أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - سوريا بين الكنز المفقود والرصاص الصامت














المزيد.....

سوريا بين الكنز المفقود والرصاص الصامت


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تذكرون اللحظات التي كنا نجلس فيها على مقاعد الدراسة، ونقرأ بحماسة دروس الجغرافيا والتاريخ، دون أن يخطر ببالنا أن سوريا التي كنا نرسم خريطتها على دفاترنا تخفي كنوزاً هائلة من النفط والغاز؟

فجأة، ومن دون مقدمات، اكتشفنا أسماء لآبار وحقول لم نكن نعرفها، ولم تُذكر لنا يوماً في المناهج المدرسية، وكأنها كانت سرّاً مقدساً محفوظاً بعناية، لكن الصدمة الأكبر جاءت حين استُهدفت تلك الحقول مع اندلاع الحراك الشعبي عام 2011، وسيطرت عليها جماعات مسلحة، ليكشف لنا الواقع أن تلك الثروات لم تكن يوماً للشعب، بل كانت محجوزة حصرياً لصندوق القصر الجمهوري!

المفاجأة لم تتوقف هنا، فبعد سقوط نظام البعث، شاهدنا بأم أعيننا مشهداً صادماً: الكيان الصهيوني يستهدف مواقعنا العسكرية البرية والجوية والبحرية بضربات دقيقة، في حين تكشفت ترسانة هائلة من الأسلحة التي كان الجيش السوري يمتلكها. أسلحة لم تُستخدم طوال أكثر من أربعين عاماً ضد الاحتلال الإسرائيلي! وتبريرات النظام كانت جاهزة دائماً: "المؤامرة الكونية"، ذلك المصطلح الذي استُهلك حتى الرمق الأخير، لتبرير كل خيبة، وكل إخفاق.

لكن يبقى السؤال الذي يلاحقنا كظل ولا يفارقنا: لو استُخدمت هذه الأسلحة في معركة حقيقية ضد الكيان الصهيوني، هل كان ذلك سيجلب لنا دماراً أشد مما شهدناه؟ هل كنا سنرى هذا الحجم من الخراب والضحايا والنزوح الذي حلّ بسوريا بسبب إصرار النظام على رفض الحل السياسي، وعناده الذي أعمى بصيرته عن تقديم تنازلات لصالح الشعب؟

ما بين كنوز مخفية لم تُلمس إلا بيد السلطة، وترسانة أسلحة صُمّمت لتبقى حبيسة المستودعات، يجد السوريون أنفسهم دائماً في مواجهة السؤال المُرّ: هل كانت سوريا تستحق هذا المصير؟
وما يزيد هذا السؤال مرارةً، هو إدراكنا أن ما جرى لم يكن حتمياً، بل كان نتيجة مباشرة لسياسات أغلقت الأبواب أمام أي أمل بالحلول، وواجهت مطالب الشعب العادلة بالتغيير، بالقمع والدمار.

نظام عدّ الوطن ملكاً خاصاً، والشعب مجرد تفصيل يمكن الاستغناء عنه إنْ تعارض مع مصالحه.
وتسألوننا بعد كل هذا: لماذا كنا معارضين؟ كنا معارضين؛ لأننا رأينا في التغيير نافذة أمل لسوريا، فرصة لبناء وطن لا تُسرق فيه ثرواته ولا تُهدر فيه كرامة مواطنيه. كنا معارضين لأننا رفضنا أن نبقى متفرجين على بلد يتحوّل إلى ساحة حرب عبثية، يُدمّر فيه الحجر والبشر؛ من أجل بقاء سلطة لا ترى في الشعب إلا أرقاماً قابلة للإلغاء.

كنا معارضين؛ لأننا حلمنا بسوريا مختلفة، سوريا تعيد ثرواتها إلى أبنائها، وتحوّل أسلحتها إلى درع يحمي كرامتها، لا إلى رماد يلتهم بيوتها.
حلمنا بسوريا تنتمي إلى شعبها لا إلى نظامها، وبعد كل هذا، ما زلنا نؤمن أن هذا الحلم لم ينتهِ، وأن سوريا التي نحلم بها ستولد من جديد يوماً ما، مهما طال الظلام.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرفة التي لم تكن سرية
- بين المزايدات والفرص المهدورة: قراءة في حال -محور المقاومة-
- «التكويع» تحت المجهر: لماذا يغيّر الإنسان مواقفه؟
- المصالحة والاعتدال.. نحو استراتيجية واعدة
- أخيراً.. صفحة الاستبداد والقهر تُطوى ليبزغ فجر الحرية
- حين أدار الأسد ظهره للأمل.. سوريا والقرار 2254
- منهجية إدارة الأزمة السورية.. بين دروس الماضي وضرورات المستق ...
- سوريا المنهكة.. هل يشكل الحوار طوق النجاة؟
- سوريا، بل المنطقة عموماً إلى أين؟
- وجهة نظر في وقف إطلاق النار بين حزب الله و-إسرائيل-
- هل ما شهدناه أمس، بداية الغيث؟
- ما له وما عليه؟
- بالنقاط أم بالضربة القاضية؟
- عواقب عدم تفعيل وحدة الساحات
- لم يتصدّع جسدي بعدُ
- متلازمة ستوكهولم والمفقّرون الموالون لأنظمة القمع
- بانتظار اللا شيئ!
- إلى متى؟!
- ضجر
- ماذا يعني استبدال شعار (وحدة الساحات) بشعار (الصبر الاستراتي ...


المزيد.....




- نيورالينك تبدأ تجارب بشرائح الدماغ في بريطانيا لتمكين مرضى ا ...
- سلوفينيا تعلن حظر عبور وتجارة الأسلحة مع إسرائيل بسبب الحرب ...
- البيت الأبيض: ترامب يزيد الرسوم الجمركية على كندا إلى 35%
- إسرائيل تبدأ إجلاء دبلوماسييها من الإمارات بعد تحذيرات أمنية ...
- سوريا: وزارة العدل تشكل لجنة رسمية لبحث أسباب ونتائج اشتباكا ...
- سلوفينيا أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل
- إدارة ترامب تكشف عن خطتها الجديدة للرسوم الجمركية.. ما أبرز ...
- لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
- حروب المناخ كارثة قادمة .. أن تشن إعصارًا فيردّ العدوّ بتسون ...
- ترامب: ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - سوريا بين الكنز المفقود والرصاص الصامت