أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟



«صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظن السوريون بعد انتظار دام عقوداً، أن فجر الحرية قد بزغ في الثامن من كانون الأول 2024، بسقوط الطاغية بشار الأسد. ذلك اليوم الذي غمرت فيه الفرحة قلوبهم، وشعروا أن الكابوس الذي جثم على صدورهم لأكثر من نصف قرن قد انتهى. حيث تزينت الشوارع بالابتسامات، واستعاد الوطن صوتاً كان مكتوماً تحت وطأة الظلم. ولكن، لم تمضِ سوى ساعات قليلة، حتى تبدّد الحلم، وحلّت الخيبة محلّ الأمل. فقد جاء البديل بأسرع مما توقع الجميع، وربما أشد إيلاماً.

هيئة تحرير الشام، بقناعها الجديد وتصريحاتها المطمئِنة، نصّبت نفسها حاكماً جديداً، وعلى الرغم من تاريخها الملطخ بالإرهاب، فقد حاول الناس أن يمنحوا أنفسهم فرصة للتصديق: "على الأقل، خلّصونا من ديكتاتور"، هكذا قالوا لأنفسهم. لكن الأفعال كانت أبلغ من أي كلمات.

إذ سرعان ما شكّلت الهيئة، حكومة مؤقتة من لون واحد، واختزلت الوطن في محافظة واحدة، وتجاهلت التعددية التي لطالما شكّلت جوهر سوريا. ومع ذلك، تسامح الشعب وقال: "معليش، حكومة تصريف أعمال قصيرة الأجل"، إلا أن التصرفات بدأت تكشف عن نواياها الحقيقية شيئاً فشيئاً. فقد أطلقت تصريحات أقل ما يُقال عنها إنها استفزازية، من اقتحام للمنازل بحجج واهية، والتمادي في الاعتداءات على مقدسات الطوائف، كإحراق شجرة عيد الميلاد في السقيلبية إلى اقتحام المزارات في حلب. بل إن قضاة قُتلوا لمجرد انتمائهم لطائفة معينة.

هكذا، تحولت الآمال إلى كوابيس جديدة، فهذه ليست الثورة التي حلم بها السوريون، وهذا ليس التحرر الذي ضحّوا بالغالي والنفيس من أجله. كلنا نعلم أن أي نظام يقوم على الدين كأساس للدولة، يظل عاجزاً عن تحقيق العدالة أو بناء وطن يحتضن الجميع.

سوريا في خطر
مع استمرار هذا الانحدار في أوضاع البلاد، تبدو سوريا وكأنها تتجه نحو هاوية أعمق من الصراع الدموي، وإذا لم يُتدارك الأمر سريعاً، فإن البلاد لن تقوم لها قائمة.
وبدلاً من أن نشهد عودة اللاجئين والنازحين والمهجرين إلى ديارهم، سنصبح أمام مشهد معاكس تماماً، من اتساع النزوح، وتعمّق المأساة، وتحوّل الوطن إلى ذكرى بعيدة في قلوب أبنائه.

الحل في الحوار
لا يزال الأمل ممكناً، والطريق إلى الحل يبدأ بخطوة شجاعة تجمع السوريين إلى طاولة واحدة، تتجاوز الخلافات وتنظر إلى المستقبل.
فإنقاذ سوريا يبدأ من مؤتمر وطني جامع يُعقد في دمشق، يضم كل القوى السياسية دون إقصاء، ومعها الشخصيات المستقلة ذات الحكمة والرؤية. ويجب أن تكون الأولوية للاتفاق على معالجة الكوارث الآنية: توفير الأمان وضبط التجاوزات، وتأمين الخبز والدواء.
ومن هناك، تُبنى خريطة طريق تشمل تشكيل حكومة انتقالية وفق القرار الأممي 2254، وبدء صياغة دستور عصري يليق بسوريا المستقبل، مع الإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، ومحاسبة من تورّط في سفك دماء الشعب السوري من جميع أطراف الصراع.

سوريا اليوم، على مفترق طرق. إما أن ننهض معاً، أو نستسلم لمصير قاتم يبدّد ما تبقّى من وطننا. الخيار لنا، ونحن الذين صبرنا طويلاً نستحق مستقبلاً أكثر إشراقاً، فلنجعل من هذه اللحظة نقطة تحوّل نحو غدٍ أفضل، حيث تُبنى الأوطان بإرادة شعوبها، ويُكتب المستقبل بيد أبنائها الذين يؤمنون بأن القادم لا يمكن أن يكون إلا أكثر إشراقاً من ظلام الماضي.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصاعد الـ -ممارسات الفردية- تهدد السلم الأهلي في سوريا
- عندما تمنحك الأجهزة الأمنية صفة المواطنة
- التفاؤل الحذر في مواجهة التحديات السورية
- مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد
- جيهان.. وعدُ العدسة وخلودُ القضية
- نحو دستور يُحيي قيم العدالة والمساواة في سوريا
- عبء القُربى في زمن القمع
- المال المسروق.. من قنوات الفساد إلى قنوات التعويض
- سوريا بين الكنز المفقود والرصاص الصامت
- الغرفة التي لم تكن سرية
- بين المزايدات والفرص المهدورة: قراءة في حال -محور المقاومة-
- «التكويع» تحت المجهر: لماذا يغيّر الإنسان مواقفه؟
- المصالحة والاعتدال.. نحو استراتيجية واعدة
- أخيراً.. صفحة الاستبداد والقهر تُطوى ليبزغ فجر الحرية
- حين أدار الأسد ظهره للأمل.. سوريا والقرار 2254
- منهجية إدارة الأزمة السورية.. بين دروس الماضي وضرورات المستق ...
- سوريا المنهكة.. هل يشكل الحوار طوق النجاة؟
- سوريا، بل المنطقة عموماً إلى أين؟
- وجهة نظر في وقف إطلاق النار بين حزب الله و-إسرائيل-
- هل ما شهدناه أمس، بداية الغيث؟


المزيد.....






- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟