي تحتاج إلى عزيمةٍ وإصرارٍ لتخطي كل العوائق التي من الممكن أن تصادفنا, ونحن نثق ان الأحلام وقود يحركنا و يجعل نظرتنا للدنيا متفائلة , ويعطينا الثقة والقدرة على تحقيق ما نصبوا إليه, يعطينا دافعا لنعمل ونجد ونثابر حتى نجعل من هذه الأحلام حقيقة لا خيالا, أتعلم انه حتى الثعلب النائم يحصي الدجاج في أحلامه ؟ كما أنه لا ليل لدينا يكفينا لنحلم مرتين ؟ وانها فقط أمنياتنا هي رسل قدراتنا الكامنة, ترى هل في وسعنا أن نختار أحلامنا؟ لئلا نحلم بما لا يتحقق؟

عندما كنت صغيرا كان عندي الكثير من الأحلام , وهذا مادفعني لأقرأ كثيرا, وآمنت بعدها أن كل ألأحلام ستتحقق إذا كنا نمتلك الشجاعة لمطاردتها , أمنياتنا ستتحقق رغم قسوة الأوطان , وان وقتها لم يأت بعد , وغالبا ما تكون الأحلام في غاية العمق عندما تكون في غاية الجنون , هل قرأت لأحلام مستغانمي عندما تقول : (اجمل ما في امرأة شديدة الانوثة , هو نفحة من الذكورة ؟ ) , لذا فلنصمد مع الخشوع ولنتأمل عمق المعاني , فسيأتي الدرويش الذي أصبحنا محاسيبه , ليرانا أكثر بريقا عندما تنمقنا يديه , ولنردد معه أراجيز الوحي , ولنطوف معه في رقصة مولوية لنصلي لكل أفاق التجلي , وعندها سنرى أن الحلم الذي نطارده سيأتينا طائعا.

أرأيت ؟ لست وحدك , كل عام وأحزابنا بخير .

صباح الزهيري .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة فرحة العيد ؟
- مقامة زئير المعري .
- مقامة كرسي العراق .
- مقامة العجمي و الأعجمي .
- مقامة جنود العسل .
- مقامة المرورة .
- مقامة الصلع .
- مقامة أحلام .
- مقامة الدبلوماسية .
- مقامة وقار العشق .
- مقامة الفطنة .
- مقامة النخالة .
- مقامة البروكرستيَّةُ .
- مقامة يوم تهكسسوا .
- مقامة غبش الوطن .
- مقامة الفضفضة .
- مقامة الدونكيشوتية .
- مقامة الكلاوجي .
- مقامة الزلك .
- مقامة تهويمات سوريالية .


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الدرويش .