أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - «التكويع» تحت المجهر: لماذا يغيّر الإنسان مواقفه؟














المزيد.....

«التكويع» تحت المجهر: لماذا يغيّر الإنسان مواقفه؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي يدفع الإنسان إلى التلوّن بين الموالاة والمعارضة حسب اتجاه رياح التغيير؟
هل هو الخوف من العقاب إذا ثبت على موقفه؟ أم طمعٌ في ضمان المصالح وربما الحصول على المزيد؟
وهل يمكن أن يكون ذلك نتيجة انعدام القناعات الراسخة أو ضعف المبادئ؟ أم أن الأمر مجرد انعكاس لتكيّف الإنسان مع الظروف المتغيرة لضمان البقاء؟
ثم، كيف يمكن تفسير التحولات السريعة في مواقف الأفراد؟ هل هي مرونة ذكية أم انتهازية لا أخلاقية؟ وما دور الضغوط السياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذا السلوك؟

أسئلة كثيرة بدأت تتدفق إلى ذهني، وأنا أتابع التحولات المفاجئة في خطاب أولئك الذين كانوا يُعرفون بلقب "الموالاة" لنظام الأسد البائد.
تغيّرٌ بدا وكأنه انعكاس مباشر لتغيّر ميزان القوى، ما يثير تساؤلات أعمق حول دوافع هذا السلوك ومدى تأثير المصالح والخوف على اتخاذ المواقف.

التلوّن: نتيجة لبيئة استبدادية
لعل من أهم الظواهر التي أفرزتها الأنظمة الاستبدادية هي ظاهرة "الانتهازية"، والأمر لا يقتصر على جانب واحد من عيوب الديكتاتورية، بل يشمل جميع الصعد. ففي الأنظمة السياسية غير الديمقراطية، غالباً ما يميل البعض إلى الاصطفاف مع الجهة المسيطرة حفاظاً على مصالحهم أو لتفادي الضرر. وتكون الثقافة العامة في هذه المجتمعات غير مشجعة على الاستقلالية في التفكير أو الثبات على المبدأ، ما يعزز من استفحال ظاهرة الحربائية أو التلوّن.
ويُلاحظ أن هذه الأنظمة تربط الفرص الاقتصادية بالولاء السياسي، فيصبح الخوف من فقدان مصدر الرزق دافعاً رئيساً لدعم النظام القائم، مع الاستعداد للتغيير عند ظهور نظام جديد يُوحي بمكاسب أكبر.

أسباب نفسية واجتماعية وسياسية للتلوّن:
مما لا شك فيه أن التلوّن بين الموالاة والمعارضة وفقاً لتغيّر الظروف يعود إلى مجموعة معقدة من الأسباب:
فقد يكون التلوّن آلية دفاع نفسية لحماية الذات من المخاطر المحتملة، فيختار البعض الوقوف مع الطرف الأقوى لضمان البقاء أو تفادي العقوبات.
كما أن بعض الأشخاص يغيّرون مواقفهم لتجنّب العزلة الاجتماعية أو السياسية، حيث يشعرون بالحاجة إلى الاندماج في الجماعة السائدة لضمان مكانتهم الاجتماعية.
ومن جهة أخرى، هناك من يتلوّنون بدافع الانتهازية، سعياً وراء مكاسب مادية أو معنوية كالمناصب أو النفوذ. هؤلاء لا يحملون ولاءً حقيقياً لأي طرف؛ فمصلحتهم الذاتية هي محور ولائهم. وعندما يغيب الالتزام بمبادئ أو قيم ثابتة لدى الفرد، يصبح التلوّن و«التكويع» سلوكاً سهلاً، إذ لا يشعر الشخص بأي تناقض داخلي عند تغيير موقفه مع تغيّر الظروف.
وبالطبع، قد يلعب الإعلام دوراً في تغيير توجهات الأفراد، حيث ينساق البعض وراء الروايات السائدة التي تعززها وسائل الإعلام، حتى وإن كانت مخالفة لقناعاتهم الأصلية.

مواجهة الظاهرة: نحو بيئة ديمقراطية
بناءً على ذلك، يمكن وصف التلوّن بأنه ظاهرة تنشأ نتيجة تداخل عوامل متعددة، ويزداد تأثيرها في المجتمعات التي تفتقر إلى الحريات والعدالة الاجتماعية، حيث يجد الأفراد أنفسهم مجبرين على تبنّي مواقف متناقضة بفعل القمع والخوف والطمع.
وللحد من انتشار هذه الظاهرة، لا بد من توفير بيئة ديمقراطية مستقرة تحترم حقوق الإنسان، وتكفل حرية الفكر والتعبير، وتضمن تكافؤ الفرص، ما يُسهم في ترسيخ ثقافة الالتزام بالمبادئ والقيم.
فهل ستضمحل هذه الظاهرة في العهد الجديد، في سوريا الجديدة؟



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة والاعتدال.. نحو استراتيجية واعدة
- أخيراً.. صفحة الاستبداد والقهر تُطوى ليبزغ فجر الحرية
- حين أدار الأسد ظهره للأمل.. سوريا والقرار 2254
- منهجية إدارة الأزمة السورية.. بين دروس الماضي وضرورات المستق ...
- سوريا المنهكة.. هل يشكل الحوار طوق النجاة؟
- سوريا، بل المنطقة عموماً إلى أين؟
- وجهة نظر في وقف إطلاق النار بين حزب الله و-إسرائيل-
- هل ما شهدناه أمس، بداية الغيث؟
- ما له وما عليه؟
- بالنقاط أم بالضربة القاضية؟
- عواقب عدم تفعيل وحدة الساحات
- لم يتصدّع جسدي بعدُ
- متلازمة ستوكهولم والمفقّرون الموالون لأنظمة القمع
- بانتظار اللا شيئ!
- إلى متى؟!
- ضجر
- ماذا يعني استبدال شعار (وحدة الساحات) بشعار (الصبر الاستراتي ...
- عدم تبلور عالم متعدد الأقطاب.. تحصد غزة نتائجه
- مرسوم للأسد يجيز التعامل بالدولار
- وهْمُ حلّ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بإقامة دولتين


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - «التكويع» تحت المجهر: لماذا يغيّر الإنسان مواقفه؟