أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العجمي و الأعجمي .














المزيد.....

مقامة العجمي و الأعجمي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


مقامة العجمي وألأعجمي :

ذكر الشيخ البحراني في بهجة الخاطر ونزهة الناظر/182 : (( الفرق بين العجمي والاعجمي (( العجمي هو المنسوب الى العجم وان كان فصيحا , والاعجمي هو الذي لا يفصح وإن كان عربيا , الا ترى أن سيبويه كان عجميا , وكان لسانه لسان اللغة )) , وقال ابن قتيبة في كتب العجم أن بعض ملوك فارس قال : صونوا أسراركم فإنه لا سرّ لكم إلا في ثلاثة مواضع : مكيدة تحاول , أو منزلة تزاول , أو سريرة مدخولة تكتم , ولا حاجة بأحد منكم في ظهور شيء منها عنه ظنّ ) (,عيون الأخبار1/99 , وقال الشاعر: (( تنزو بها العجم في دكن مسعفة … نزو الجنادب في أعناقها الصوف )) ,وقال ابن عبد ربه :(( كانت العرب تسمي العجميّ إذا أسلم : المسلماني , ومنه يقال: مسالمة السواد , والهجين عندهم , الذي أبوه عربي وأمه أعجمية , والمذرّع : الذي أمه عربية وأبوه أعجمي وقال الفرزدق : (( إذا باهليّ أنجبت حنظليّة .... له ولدا منها , فذاك المذرّع )) , وفي العقد الفريد 7/141)) العجمي : النصراني ونحوه وإن كان فصيحا , والأعجمي : الأخرس اللسان وإن كان مسلما , ومنه قيل: زياد الأعجم , وكان في لسانه لكنة, والفرس تسمى الهجين: دوشن , والعبد: واش ونجاش , ومن تزوّج أمة: نفاش , وهو الذي يكون العهد دونه , وسمي أيضا: بوركان )) .

يقول ابن خلدون في مقدمته : (( من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم , وليس في العرب حملة علم , لا في العلوم الشرعية , ولا في العلوم العقلية إلا في القليل النادر, وإن كان منهم العربي في نسبه , فهو أعجمي في لغته ومرباه ومشيخته , مع أن الملة عربية , وصاحب شريعتها عربي , أي رسولنا الكريم محمد بن عبد الله , وإن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب , والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم , فصار لهم خلقاً وجبلة , وكان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم )) .

تأخر العرب قبل الإسلام كثيراً في اكتشاف الحضارة والثقافة والفنون إلا القليل منهم , لذلك وقتها لم يعرفوا الملك الذي تتولد منه السلطة والدولة بمفهومها البسيط , والتي تمثل حفظاً للحقوق ونظاماً اجتماعيا يحتكم فيه العامة إلى العرف والقانون القبلي , مع توفير الرعاية الكاملة والحماية لتلك الرعية , فعندما بعث الرسول , كان العرب على أصلهم من البداوة والقفار يتناحرون في ما بينهم , وفي الجانب الأخر كان للفرس والروم نظام ملكي ساد العالم وقتها , وعلى رأس كل أمبرطورية ملك مُطاع , وكان للحبشة أيضاً نظام ملكي متقدم حجز مكانه في بلاد الأحباش والسود.

غالبا ما يستخدم العراقيون كلمة العجم لوصف الفرس , إستنادا الى ما ذكر عن النبي بعد انتصار العرب في معركة ذي قار: (( هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم )) , قال تعالى في سورة النحل ((لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ)) , وقد روى عبد الله بن عباس عن النبي أنه قال : (( أحبوا العرب فإني عربي , والقرآن عربي , وكلام أهل الجنة عربي )) , وقال أيضا : (( من أحب العرب فيحبني أحبهم , ومن أبغضهم فيبغضني أبغضهم )) , وروى جابر بن عبد الله عن النبي أنه (( إذا زالت العرب زال الإسلام )) , وروى أنس بن مالك أن النبي قال : (( العرب نور الله في الأرض , فإذا ذهبت العرب أظلمت الأرض , وذهب ذلك النور)) .

العربية نوعان , عربية العرق والنسب , وعربية اللسان والثقافة , فعرب العرق والنسب هم من ثبت نسبهم إلى قبيلة من القبائل العربية القحطانية العاربة , أو العدنانية المستعربة , الذين يرجع نسبهم إلى إسماعيل , أما عرب اللسان والثقافة , فهم سائر سكان البلاد العربية , وهي بلاد الجزيرة العربية , والبلدان التي فتحها المسلمون , فاستقرت فيها العربية لسانًا وثقافة , ولم تخرج منها إلى يومنا هذا , لكنهم ليس لهم نسب محفوظ إلى واحدة من القبائل العربية السابق ذكرها , وهؤلاء ليسوا أعاجم اللسان والثقافة , فهؤلاء لغتهم الأصلية التي نشأوا عليها هي العربية , والعربية هي ثقافتهم التي نشأوا عليها , لكنهم لا يحفظون نسبهم لواحدة من هذه القبائل , فمنهم من قد يكون له نسب لهذه القبائل لكن لا سبيل للعلم به , ومنهم من ينحدر من نسل الأمم التي كانت تسكن مصر والشام والعراق ونحوها قبل أن يفتح الإسلام هذه البلاد.

ذكر التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة 1 /70 : (( الأمم عند العلماء أربع : الروم , والعرب , وفارس , والهند , وثلاث من هؤلاء عجم , وصعب أن يقال : العرب وحدها أفضل من هؤلاء الثلاثة , مع جوامع ما لها , وتفاريق ما عندها )) , وقال ايضا (( كتب سعد بن أبي وقّاص إلى رستم صاحب الأعاجم : إسلامكم أحبّ إلينا من غنائمكم , وقتالكم أحبّ إلينا من صلحكم , فبعث إليه رستم : أنتم كالذّباب إذ نظر إلى العسل )) , وكتب العتّابي إلى المأمون : (( إن للعرب البديهة , وللعجم الرّويّة , فخذ من العرب آدابها ومباني كلامها , وخذ من العجم مكايدها ونتائج فكرها , تجتمع لك فصاحة العرب ورجاحة العجم )) , البصائر والذخائر7/78.

مِهيار الديلَمي , شاعر من أصل فارسي , متعصب لفارسيته , يتكلم العربية كأهلها , ويقرض الشعر كأبلغ شعرائها , ورغم اعتناقه الإسلام بعد هجرة أبيه به وبعائلته إلى بغداد , واتخاذها وطنا لهم , إلا أنه كشاعر طالما استعان بلغته العربية ودينه الجديد للإشادة بقومه الفرس , وفخره بهم , وزهوه بالانتماء إليهم , يقول :(( قَوْمِيَ استولَوْا على الدهرِ فَتىً ومَشَوْا فوق رؤوسِ الحِقَبِ , عمَّموا بالشمسِ هاماتِهُمُ وبَنوْا أبياتَهم بالشهُبِ , وأَبى كِسرَى على إيوانهِ أين في الناس أبٌ مثلُ ابي , سَوْرةُ الملكِ القُدامَى وعَلَى شَرَفِ الإسلامِ لي والأدبِ , قد قَبستُ المجدَ من خيرِ أبٍ وقبَستُ الدينَ من خيرِ نبي , وضَممتُ الفخرَ من أطرافِهِ سؤددَ الفرسِ ودينَ العرب )) .

صباح الزهيري .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة جنود العسل .
- مقامة المرورة .
- مقامة الصلع .
- مقامة أحلام .
- مقامة الدبلوماسية .
- مقامة وقار العشق .
- مقامة الفطنة .
- مقامة النخالة .
- مقامة البروكرستيَّةُ .
- مقامة يوم تهكسسوا .
- مقامة غبش الوطن .
- مقامة الفضفضة .
- مقامة الدونكيشوتية .
- مقامة الكلاوجي .
- مقامة الزلك .
- مقامة تهويمات سوريالية .
- مقامة المجرشة .
- مقامة الذين يشبهوننا .
- مقامة قهر العهود .
- مقامة زمام ألأزمة .


المزيد.....




- الغاوون: قصيدة عامبة مصرية بعنوان(اهات وتنهيده)الشاعر ايمن ب ...
- الغاوون:قصيدة عامية مصرية بعنوان( أمى)الشاعر أيمن بطيخ.مصر.
- مصر.. السيسي يتصل بفنان شهير للاطمئنان عن صحته بعد إشاعة وفا ...
- بزشكيان: نسعى لتعزيز العلاقات مع الجيران على أساس القواسم ال ...
- بيت المدى يؤبن الكاتب الساخر والمسرحي علاء حسن
- في ذكرى رولفو: رحلة الإنسان من الحلم إلى العدم
- اضبط الريسيفر.. تردد روتانا سينما الجديد 2025 هيعرضلك أفلام ...
- مصر تستعيد 21 قطعة أثرية من أستراليا (صور)
- إدريس سالم في -مراصدُ الروح-: غوص في مياه ذات متوجسة
- نشرها على منصة -X-.. مغن أمريكي شهير يحصد ملايين المشاهدات ل ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العجمي و الأعجمي .