أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟














المزيد.....

هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضمّ تسارع الأحداث في سوريا واحتدام النقاشات بين الأطياف السياسية والفكرية، تصاعدت حدة الغضب الشعبي إثر تصريحات رئيسة "مكتب شؤون المرأة" في حكومة تصريف الأعمال، عائشة الدبس، خلال مقابلة أجرتها مع شبكة "TRT" التركية. التصريحات، التي جاءت محمّلة بإشارات واضحة تُرسّخ الفكر الأحادي وتقصي الآراء المختلفة، لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل أشعلت جدلاً واسعاً في الشارع السوري، الذي رأى فيها نموذجاً صارخاً لاستمرار سياسة الإقصاء وتعميق الشرخ المجتمعي.

تصريح 1: "لا يوجد لدينا الآن نموذج جاهز للمرأة السورية، إنما ننتظر الجلوس مع الجميع والحوار، والشريعة الإسلامية هي المرتكز الأساسي لأي نموذج".
من المثير للسخرية أن تُطرح فكرة "الحوار" في الجملة نفسها التي تُفرض فيها مرجعية أحادية لا تقبل النقاش. فكيف يمكن أن يكون الحوار مثمراً إذا كان أحد الأطراف قد قرر مسبقاً الأساس الذي ستُبنى عليه النقاشات؟
انتفاضة الشعب السوري اندلعت لتطالب بالتعددية واحترام اختلاف الآراء، وليس لاستبدال ديكتاتورية بفكر شمولي آخر، حتى لو تغطى بعباءة الشريعة.

تصريح 2: "لماذا نتبنّى النموذج العلماني أو المدني؟"
هذا السؤال يحمل إجابة ضمنية تقول: "لن نتبنّى سوى ما أؤمن به"، ولكن الثورة السورية لم تقم لتطرح أسئلة مثل "لماذا؟"، بل لتطرح "كيف نضمن الحرية والعدالة؟". النموذج المدني ليس خياراً مطروحاً للدبس وحدها لتقبله أو ترفضه، بل هو الضامن الوحيد الذي يمكن أن يشمل كل السوريين، بغضّ النظر عن معتقداتهم أو انتماءاتهم.

تصريح 3: "أنا لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر".
هذا التصريح، بحدّ ذاته، ينقض فكرة الحوار. عندما ترفضين فتح المجال يا سيدة عائشة، لمن يختلف معك، فإنك تسحقين أي فرصة لتأسيس دولة تعددية. هذه الجملة تحمل إشارة خطيرة إلى عقلية الإقصاء التي عانى منها السوريون لعقود.

تصريح 4: "المرأة معنية بنفسها وزوجها وأسرتها وسلم أولوياتها".
هذا التصريح يعيد المرأة السورية خطوات إلى الوراء. المرأة ليست كياناً منزلياً محصوراً في دائرة الأسرة، بل هي شريك متساوٍ في بناء المجتمع. أولويات المرأة تتجاوز الاهتمام بنفسها وأسرتها لتشمل دورها في السياسة، والاقتصاد، والثقافة، وهو ما أثبتته النساء السوريات خلال الحراك الشعبي وما قبله.

خاتمة:
تصريحات عائشة الدبس، على الرغم من محاولتها تغليف نواياها بشعارات فضفاضة، تحمل بذور فكر إقصائي خطير يناقض أهداف الثورة السورية. على حكومة تصريف الأعمال أن تتذكر أنها أُنشئت لتسيير الأعمال، لا لفرض أجندات أو وضع أسس لحكم طويل الأمد.
إذا كانت الحكومة المؤقتة تسعى فعلاً لتطبيق القرار الأممي 2254، فعليها أن تلتزم بروح الثورة القائمة على الحرية، والتعددية، واحترام جميع المكونات، دون فرض مرجعية أحادية أو العودة إلى فكر الهيمنة.
سوريا لا تحتمل المزيد من الإقصاء. الثورة لم تكن ضد ديكتاتور واحد فقط، بل ضد أي فكر يحاول أن يضع البلاد في قفص جديد.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولية بشار الأسد في الكارثة السورية
- عدالة بلا انتقام.. لماذا أرفض الإعدام للفاسدين؟
- صبيحة سقوط الأسد
- «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟
- تصاعد الـ -ممارسات الفردية- تهدد السلم الأهلي في سوريا
- عندما تمنحك الأجهزة الأمنية صفة المواطنة
- التفاؤل الحذر في مواجهة التحديات السورية
- مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد
- جيهان.. وعدُ العدسة وخلودُ القضية
- نحو دستور يُحيي قيم العدالة والمساواة في سوريا
- عبء القُربى في زمن القمع
- المال المسروق.. من قنوات الفساد إلى قنوات التعويض
- سوريا بين الكنز المفقود والرصاص الصامت
- الغرفة التي لم تكن سرية
- بين المزايدات والفرص المهدورة: قراءة في حال -محور المقاومة-
- «التكويع» تحت المجهر: لماذا يغيّر الإنسان مواقفه؟
- المصالحة والاعتدال.. نحو استراتيجية واعدة
- أخيراً.. صفحة الاستبداد والقهر تُطوى ليبزغ فجر الحرية
- حين أدار الأسد ظهره للأمل.. سوريا والقرار 2254
- منهجية إدارة الأزمة السورية.. بين دروس الماضي وضرورات المستق ...


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن نشر -قدرات إضافية- في الشرق الأوسط
- الإسرائيليون يهرعون لتخزين الطعام والمؤن تحسبا لأيام صعبة بس ...
- لوس أنجلوس: تفريق الاحتجاجات ضد ترامب بقنابل الصوت والغازات ...
- قمة مجموعة ال7: كارني يحذّر من عالم منقسم وترامب يستذكر الحس ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الح ...
- هل تتجه إيران وإسرائيل لحرب طويلة الأمد؟
- شاهد.. إسرائيل تدين إغلاق جناحها في -معرض باريس الجوي- على ط ...
- أغلقت جميع مرافقها.. شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن مقتل 3 من ...
- ترامب: على الجميع مغادرة طهران على الفور
- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟