أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - المصالحة والاعتدال.. نحو استراتيجية واعدة














المزيد.....

المصالحة والاعتدال.. نحو استراتيجية واعدة


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستمر تداعيات سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على دمشق، بعد انهيار النظام البعثي في تشكيل ملامح المستقبل السوري المضطرب. فإلى جانب المآسي الإنسانية من نزوح عشرات الآلاف وتفاقم الأوضاع المعيشية، يتصاعد نزيف الخسائر البشرية والمادية، ما يثقل كاهل بلد أنهكته الحرب.
في خضم هذه الأحداث الكارثية استغلت "إسرائيل" الوضع المزري للبلاد، وشنّت هجوماً واسع النطاق على الأراضي السورية، واحتلت جبل الشيخ كاملاً، بالإضافة إلى توغّلها إلى ما بعد خط اتفاقية فضّ الاشتباك عام 1974، واحتلت العديد من القرى والبلدات، حتى باتت على بُعد 20 كم من دمشق. ولم تُبقِ موقعاً عسكرياً في طول البلاد وعرضها إلا ودمرته، عبر مئات الغارات الجوية، في عدوانٍ غير مسبوق في مدى اتساعه، بهدف التدمير الكامل للقدرات العسكرية البرية والجوية والبحرية للبلاد.
وكذلك الأمر في الشمال، حيث يواصل جيش الاحتلال التركي عدوانه، مستغلاً انهيار الدولة السورية كفرصة سانحة لتنفيذ مشروعه في اقتطاع الشريط الحدودي بعمق يتجاوز 35 كيلومتراً. حيث ارتكب مع مرتزقته المجازر بحق المدنيين واحتلّ العديد من القرى والبلدات، وصولاً إلى منبج، والتي لن يقف عندها بالتأكيد. فطموحاته التوسعية تتخطّى ذلك، مع أحاديث متزايدة عن نيته فرض واقع ديمغرافي جديد، عبر تهجير السكان الأصليين وتوطين آخرين مكانهم. هذا المشروع الذي يُنفذ تحت ستار "المنطقة الآمنة"، يهدف في جوهره إلى تغيير ملامح المنطقة ثقافياً وديمغرافياً، بما يخدم أجندته السياسية طويلة الأمد.
هذا الوضع يُثير مخاوف جديدة، تتجاوز الجانب الإنساني لتشمل التساؤلات حول وحدة البلاد واستمرار نزيفها. ويهدد بتمديد الصراع وتعميق الانقسامات الطائفية والعرقية، ويجعل من أي حل سياسي شامل أكثر بُعداً عن التحقيق.

تصريحات الجولاني: اعتدال مفاجئ أم استراتيجية مدروسة؟
حاولت الهيئة تقديم نفسها كطرف مسؤول عبر بيانات طمأنة، استهدفت الأقليات وأظهرت مقاطع مصورة نشاطات طبيعية في الكنائس وعودة بعض الأسر المهجّرة. كما دعت موظفي الدولة لاستئناف أعمالهم، متعهدةً باستمرارية الخدمات العامة، ووعدت بحلّ نفسها كخطوة نحو شراكة وطنية تنهي عزلتها.
إلا أن هذه الخطوات، على الرغم من أهميتها الظاهرية، تُقابل بتساؤلات حول مصداقيتها. فهل هي حقاً انعكاس لنضج سياسي، أم أنها مجرد تكتيك مرحلي يهدف إلى توسيع نفوذ الهيئة وتحقيق شرعية مفقودة؟
فالتاريخ مليء بحالات مشابهة لجماعات مسلحة تبنّت خطاباً مرناً بعد تحقيق مكاسب عسكرية، فقط لتعزيز مواقعها وإعادة ترتيب صفوفها.
ومثال ذلك ما فعله "جيش الإنقاذ" في الجزائر (التسعينيات)، خلال الحرب الأهلية، حيث حاول تحسين صورته، لكنه عاد لاحقاً إلى ممارساته العنيفة.
وحركة حماس بعد فوزها في انتخابات قطاع غزة عام 2006، سعت لتقديم نفسها كحكومة مسؤولة، لكنها ظلّت متمسكة بخطابها الأيديولوجي واستمرت في ممارساتها المتطرفة.
ولا ننسى جماعة الإخوان المسلمين في مصر، فقد تغيّر خطابها بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية 2011، وأصبح أكثر تشدداً بعد وصول محمد مرسي إلى الرئاسة عام 2012، حيث ركزت على إضفاء الطابع الديني على السياسة.
وأيضاً حركة طالبان بعد سيطرتها على أفغانستان عام 2021، التي أظهرت مرونة خطابية، واعدةً بإدارة شاملة واحترام حقوق النساء والأقليات، لكن الواقع أثبت استمرار النهج المتشدد.

تناقضات الاعتدال واستراتيجيات التمكين
قد يكون التوجّه الجديد لـ "هيئة تحرير الشام" خطوة لتحسين صورتها ولتجنّب الضغوط الدولية وكسب الشرعية، مع الاستفادة من الفراغ السياسي لتوسيع نفوذها، لكن سجّلها الحافل بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان يُبقي الشكوك قائمة، والتعامل معها يفرض ضرورة التزام الحذر.
ففي خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلنت الهيئة تشكيل حكومة انتقالية أحادية اللون، متجاهلةً أهمية إشراك أطياف المعارضة السورية الأخرى، في تناقض واضح مع متطلبات القرار الأممي (2254). وعلى الرغم من محاولات الجولاني تقديم خطاب جديد يتسم بالمرونة، فإن تاريخه المليء بالتشدد يجعل هذا التحول يبدو أقرب إلى تكتيك مرحلي لتعزيز النفوذ بدلاً من كونه انعكاساً لتحول حقيقي.
ربما يكون السبيل الوحيد لتبديد مخاوف الشرائح والمكونات المختلفة التي تعارض أيديولوجية "هيئة تحرير الشام" هو إعلان واضح عن قبولها بالحل السياسي وفق القرار (2254) واستعدادها للجلوس فوراً إلى طاولة الحوار.
فهل سنشهد خطوة بهذا الاتجاه قريباً؟ أم أن استراتيجيتها ستبقى رهينة لمبدأ "يتمسكنون حتى يتمكنوا"؟



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخيراً.. صفحة الاستبداد والقهر تُطوى ليبزغ فجر الحرية
- حين أدار الأسد ظهره للأمل.. سوريا والقرار 2254
- منهجية إدارة الأزمة السورية.. بين دروس الماضي وضرورات المستق ...
- سوريا المنهكة.. هل يشكل الحوار طوق النجاة؟
- سوريا، بل المنطقة عموماً إلى أين؟
- وجهة نظر في وقف إطلاق النار بين حزب الله و-إسرائيل-
- هل ما شهدناه أمس، بداية الغيث؟
- ما له وما عليه؟
- بالنقاط أم بالضربة القاضية؟
- عواقب عدم تفعيل وحدة الساحات
- لم يتصدّع جسدي بعدُ
- متلازمة ستوكهولم والمفقّرون الموالون لأنظمة القمع
- بانتظار اللا شيئ!
- إلى متى؟!
- ضجر
- ماذا يعني استبدال شعار (وحدة الساحات) بشعار (الصبر الاستراتي ...
- عدم تبلور عالم متعدد الأقطاب.. تحصد غزة نتائجه
- مرسوم للأسد يجيز التعامل بالدولار
- وهْمُ حلّ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بإقامة دولتين
- تعدّدت مراسيم العفو.. وكالعادة تم تجاهل المعتقلين السياسيين


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - المصالحة والاعتدال.. نحو استراتيجية واعدة