أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الكلاوجي .














المزيد.....

مقامة الكلاوجي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


كلمة الكلاوجي مشهورة جدا عند العراقيين وهي تعني المحتال , وصاحب الأخلاق السيئة والذميمة , وكلمة الكلاوجي تلفظ بالجيم الاعجمية, ظهرت هذه الكلمة أثناء الحرب العالمية الأولى , عندما قام الأتراك بتطويع شباب بغداد في البداية وباقي المحافظات بالقوة , حيث يذهبون بهم إلى معارك من البلاد العربيه إلى أوروبا وروسيا , حيث عرفت وقتها هذه الحملات (( بالسفر برلك )) معناها النفير العام . وباعتبار العراق تابعا للدولة العثمانية , ماعدا الجالية الإيرانية المقيمين ببغداد كانوا غير مشمولين بالنفير العام (( السفر برلك )) لان إيران أعلنت الحياد من الحرب , وكان الرجال الإيرانيون في بغداد يلبسون طاقية رأس وتسمى (( كلاو )) لذلك كان الجندرمة والضابطية ( الانضباط العثماني ) يميزونهم من غيرهم ولا يحاسبونهم للالتحاق بالنفير العام , مما دفع شباب بغداد من العرب بلبس الطاقية الاعجمية (( الكلاو )) في الشارع وعند ذهابهم للأسواق والمقاهي (( الجاي خانات)) للتخلص من الجندرمة والسوق إلى الحرب , وأصبحوا يعرفونهم اهل بغداد ويصيحون عليهم ((ها ....ها .... كلاو )) , ثم تطورت إلى (( ها كلاوجي )) , واخذت هذه التسمية بالانتشار ببغداد وباقي المحافظات كصفة للاحتيال والمحتالين .

أتفق العراقيون حول أصل كلمة (( الكلاوات )) في اللهجة العراقية , على أن أصلها (( القبعة )) , أو غطاء الرأس بالفارسية والكردية , ويقال إن من كانوا يعملون في السلك الرسمي أيام الدولة العثمانية بالسراي كانوا يلبسون القبعات التي صارت ترتبط بالرشى والنصب والاحتيال , فيقول العراقيون : (( دا يبيع براسنا كلاوات )) , أي أنه يحاول أن يغشنا ويستغفلنا, ولا يخلو (( الكلاوجي)) بالعراق اليوم من مدلول الظرف , ويحكى أن الرئيس العراقي السابق الكردي جلال الطالباني كان يرسل إلى الشاعر محمد مهدي الجواهري بأغطية رأس مكتوب عليها كردستان , وظل يعتمرها حتى وفاته , وبأن الجواهري قال يوماً : (( كم مرت علي كلاوات وما ثبت على راسي غير كلاوة جلال )) , وفيها توريه أو بحسب اللهجة العراقية ((حسجة )) , تقول شيء وتقصد بمعناه شيء آخر.

الكلاوات كلمة كوردية بمعنى ( ألعرقجين ) , أو غطاء ألرأس, ومن ألمثل ألقديم (كلاوت بۆ ئەدورن) بمعنى خيطولك كلاو على رأسك , وللمصريين مثل مشابه (لبسوك ألعمة أو ألعمامة ) , ولازال ألكورد يستعملون كلمة كلاو كتسمية لغطاء ألرأس حتى ألآن , كلاو هي كلمة فارسية و ليست عربية و تعني الطاقية التي توضع على الرأس , و يستخدمها العراقيين تعبيرا عن الكلام المخادع , وهناك رأي آخر يقول انها اتت من كلمة clown الانجليزية , والتي تعني مهرج لكن هذا الرأي ضعيف , وعادة نقول كلاوجي للشخص المخادع الكذاب .

إن سئلت عن الكلاوات فإن واحدها كلاو, وعاملها هو الكلاوجي , بتعجيم الجيم , ومؤنثها كلاوجية , لاتجدها الا في معجم اللهجة الرافدينية الحلوة , السائحة فوق ألسنة الناس , العامة منهم , والنخب , أما معنى الكلاو فهو خلطة موزونة من خديعة ومكر وكذب , وهو على صنفين الأبيض منه والأسود , وقد كتب أحدهم (( شفتُ وقرأت وسمعت عن سلال مكتظة بالكلاوات , جاء بها فنانون وأدباء وعاملون كادّون في حقل الفنون الجميلة , كثرة كاثرة منهم , كنت أدركتهم ومالحتهم , وشلتُ كؤوس العافية , رانّة بعافيتهم , وأنصتُّ اليهم , حتى صار بمستطاع خشمي , أن يشمّ رائحة الكلاو , حتى لو كان منسوجاً خلف سور الصين العظيم )) .

وفي استخدامات هذه الكلمة في مجال النقد الساخر قرأت : ((هذا الشاعر النطّاع , هو من عتاة الكلاوجية , وعندك كومة مكومة , وكثرة كاثرة , من كتّاب وفنانين , كان نصف نتاجهم , مردوحاً بباب الرئيس صدام حسين , وبعد أن دارت الدوائر ودالت , والريح مالت , شالوا المايكروفونات بقوة , وراحوا يتمنطقون عن دكتاتورية أيام فائتة , حتى انترست جيوبهم بالدنانير, ونامت في بطونهم , أثمن الحيوانات , فصمّوا الأذن , وأغلقوا الفم , وسدوا العين , عن مرأى بلاد مريضة كسيحة , كسر ظهرها الغزاة , هذا الصنف من المبدعين هو بحق ,من أخطر صنوف الكلاوجية )) .

وهناك نص منشور يقول ((عندي ثلاثة أصدقاء, كانوا يكدّون في باب النقد الأدبي , وعندما بارت بضاعتهم , هجوا ونفروا صوب باب دسمة مدسمة , فصار عنوان واحدهم هو محلل سياسي يقول قوله بلغة لا تفهم باطلها من حقها , فيرضى عنه السلطان , فيشمر بعبّه , صرة ذهب , أما أنت , فتنهض متثاقلاً مدحوراً مكفهراً تالفاً صوب فراشك , وقبل أن ينشقّ حلقك من قوة التثاؤب وفرط الهزيمة , ترمي صحبك بصاروخ من فئة : (( موت الكرفك يا بيعار يا قشمر)) , هؤلاء كلاوجية , زادتهم الشاشات دربة وخبرة وقلة أدب , حفظ الله بلادي وشعبي , من كل كلاو مبين )) .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الزلك .
- مقامة تهويمات سوريالية .
- مقامة المجرشة .
- مقامة الذين يشبهوننا .
- مقامة قهر العهود .
- مقامة زمام ألأزمة .
- مقامة شعر الديجيتال .
- مقامة العقم والحبل .
- مقامة العقم و الحبل .
- مقامة لتبق َهامْتُكَ سامقة .
- مقامة البقاء للأفسد .
- مقامة الشارب والشنب .
- مقامة مشكورة .
- مقامة التعود .
- مقامة الفاتحة .
- مقامة الترجمة .
- مقامة عجوز الشتاء .
- مقامة الذوق السائد .
- مقامة التأني .
- مقامة الدهشة .


المزيد.....




- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه
- في فيلم -عبر الجدران-.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
- وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما
- لجنة الشهداء ترفض قائمة السفراء: أسماء بعثية ومحسوبية تهدد ن ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الكلاوجي .