أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رماز هاني كوسه - الكلمة بين افلوطين و انجيل يوحنا و القرآن














المزيد.....

الكلمة بين افلوطين و انجيل يوحنا و القرآن


رماز هاني كوسه

الحوار المتمدن-العدد: 8300 - 2025 / 4 / 2 - 15:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ولد الفيلسوف افلوطين في مدينة لوكا بصعيد مصر عام 205 م و توفي ب في روما عام 270م و كان ميالا للروحانيات منذ الصغر . توجه للإسكندرية و هناك تتلمذ على يد أمونيوس ساكاس و لاحقا سافر إلى روما حيث توفي هناك و معلوماتنا عن أفلوطين تأتي من تلمذه فرفوريوس الذي دونها في كتابه التاسوعات . وقد تركت أفكار أفلوطين الفلسفية التي وصلتنا عبر كتابه الميتافيزيقا اثرا مهما بالثقافة البشرية. أعمل بهذا المقال على المقارنة بين ما طرحه أفلوطين فلسفيا و بين ما ورد مسيحيا و إسلاميا من أفكار .
تتلخص فلسفة أفلوطين الدينية باعتباره الإله هو أساس الوجود و يطلق عليه اسم كلي الخير و هو لا يصفه بأية صفة مادية نعرفها نحن البشر و يعتبره فوق الوصف المادي ( يشبه ذلك فلسفة فيلون السكندري المتوفي 50 م الذي يعتبر الصفة الوحيدة للإله هي الوجود ) و عن الكلي الخير ينبثق ال (logos) اللوغوس و هي لفظة يونانية تعني حرفيا الكلمة أما فلسفيا فهي تشير للعقل . و اللوغوس يمثل الجزء المادي المنبثق عن الألوهة و من اللوغوس تنبثق النفس و تمثل الجزء اللامادي أو الروحاني في عالمنا .. ببساطة هناك الكلي الخير الذي ينبثق عنه (العقل)الكلمة و منه تأتي النفس . نأتي لفيلون السكندري المتوفي 50 م و فلسفته التي تعتبر الإله لامتناهي و لا نستطيع إدراكه بمقاييسنا المادية المحدودة و يعتبر فيلون الكلمة (logos العقل ) هي الوسيط ما بين الإله غير المادي و العالم المادي و تقوم بأفعال الإله في العالم . هنا افلوطين و فيلون يعتبرون الكلمة هي الوسيط بين عالم الألوهة و بين عالمنا المادي . و يزيد أفلوطين باعتماده لفكرة التثليث في فلسفته و التي ترتكز الى ثلاث مرتكزات هي :الكلي الخير ، لوغوس ( الكلمة العقل ) ، النفس .
ننتقل إلى مقدمة إنجيل يوحنا و التي تقول (في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله )......هذه افتتاحية إنجيل يوحنا و الملفت للنظر فيها ورود لفظة الكلمة بصيغة المذكر و ليس المؤنث و هي مقدمة فلسفية بامتياز استعمل يوحنا فيها لفظة الكلمة في وصف الإله سواء لفظيا أو فعليا بشكل مشابه لمفهوم فيلون السكندري و أفلوطين لدرجة أنه اعتبر الكلمة مذكر رغم انها لغويا مؤنث و السبب يعود لدلالتها على الألوهة و التي هي مذكر لا يجوز تأنيثها . فالكلمة هنا هي الوسيط المادي بين الإله و العالم المادي و الكلمة هنا تشير للسيد المسيح و دلالة ذلك اعتبارها مذكرا في النص . فالمسيح هو الوسيط بين العالم الروحاني و عالمنا المادي مثلما كانت الكلمة أو العقل هي الوسيط مابين الكلي الخير و العالم المادي . من هنا يظهر لدينا التماثل بين عقيدة التثليث التي اعتمدت في مجمع نيقيا (325م) و فكر افلوطين واضحا..... الكلي الخير هو الاب .... logos الكلمة هو الابن .... النفس هي الروح القدس . مقدمة إنجيل يوحنا تعلي من شان الكلمة و العقل كثيرا و تعتبرها نتاجا مباشرا عن الألوهة بشكل صريح ( كان الكلمة الله) .
ننتقل إلى القرآن و لنقرأ أول آية نزلت على الرسول محمد و هو في غار حراء ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم ) . القرآن هنا استخدم لفظتين ( اقرا و القلم ) في خطابه للرسول رغم أن الرسول كان أميا لا يقرأ و لا يكتب كما تنقل السير . كان بإمكان الخطاب القرآني أن يستخدم مفردات أخرى مثل ( تحدث باسم ...) و لكنه فضل استعمال لفظة اقرأ التي ترتبط بالكتابة و أكد عليها باستعمال لفظة القلم المرتبطة بالكتابة أيضا و كلتا اللفظتين تدلان بشكل مباشر على الكلمة ( الانسان يقرا الكلمات .... و القلم يكتب الكلمات ) . و من ناحية أخرى الكلمة هي النتاج المادي للعقل حيث تصدر عنه و تؤكد وجوده عبر وسيط غير مادي و هو الفكرة . لأشرح الموضوع بشكل أبسط . العقل البشري من دون أفكار هو دماغ أي أنه عضو آخر يقوم بعمله بطريقة روتينية . عندما يبدأ الدماغ البشري بتوليد أفكار هنا يصح أن نقول عنه عقلا . تبقى الأفكار جزءا لا ماديا لا نستطيع التعرف عليه إلا عبر وسيط هو الكلمة التي تحول الفكرة اللامادية الناتجة عن العقل الى جزء محسوس و مادي ممكن فهمه من الجميع . و هنا دور الكلمة الرئيسي كوسيط مشابه لما هو الحال لدى كل من أفلوطين و افتتاحية يوحنا ( ثلاثية العقل الفكرة الكلمة ) . تحليل أول آية قرآنية نزلت على النبي يشير لانها تحمل بعدا فلسفيا مهما بمخاطبتها للانسان لا يقل أهمية عما يطرحه إنجيل يوحنا من حيث مخاطبتها للعقل البشري و اعلاء شأنه و هو ما يفسر توجه تيارات إسلامية كالمعتزلة لتقديم العقل و إعلاء شأنه .



#رماز_هاني_كوسه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادراك العالم عند افلاطون
- الخصاء كعادة بشرية
- ما بين رفع الخبز و سكب الماء
- الصمد .... من اوغاريت الى مكة
- القوزللي .... اصول لغوية و دلالات ميثولوجية
- ٦٣٢ م ... ام ٦٣٤م
- الافعى و قبلة الحياة
- يسوع ...... حقيقة تاريخية أم شخصية وهمية
- حيلة كانط .... أخلاق الفطرة
- عقوبات سادية
- السير الإسلامية .... هل يجوز نقدها أم هي حقائق مطلقة
- كوثر ... كوشر بين العربية و السريانية
- أكانت تفاحة آدم ..... أم تفاحة أفروديت
- الدولة الأموية مابين الإسلام و النصرانية
- البشارة
- التشابه بين المرويات الدينية في الابراهيميات
- هل الشيطان خالق العالم
- طقوس الموت و الدفن و تطورها
- بعل و نظراؤه في الثقافات العالمية
- الحمير الناطقة في التراث الديني


المزيد.....




- الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا تقتربان من حسم صفقة الم ...
- خبيرة روسية: الليمون ليس الأغنى بفيتامين -سي- وهناك بدائل مت ...
- -CNN-: إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا
- ترامب يعلق على إبرام صفقة المعادن مع أوكرانيا
- ترامب: الطفل الأمريكي قد يحصل على دميتين بدلا من 30 لكن الصي ...
- الحكومة الموريتانية تنفي صلتها بزيارة مستشار قائد -الدعم الس ...
- الكويت تفرج عن 10 محتجزين أمريكيين إضافيين
- الخارجية الروسية: لا يحق لسويسرا مصادرة أصول المركزي الروسي ...
- القهوة -تقدم- فائدة صحية مدهشة للمسنين
- الأمن الروسي يداهم ناديا ليليا في موسكو بشبهة الترويج للمثلي ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رماز هاني كوسه - الكلمة بين افلوطين و انجيل يوحنا و القرآن