أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة حُراس التناحة .














المزيد.....

مقامة حُراس التناحة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


قال الكاتب والمفكر العربي يوسف زيدان إن ما دفعه للاعتذار عن المشاركة في معرض أربيل الدولي للكتاب , هو ما وصفه بـ(حملة عاصفة) شنّها ناشطون من بقايا جماعة الإخوان المسلمين , ومن وصفهم بـ(حراس التناحة وسماسرة الأوهام) , على خلفية موقفه من صلاح الدين الأيوبي , وأوضح زيدان أن الحملة جاءت احتجاجًا على (هجومه) ضد صلاح الدين , الذي اعتبره (رمزًا موهومًا) , مشيرًا إلى أنه (ليس كرديًا ولا يمثل رمزًا حقيقيًا إلا عند من يتاجرون بقضية تحرير القدس) على حد تعبيره , وأضاف زيدان في بيان نشره عبر صفحته الرسمية , أنه كان قد وعد بالمشاركة في فعاليات المعرض بمدينة أربيل (هولير) , وتقديم محاضرة بعنوان ((إعادة النظر في التاريخ , الأهمية والمخاطر)) , لكنه فضّل الانسحاب بعدما تبيّن له أن حضوره سيتطلب ترتيبات أمنية استثنائية , لا تتناسب مع طبيعة النشاط الثقافي وأجواء معارض الكتب , بحسب وصفه.

كان د.يوسف زيدان قد غردعلى صفحته في منصة أكس : (( حُراس التناحة يعربدون في العاصمة والأقاليم , فانتبهوا , لأن عقولكم أمست في خطر)) , وأكد أن ((تكوين)) تهدف إلى استكمال مسيرة الاستنارة من خلال نشر التفكير العقلاني وبناء ‏العقول ضد من وصفهم ((حراس التناحة)) , قائلا: (( في مجموعة كدا بسميها حراس التناحة , اللي ‏هما عايزينا كدا )) , ودعا إلى ضرورة الاهتمام ببناء الفكر المصري بعد إنجاز البنية التحتية , قائلا إن مصر تحاول ‏الآن الوقوف بعد النهوض بالبنية التحتية , لكن يتبقى الجزء الفكري , متابعا : (( المسيرة المصرية ‏انتقدت مرارا , بسبب الاهتمام بالحجر وليس البشر)) , ‏وفي تعليق لطارق العطروزي عن موضوع خطورة ألأختلاف المريع بين بلاد العرب المسلمين حول موعد عيد الفطر كتب : ((حراس التناحة و عشاق العباطة و سماسرة الخرافة )) .

تسائلت عن معنى كلمة (( التناحة )) ؟ , فوجدت انها باللهجة المصرية تعني بلادة الشعور أي عدم الاهتمام , والانفعال الزائد تجاه كل ما يحدث ويحصل للمرء من أحداث , وعدم التفاعل معها أو التأثر بها , وتركها تمر بهدوء بارد وبلا أدنى مبالاة بها , كأنها تحدث في عالم آخر لا يخص صاحبه , وربما بتنا الآن جميعنا في حاجة إلى التلبس بها والعيش بها كطوق للنجاة من واقع الأحداث الأليمة التي تحاصر مركبنا العربي الذي يوشك أن يغرق ما لم تمتد إليه يد اللطف والرحمة لتنقذه من مصير غامض قاتم .

كلنا نعرف الدكتور يوسف زيدان وأهميته في المشهد الثقافي العربي المعاصر , وهو يستخدم هذا المصطلح الذي يحمل دلالات عميقة , في نقده للتعصب الفكري والجمود العقلي , حيث أنه من المصطلحات اللافتة التي يستخدمها في نقده , اذ ان التناحة لغةً واصطلاحًا تعني الصلابة , العناد , التمسك بالرأي بشدة , ويستخدمها يوسف زيدان اصطلاحًا للإشارة إلى الجمود الفكري والتعصب , و((حراس التناحة )) في رأيه , يمكن أن يكونوا أفرادًا أو جماعات أو مؤسسات , ومن صفاتهم , التمسك المطلق بالرأي الواحد , رفض الحوار والنقد , تقديس الماضي بشكل أعمى , الخوف من التغيير والتجديد , وإطلاق الأحكام القطعية , اما مجالات تواجدهم , فيمكن أن يكونوا في المجال الديني , السياسي , الاجتماعي , الأكاديمي , وحتى الثقافي يمارسون ((حراستهم )) للتناحة , مثل التخويف , التشويه , التكفير, الإقصاء , نشر الأفكار المتحجرة , ومن ابرز الأدوات التي يستخدمونها , الخطاب التحريضي , واستغلال النصوص بطريقة سطحية , وترويج الشائعات .

قال د. يوسف زيدان في حواره مع خالد أبوبكر: (( مجتمعنا كان فيه دايمًا عنصر رديء بيشده لتحت ((حراس التناحة )) وواجهناه ببناء العقول )) ,و من الهموم الحادثات الأحدث في بلادنا , أن المجتمعات في العالم تتقدم و تتنور و تأخذ بأسباب الحياة المدنية , لتتطور نحو الأفضل , نحن , ها هنا نتألق في محاربة التفكير و التنوير و الفهم و إحياء العقل و طمس أي فكر محدث , وصولاً , بإيصال الأمر حد إلقتل , أشواك حتى لا نتقدم و ديناميت من أجل القضاء المبرم ,فماذا بعد ؟ أما آن الأوان ليرتدعوا , و لا شيء يكسرنا , مولانا الحبيب , حفظك المولى و حفظ كل العلماء الاجلاء من كل سوء والأشواك تحت الأقدام لا تثني القلة عن السير, مؤمنين بأن درب الفهم من الصعاب , لا يخلو للأسف الجهل والتخلف والتفكير الديني ليس علي قواعد ثابته والجدل والهري وحراس التناحه اصواتهم علي المنابر باسم الدين , والدين برئ منهم (( هو ده الي يمنع التفكير العقلاني ببلدنا تحياتي وتقديري لحضرتك يامولانا)) .

هذا معنى ((التناحة)) , وهناك حبوب التناحة , والمقصود بها المهدئات , فحبوب التناحة تعني الحبوب الخاصة بتهدئة النفس وانفعالاتها , وهو ما نصحتني به صديقتي المصرية التي باتت من متعاطيها بسبب الأحداث التي تمر بها مصر والأمة العربية , لكني وجدت طريقة أو توصلت إليها بالتدريج وبقيادة وإرشاد الحس الذاتي الذي قادني وأوصلني إلى مرحلة جديدة عليّ بدأت أكتشفها وأعيشها الآن , وربما تكون بفضل النضج العمري الذي له الدور الكبير في تخليصنا من أمور كثيرة تعوق الحياة وتربطها بمفاهيم وأفكار ومعتقدات وأعراف وعلاقات تقيد حياتنا وتشدها في تروس الخوف من الخطأ , ومن الصور المشوهة التي تنطبع لدى الآخر عنا وأحكامه التي تعرقل مسيرة حياتنا .

قال أبو العتاهية : (( و إذا إنقضى هم إمرىء فقد إنقضى ..إن الهموم أشدهن الأحدث)) .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة سُكرةعراقية .
- مقامة ترانيم المواويل
- مقامة رفيق الحويجة .
- مقامة الأنبهار .
- مقامة السمراوتين .
- مقامة الدرويش .
- مقامة فرحة العيد ؟
- مقامة زئير المعري .
- مقامة كرسي العراق .
- مقامة العجمي و الأعجمي .
- مقامة جنود العسل .
- مقامة المرورة .
- مقامة الصلع .
- مقامة أحلام .
- مقامة الدبلوماسية .
- مقامة وقار العشق .
- مقامة الفطنة .
- مقامة النخالة .
- مقامة البروكرستيَّةُ .
- مقامة يوم تهكسسوا .


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة حُراس التناحة .