حسام جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 13:55
المحور:
الادب والفن
تقترب الشفاه من الشفاه، وتبتعد السيقان عن بعضها، يشدو لحن القبلات والتدليك وربما العض واللحس والمص.
يلتحف الجسد بالجسد الآخر ويُفرك حتى يحترق، تتناثر اللمسات العشوائية فعند اللحس تصبح اليد مرتعده تتلمس كل شيء في جسد الآخر.
تصبح الأرداف هزيلة لكثرة الضرب.
امرأتان تكتشفان جسديهما، تتطبق الكتل اللحمية اللزجة من شده الالتصاق، تغيران المواضع وتجلس إحداهما على فرج الأخرى تدلكه بلسانها حتى يغوص بعيدًا عنها في الجسد الآخر.
السيرورات في العلاقات المنجذبة لنفس الجنس تقترح الاكتفاء بالذات والقدرة على الانعتاق من الكذب والنفاق المجتمعي والرغبة في ايجاد الذات مع من تحب!!
لان الكيان الموحد لذاته قائم لوحدة لا أحد يكمله او يتكامل معه او يشتق منه أو يخضع لحقوق او واجبات محدده لجنس معين، حددت مجتمعيًا او سلطويًا.
فإيجاد نفس جنسك معناه ان تجد ذاتك المتكاملة لوحدها دون اضافات لجنس آخر تشاركه فيها.
وما الجسد سوى لهيب شهوته وما كينونتنا بغير اللذة؟
يقصقص الرقيب الكثير لأنه يُفرض عليه بالقوة اجتماعيًا وسياسيًا فيرضخ ويكون اليد الطُّولَى للحذف والمنع والتكتيم.
وما اجمل الذي يتوق البشر لفعله في السر دون مقص الرقيب او من يقف خلفه.
- لقد تعبت من السر متى نعلن ارتباطنا.
- الإعلان سيجلب لنا القتل والدمار.
-وهل اعلنا عن حرب عالمية جديدة؟
- هذا الواقع، يجب أن نكتم ما نريده حتى لا نتعرض للقتل.
- ومتى نستطيع الاستقلال ببيت واسع وحدنا فيه.
- لا أشبع من صدركِ القافز نحو العلياء.
- هههههه، أنه تربية يداكِ.
تختفي المشاعر داخل الظلام ترتص فوق بعضها، كومة فوق كومة ولا ترتقي إلى سلطة البوح، تتشيد ابراج او جبال وقد تتبدد وتحل محلها البلادة والعصاب، لا يصبح لها معنى في الظلام، أنه يسحبها كالثقب الأسود
يطوف بها في الهلوسة ولأن الوجود غاية الجسد لديمومته في الحياة والا سيفنى، والخوف من الفناء اقوى من شجاعة البوح، لذا تبقى المشاعر حبيسة الظلام وهو سيدها يجلدها يخضعها لذات الآخر......الآخر
من هو الآخر؟
إنه ليس ذاتك بل ذات أخرى تتحكم بمصيرك في الفضاء العام وتنساق لها خوفًا على وجوديتك او على العقاب المفجع.
ينقلب البعض على مشاعرهم الصادقة وينحروها، لكنهم نحروا جسدهم معها وبلا جسد لا يمكن ان تكون هناك ديمومة وجودية!!!!
كيف العقل يسيطر على الأفعال ويتحمل الجسد العواقب لوحدة رغم الدماغ الصادر عنه الافكار جزء من ذلك الجسد وحامل الإنسان بكل ما فيه الا ان الجسد هو الذي يُحاكم ويقتل ولا يمكن محاكمة العقل وان حوكم العقل فأن الحكم سينفذ على الجسد.
فارتباط الجسد بالوجود والفناء متلازم ولا مناص منه.
ضرورة الجسد ضرورة وجودية داخل العقل ومن سيتحكم بالجسد سيتحكم بالعقل والوجود ويفرض عليهما الإملاء ما لم يخضع العقل لخوف الفناء.
الخوف من انعدام الوجود آخر ستار يتمسك به الإنسان لأنه لا يعرف ما ينتظره بعد الموت وان تيقن ان لا حياة له سوى تلك الحالية فما عساه الا ان يخضع العقل لجسده لحماية وجوده في الحياة.
لم تتبقى شجاعة أمام الفناء الا ما ندر!!!
ولا تعويض لتبديد الظلام الا بالجنس والاغراق فيه بسريه تامه لعله يعوض جزءً ما.
هنالك في الجانب الآخر يستتر القاتل المتربص للعائلة يبحث عنها في الموجودات والماورائيات لأخذ الثأر من أناس لا ذنب لهم في الدم ولكنها الفطرة السليمة التي فطر بها الإله شعبه المختار في الدم والطين والتلوث والأمراض المستعصية والمشاكل المزمنة!!!!!!!!!
لا مهرب من الدم، انه يلاحق العائلة يهدد كيانها ويؤرق وجودها.
ما الذنب وان كان هناك ذنب لماذا لا تحدده المحكمة القضائية؟!!!
قرر الاب المخاطرة والذهاب بنفسه ليشكو ارقه ممن يلاحقون عائلته بالدم ....ذهب إلى الشرطة .....لا يعلم بأنها منظومة متكاملة لسحق وجود العدالة .....تتعاون الشرطة مع القتلة في منطقة التهميش والعدم وتخضع للأعراف الطائفية ولكنه لا يقدر على العيش في هروب دائم ليصل إلى مرحلة الهروب حتى من الذات!!!
- انا أسأل عن ذنبي وهذه يدي بيضاء اقف امامكم.
- لكن الاوراق أمامي المختومة من قبائل التهميش والعدم تقول العكس؟!!
- انها ليست دليل منطقي ولا اساس علمي لها.
- لكنها من الإله والمفتي والحاكم.
- اين العدالة إذن انا هنا لأدافع عن نفسي طلبًا للعدالة وان كان هناك ذنب محدد عليه الدليل سأسلم نفسي للمحكمة.
- لا دليل ضدك ولكن ستبقى هنا محجوز إلى موعد المحاكمة وحينها نخرج نحن من تلك الدوامة، لا علاقة لنا بها.
اقتيد الاب إلى حجرة الحجز يتكدس فيها خمسون مطلوبًا او مظلومًا لا أحد يستطيع الجزم بذلك او يتمنطق العدالة ويجعلها تنطق!!!!
يتعاطف الموقوفون على ذمة القضايا مع الموقوف الجديد حتى أن كان قاتل او مجرم حرب فإنهم يعلمون أن كل تلك المصائب من قدرة الإله وتدبيره وكلٌ في بئر يستحمون.
لذا تصبح الأمور أشد وطئا على النفس، والكل يعلم ذلك حتى المفتي والحاكم، إذن لماذا يحاكمونهم على أشياء اقترفها الإله بتدبير منه؟!!!!
حتى لا تحصل الفوضى وينتهي صولجان الحكم لذا لا بد من حجز هؤلاء (الاشرار او الأبرياء لا أحد يستطيع الجزم بذلك)!!!!
من يجعل الهارب البريء يسلم نفسه للذئاب او للذباب لا أحد يستطيع الجزم بذلك؟
من الذي الح على هذه الخطوة ليضع لها نهاية ويعيد اسم العائلة ويبرئ سمعتها؟
من يحدد سمعة الفرد؟ اذا كان جميع أفراد المجتمع يجهلون ذاتهم وخاضعون؟
هل تنفع السمعة في زمن احتقار الإنسان وتفاهة قيمته مهما عمل لتبييض شأنه؟
كيف لك ان تقف في وجه مجتمع كامل جاهل وخاضع بيده السلاح ويملك مصيرك متعاونًا مع الحاكم؟
كيف تحقق العدالة في أرض التهميش والعدم؟
كيف تكون مجرمًا دون أن تفعل شيئا؟
كيف تخرج أوراق اعدامك لجريمة لم تشهدها او تشارك فيها؟
كيف أصبح الإنسان رخيصًا لدرجة البصق!!!!!
- مرحبا، هل اطلعت على حيثيات القضية بتفاصيلها؟
- لا، انا محامي لا أتحدث الا بأرقام الفلوس انها قضية صعبة تحتاج إلى عشرين مليون زطلنار.
- ماااااااذا؟!!!!!!!!!!
- هذا الموجود، انا لم افتح المكتب لدار الأيتام.
- لكن ماذا أفعل انا لا أملك حتى مائة زطلنار!!!!
- الجود بالموجود، ابعثها له يدخن بها السيجار قبل إعدامه.
تدور الدنيا......انها تدور .....تأخذ الجسد نحو الأعلى تدور وترتفع ......ماذا هناك .......يختفي النور ويرتطم الجسد على أرض التهميش والعدم القذرة بطينها وحوافها الحادة الجارحة.......تسيل الدماء تمتزج بالطين الملوث بمياه المجاري الآسنة.
تفاهات الحديث وما يشغل العامة في أمور غيبية لا مرئية ويبنون منها واقعهم.......ما اشدها من مضيعة للوقت والسلامة العقلية والإصلاح!!!!
وعليك ان تتحمل هذا الهراء وانت في ظل التهميش والعدم.
#حسام_جاسم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟