بارباروسا آكيم
الحوار المتمدن-العدد: 8098 - 2024 / 9 / 12 - 10:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد كنت و منذ زمن بعيد أَتحسس خطر الإسلام المحدق بالبشرية و روحه العدوانية المشبعة بالنوازع الشيطانية ..
و على هذا الأساس كنت على الدوام في الجانب الآخر الذي يقف على نقيض الإسلام بغض النظر عن ماهية هذا الطرف الآخر
لاشك إننا حينما نهاجم الإسلام فنحن نهاجمه بسبب خلل داخلي بنيوي غير قابل للإصلاح .
و سبب عدم المقدرة على إصلاحه ، ليست كسلا فكريا من جانب المصلحين أو عدم رغبتهم بالمحاولة بل ببساطة لأن الإسلام حزب سياسي و الأمانة الأخلاقية تقتضي أَن نقول هذه الحقيقة .
و الدليل على صحة هذا الإستنتاج إنه حتى اولئك (( المصلحون )) الذين تحتفي بهم شعوب هذه المنطقة ماهم إلا (( ذئاب خاطفة )) و لكن كانوا منزوعي الأظافر و الأنياب بفعل العوامل السياسية و الإجتماعية التي كانت قائمة في زمانهم على أَنهم كانوا ينتظرون اللحظة المناسبة للإنقضاض على الوضع العام بدليل علاقات البعض منهم بالإسلام السياسي و هذا بحد ذاته بحاجة لمناقشته في مقالة منفصلة ..
انظر أَخي العزيز بمن تحتفي هذه الأمة باعتبارهم حملة مشعل التنوير و الحداثة الإسلامية ؟!؟
فلابد بأنك قد سمعت و قرأت مثلاً عن رفاعة الطهطاوي و جمال الدين الأفغاني و محمد عبدة ..
و انت تعرف مثلاً إن المكتبة العربية و مع الأسف الكثير من المثقفين العرب ذوي التوجهات التحررية يعتبرون هؤلاء هم _آباء التنوير الإسلامي _
لكن و استحلفكم بضميركم ..
كم منكم قرء مثلاً للذوات الأفاضل المذكورين اعلاه ؟
كم منكم يعرف النموذج الذي كان يسعى له هؤلاء ؟
فالمسألة لم تكن يوما إتجاهات إسلامية متطرفة تسعى لفرض رؤيتها و صورتها المشوهة على باقي المسلمين ، بل إن الإسلام هو الصورة المشوهة لنفسه ..
فبعد أَن إستعرضنا وجهة نظر علماء السلف من هذه الأمة كإبن حزم و ابن القيم و ابن كثير و ابن تيمية فأتصور إنه قد حان الوقت لإسقاط ورقة التوت عن ما يسمى ب علماء التنوير المسلمين أو علماء الحداثة في العالم العربي
يقول رفاعة الطهطاوي :
إن تحسين النواميس الطبيعية لا يُعتد به إلا إذا قرره الشارع .. و ليس لنا أن نعتمد على ما يحسنه العقل او يقبحه إلا إذا ورد الشرع بتحسينه أَو تقبيحه .. فكل رياضة لم تكن بسياسة الشرع لا تثمر العاقبة الحسنى . و لا عبرة بالنفوس القاصرة ، الذين حَكَّموا عقولهم بما إكتسبوه من الخواطر التي ركبوا اليها تحسينا و تقبيحا ، و ظنوا أَنهم فازوا بالمقصود، بتعدي الحدود .
فينبغي تعليم النفوس السياسة بطرق الشرع ، لا بطرق العقول المجردة .
بل إن الطهطاوي هذا قد هاجم حتى القوانين في مجالس التحكيم التجاري في بعض الموانيء في الدول الإسلامية بدعوى إنها لا تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية (( لاحظوا إننا لا نتكلم عن حدود بل عن فقه المعاملات )) و لكم ان تتخيلوا موقف هذا الإمعة الذي يغدقون عليه بألقاب التفخيم لو كان قد وصل الى دائرة صنع القرار!!
حيث يقول :
((لقد أخذت تُرتب الآن ، في المدن الإسلامية ، مجالس تجارية مختلطة لفصل الدعاوى و المرافعات بين الأهالي و الأجانب ، بقوانين في الغالب أوربية ، و مع أن المعاملات الفقهية لو انتظمت ، و جرى العمل بها ، لما أخلت بالحقوق ..و من أمعن النظر في كتب الفقه الإسلامية ، ظهر له إنها لا تخلو من تنظيم الوسائل النافعة من المنافع العمومية .. إن بحر الشريعة الغراء ، على تفرع مشارعه ، لم يغادر من أمهات المسائل صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها و احياها بالسقي و الري، و لم تخرج الأحكام السياسية عن المذاهب الشرعية ، لأنها الأصل ، و جميع مذاهب السياسات عنها بمنزله الفرع .))
أما الإمام محمد عبدة الذي صدعوا رؤوسنا بمقولته البائسة التي قالها أثناء حضوره مؤتمر باريس سنة ١٨٨١ .. وجدت إسلاما و لم أجد مسلمين .. فيقول :
((إن سبيل الدين ، لمريد الإصلاح في المسلمين، سبيل لا مندوحة عنها ، فأن اتيانهم من طرق الأدب و الحكمة العارية عن صبغة الدين ، يحوجه الى بناء جديد ، ليس عنده من مواده شيء ، و لا يسهل عليه أن يجد من عماله أحدا. و إذا كان الدين كافلا بتهذيب الأخلاق ، و صلاح الأعمال ، و حمل النفوس على طلب السعادة من أبوابها ، و لأهله من الثقة فيه ماليس لهم في غيره ، وهو حاضر لديهم ، و العناء في ارجاعهم اليه أخف من إحداث ما لا إلمام لهم به ، فلم العدول عنه الى غيره ؟ ))
و حتى تكون الخاتمة مسك فلابُد أن نختمها بجمال الدين الأفغاني
حيث يقول :
(( إن علاج الخلل إنما يكون برجوع الأمة الى قواعد دينها .. فهذا هو السبيل لبلوغ منتهى الكمال الإنساني .. و من طلب إصلاح الأمة بوسيلة سوى هذه ، فقد ركب بها شططا ، و جعل النهاية بداية ، و انعكست التربية ، و نظام الوجود ، فينعكس عليه القصد ، و لا يزيد الأمة إلا نحسا ، و لا يكسبها إلا تعسا ))
هذا جمال الدين الأفغاني يقولها صراحة : تريدون إصلاح فعلينا أن نلبس شخصية محمد في القرن السابع
أي كما يقول الأستاذ مجدي خليل : إن الصلعومي يحاول دائما أن يتقمص شخصية محمد وهو ما يسميه ب _ المحمدانزم _
و لعمري لقد كان محمد عمارة واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار حينما قال :
((لكن حراب الإحتلال الإستعماري ، استطاعت _ بالترغيب و الترهيب _ و بالغواية التي بهرت نفرا من مثقفينا .. و بالعمالة الحضارية _ التي وضفت قوما آخرين_ .. إستطاعت أن تبلور _ في الحاكمين و المحكومين _ تيارا يرى في الشريعة الإسلامية " منظومة قانونية تاريخية " ، كانت صالحة للإعمال في الزمن الغابر ، لكنها لا تستطيع أن تلبي إحتياجات هذا العصر الحديث ..بل و أن يرى الإسلام صورة للنصرانية ، تقف عند العقيدة الروحانية و مملكة السماء ، و لا شأن لها بالسياسة و الإجتماع و الإقتصاد و النظم و الحكومات .. ))
يعني محمد عمارة يقول : إن حتى اولئك الذين يطالبون بتطبيق روح الشريعة بدل النص الحرفي من المسلمين هم عملاء !
و إنه كل الفترة الزمنية التي عشناها بعيدا عن قرف الشريعة كانت نتائج طبيعية لحقبة الإستعمار الأوربي ( عليه الصلاة و السلام )
و طبعا محمد عمارة يستخدم مثل هذه المفردات : خونة .. عملاء الخ الخ بدل من كفار و مشركين بسبب ماضي الرجل ، حيث إنه كان ماركسيا قبل أن ينقلب بسبب إنفجار ماسورة البترودولار الخليجية في مصر و كان عضوا يجيد الهتافات و الخطب الإنشائية ، و لذلك فقد وجد فيه أَنصاره
"العقل المستنير القادر على تقديم مشروع حضاري عربي إسلامي كبديل لفكرة التغريب"
بحسب مقالة نشرت على بي سي عربي قبل ٢٤ عام
و هو يقولها بمليء الفم أن الإسلام لم يكن و لن يكون يوما مثل المسيحية التي تعزل بين السماء و الأرض فيما خص السلطة و الأحكام الشرعية..
تخيل يا مؤمن بأن هذا هو عقلهم المستنير و مفكرهم الخطير !
و هاهنا إستحضرت بعقلي مفهوم المساواة و التي تكلم عنها فلاسفة الغرب و التي أسست لمفاهيم مثل العلمانية و الديموقراطية الخ الخ
فالخطوة التي يقتضيها الإصلاح الحقيقي الذي يسعى لسعادة الناس هو تنظر للشخص الذي أمامك على إنه إنسان مثلك
و ان البشر جميعا متساوين في الدماء و الكرامة .
و هو ما لا يتوفر في الإسلام فالتقسيمات الطبقية و الجنسية و الدينية طاغية على هذا الدين . بدليل أَن حتى اولئك المسلمين الذين هربوا من بلدانهم الى الغرب لم يسعوا الى تقديم صورة أخرى في تلك المجتمعات المنفتحة بل عمدوا الى تقديم ذات الصورة النمطية عنهم و عن بلدانهم ، حيث يطالب هؤلاء بتطبيق الشريعة و احتقار المرأة و إحتقار كل ماهو غير إسلامي و إزدرائهم الفردانية و احترام حقوق الفرد ف ( الأنا ) معدومة كذلك في الإسلام.
وقد وصلت اليوم الحالة الغير مسبوقة الى خطر الحرب الأهلية وهو ما تنبأ به العديد من رواد الفكر الغربي ، لأن العقلية الإسلامية الرجعية يستحيل أن تتصالح مع منظومة القيم الغربية بدليل إنهم صاروا يهددون مضيفيهم الذين إستقبلوهم برحابة بسلمهم الإجتماعي و تغيير نمطهم المعيشي و الأخلاقي
سلسلة: في التنوير الإسلامي ٣٧
الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان و مكان
لشيخ الإسلام محمد الخضر حسين
تقديم و تحقيق محمد عمارة
صفحة ٦ الى صفحة ٩
تاريخ النشر : ١٩٩٩م
نهضة مصر للطباعة و النشر و التوزيع
____________________________________________________________________
Larry Siedentop says in his book, on pages 349 to 350, the following:
Like other cultures, Western culture is founded on shared beliefs. But, in contrast to most others, Western beliefs privilege the idea of equality. And it is the privileging of equality — of a premise that excludes permanent inequalities of status and a-script-ions of authoritative opinion to any person´-or-group — which underpins the secular state and the idea of fundamental´-or-‘natural’ rights. Thus, the only birthright recognized by the liberal tradition is individual freedom.
Christianity played a decisive part in this. Yet the idea that liberalism and secularism have religious roots is by no means widely understood. Evidently, the separation of church and state — the first great objective of the liberal tradition — has itself drawn attention away from these roots of secularism. But so too has a ‘civil war’ that has long raged in Europe, and may now be spreading to the United States. What is this civil war? It is a war in which religious belief and ‘godless’ secularism are understood as irreconcilable opponents, an understanding that was long fed by memories of the burning of Protestant ‘martyrs’ in sixteenth-century England, by the legend of the Spanish Inquisition and by a ‘holy alliance’ between churches (especially the Roman Catholic Church) and socially conservative forces in reaction to the French Revolution.
Those memories may have dimmed, but the perception of profound conflict between secularism and religious belief has been reawakened and taken a new form in Western societies recently. In Europe, massive immigration and the growth of large Muslim minorities have widened the range of non-Christian beliefs dramatically. And such beliefs have consequences. Quite apart from the acts of terrorism which invoke — more´-or-less dubiously — the name of Islam, Muslims are frequently encouraged to look forward to replacing the laws of the nation-state with shariah ‘law’. Islam seems to sit uneasily with secularism.
It is hardly surprising, therefore, that questions about the relationship between religious belief and secularism have re-entered public debate. When referring to the Christian roots of Europe in a proposed constitution for the European -union- became an issue in 2001–2, there were strong voices in support, for example from Poland. There were also strong voices opposed, notably from France. Yet the most widespread reaction was one of embarrassment, an uneasy wish that the question would go away. With the defeat of the proposed constitutional treaty in referendums, the question has gone away. But the embarrassment remains. And it is an important phenomenon, something which merits closer examination. For when examined, it throws light on why Europe does not project a more coherent identity onto the world today. It throws light on what I have called Europe’s ‘civil war’.
So let us try to get at the source of this embarrassment. For it seems to me that the widespread sense of discontinuity that Europeans at least tacitly acknowledge when reconsidering their past — and even more revealingly, their reluctance to embark on such a reconsideration — weakens Europe’s voice in the conversation of mankind. But not only that. It also helps to explain major differences between European and American attitudes. By what route have we got to where we are today? What is the relation of the secular state, liberal democracy and market economics to the European past? In answering these questions, we have become the victims of our own historiography — and not simply at a professional, academic level.
What is characteristic about historical writing in recent centuries? It is an inclination to minimize the moral and intellectual distance between the modern world and the ancient world, while at the same time maximizing the moral and intellectual distance between modern Europe and the middle ages. That inclination first appeared, we have seen, in the Italian Renaissance, with its admiration for antiquity and hostility to the ‘scholasticism’ of the universities and the church. But it was in the eighteenth century, especially among the French philosophes, that this inclination developed into a passionate anti-clericalism, which reshaped the understanding of European history.
Larry Siedentop
Inventing the Individual
The Origins of Western Liberalism
Penguin Random House UK Logo
First published by Allen Lane 2014
Published in Penguin Books 2015
013
Copyright © Larry Siedentop, 2014
The moral right of the author has been asserted
Set in 9.24/12.40pt Sabon LT Std
Typeset by Jouve (UK), Milton Keynes
-print-ed in Great Britain by Clays Ltd, Elcograf S.p.A.
A CIP catalogue record for this book is available from the British Library
ISBN: 978-0-141-00954-4
A few months ago, the American philosopher Larry Siedentop left our world. This was the last book he published.
Rest in peace 😞😞😞
#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)