أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة مشكورة .














المزيد.....

مقامة مشكورة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


مقامة مشكورة :

محبط شيخنا المندلاوي في نشره هذا الصباح , فقد كتب رسالة تبدو كالشفرة , لايفهمها الا من ارسلت اليه , تقول : (( رسالة الى من كان في سويداء القلب بعد ان ..... مشكورة تردين الصدك ماكصريتي )) , كلنا نتذكر اغنية الفنان الراحل فؤاد سالم ((مشكوره)) , لكن قد لا يعلم قسم منا ان خلف هذه الاغنية قصة حزينة تاثر بيها كثيرا الفنان الراحل , لأنها تحكي قصة طلب زوجته (مي جمال) الطلاق بعد ان رفضت اللحاق به الى الكويت , والمندلاوي الجميل لا يعاتب هكذا , ألا اذا آلمه مايوجب .

كيف لنا ان نحل هذا اللغز كي نعرف التي يشكرها شيخنا الجليل ؟ فحين تعتكف مدالج العتمة , على ناصية ألوان اللغز , تسجد الروح مستنطقة هاتفةً , فمَن هشم مدارج العشق غير عابئ بكينونة الطين , ولِمَ النار باتت باردة كالغياب ؟ وماذا عن الظلام الذي يسكن الرؤوسً حين يمحقها الحزن ؟ وتنحني الروح لتلثم أيامها المشوبة بنتفة فرح كانت في أحلامها , ليصيبها ببعض ارتباك , فهناك مواجيد تخبو في قلوب عاشقة , لا تأبه لعساكر الخريف , لتسطع الظنون فتختصرها الملامة , كلها بلون البرد المعاتب , بلا عناق كبير, فقط المناديل تعانق الأهداب.

كتب رجب الشيخ الأديب : (( قالت : انت ايها المجبول عشقاً من هامتك لاخمص قدميك .. تلابيب بوحكَ المغطى بمعاطف الحزن والاسى , من اين لك تلك الرؤى المغلفة بوجد العشق , وقد تجاوزت عني بقلب لايعرف الا الهذيان ما بعد حلم يتحقق , تنوء في مجرات الخيال أو اكثر من عاشق جاء متأخرا , من انت ؟ ماهو سرك أيها المغموس في كاسات خمر , أو في قلب وردة ؟)) .

ما أصغر ذائقتنا وما أوسع دائرة الأحلام التي تحلق بنا , قرأت نصا لسلمى حداد تقول فيه : (( كم عاشق شاخ بمسجد تسري به نار الجوى لمرقد حرمت عليه ترياقي وكوثري , لو ردد بصلاته اسمي على مسمعي كل السجود وان طال لن ينال مني مرجعِ , قد حجبت عنك مفاتني فانا لن اكون لغيره الا تعِ ؟ عيناه اطهر قبلتين , ففي شرع الهوى بسواه لن التقي , قد صمت عن دين الغرام بابي فتحت جلدي اضحى نبي )) .

للحب تاريخ أنتهاء كما للعمر , وكما للمعلبات والأدوية , ألا انه حين قالت له غاضبة : ﺳﺄﻗﺘﻠﻚ ﺇﻥ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﺜﻰ ﻏﻴﺮﻱ , قال : الميت لا يموت الا مرّة وأحدة , فكيف تقتلين من مات فيكي عشقاً ؟ وعندما كتبت مي زيادة للعقاد : لماذا تكتب لي أنتي وليس أنتِ ؟ فأجابها العقاد : يعزُ عليّ كسرك حتى في اللغة , في الأيام الوردية , رأى عشقا اقتحم كيانه , تمنى التقرب , والخسارة جحيم إذا طرق باب العشق القلب, فتدخله مغالطة ألنفس بمعترك الحياة ومتاهتها .

كل الذين رحلوا كانت عندهم أقوال مؤجلة , تلك الاشياء التي تبقى في الصدور, ذلك التأوّه الذي يتصادى تحت اللحود , هو ضمير الانسان الخائف , هو القسوة التي حذفت من معجم الحقيقة آلاف المفردات التي كانت ستكتب نشيد البراءة , (( مَاأجْملَ عمْراً يتوّجُ نهايتَهُ مهْمَا قصرَتْ حبٌّ جميلٌ...أيّهَا الْعمْرُ اْلفاتنُ , كمْ يطيرُ فِي قلْبِكَ الْحمامُ ولَايحطُّ فِي قلْبِي سوَى الرّيشِ... بيْنَ الْحلُمِ والْواقعِ مسافةُ الْألْفِ ميْلٍ فهلْ سأكونُ خطْوتَكَ الْأولَى أمِ الْأخيرةَ
فِي حسابِ الْإِيمَايْلَاتِ... ؟)) .

من اروع رسائل العتب ماكتبه مزمل أزادي إلى حبيبتِهِ :(( لا شيء مهم ,غيرَ أن الطّريق التّرابي الّذي كنتُ أقطعهُ مشيّاً للوصول لبيتكم , تمّ رصفهُ وإضاءته, لا يحتاجُ خطيبَك الجديد أن يقطعَ الوحلَ كما كنتُ أفعل)) , ليأتي الشاعر الشعبي العراقي ويترجمها إلى : (( خذاها الما سهر بالرِكن تالي الليل , اخذها الما كشط خده بتراجيها (( , يقول جلال الدين الرومي : (( يمكن لي أن أبتعدَ عن كل أحد إلّا ذاك الذي بقلبِه يحتويني)) .

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة التعود .
- مقامة الفاتحة .
- مقامة الترجمة .
- مقامة عجوز الشتاء .
- مقامة الذوق السائد .
- مقامة التأني .
- مقامة الدهشة .
- مقامة نصيب الأرض .
- مقامة أفعى الكعبة .
- مقامة نهر عطشان .
- مقامة همسة .
- مقامة العجوز .
- مقامة الخنفشاري .
- مقامة مقاولي التفليش .
- مقامة فتوى الشمندفر .
- مقامة الأنتعاش .
- مقامة الشطار .
- مقامة مامش البنفسج .
- مقامة صرعى زياد .
- مقامة الجَلْجَلة .


المزيد.....




- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...
- رابط رسمي نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول عقب ظهورها ...
- من الركام إلى الولادة.. إعادة تعريف التمثيل الوطني الفلسطيني ...
- من الجرح نصنع الحياة.. كيف تشفي الكتابة الإبداعية والمسرح أر ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة مشكورة .