أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فجر يعقوب - فيلم سوري ينتصر للشعر ضد السينما














المزيد.....

فيلم سوري ينتصر للشعر ضد السينما


فجر يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 1766 - 2006 / 12 / 16 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


يأخذ فيلم «أنا التي تحمل الزهور الى قبرها» للمخرجين السوريين عمار البيك وهالة العبدالله المشاهد في رحلة طويلة ومضنية (ساعتان وعشر دقائق). إذ يقدم ثلاث معتقلات سوريات سابقات، يروين قصصهن عن السجن السياسي والتجارب التي مررن بها. بدت المعتقلات الثلاث في الطريق نحو التعافي من شروخ نفسية ألمت بهن جراء ظروف الاعتقال، إذ سردن رواياتهن بهدوء وتأمل لافتين، وكأنهن يعشن في ماض بعيد لم يعد قائماً الآن... وكان في وسع هذا الماضي، مسرح تقاسم الذكريات، أن يقدم للفيلم قوة لولا افساده بشروحات لا لزوم لها. إذ يتسرب الفيلم بتلقائية إلى هوية أخرى يتنكر فيها للغة التي يفترض أن يقوم عليها في بنائه كفيلم تسجيلي.

ويذهب المخرجان البيك والعبدالله في تعاون أول بينهما إلى خلق «عداوة» بين أداتين مختلفتين في التعبير الفني (الشعر والسينما)، ذلك أن اتكاء الفيلم على شروحات قصيدة للشاعرة السورية الراحلة دعد حداد التي لم تنل الكثير من الشهرة خارج حدود بلادها، صنع هذا الانسداد أمام لغة بصرية لا تعترف بكل هذه التوضيحات. توضيحات نسمعها على لسان شاعر آخر هو نزيه أبو عفش، ترسم علاقات مضللة بما يخص السيدات الثلاث اللواتي جئن على رواية قصص سجنهن. ويكاد السؤال الذي تسأله إحداهن: «ليش صار هيك؟»، يختصر جدول هذه المنازعة مع الصورة الشعرية التي يستقوي بها الشاعر أبو عفش في الفيلم، وهو يشرح «أنا التي تحمل الزهور الى قبرها وتبكي من شدة الشعر»، وهذه الشدة بحسب – أبو عفش - لا تليق إلا بالشعراء العظام... رامبو مثلاً!

الصورة السينمائية تنحسر هنا في حضورها التجريبي لحساب الصورة الأدبية التي يصر أبو عفش على توضيحها على مسامعنا، فإذا قسنا معنى الشدة هنا، فإنها ترمز الى نضوج في المخيلة، والانحسار يشير الى العكس. لهذا ربما بدت كاميرا المخرجين السوريين عاجزة عن الذهاب الى أبعد من التفسيرات التي قدمها أبو عفش، ومتطفلة على عالم امتاز بهدوء وسكينة بطلاته وهن مصغيات لأصوات من الماضي البعيد تتبعثر في داخل كل واحدة منهن. هنا ذهبت الكاميرا الى تجريب شكلي دللت عليه صولاتها وهي تدعي الأحقية بالابتكار لجهة الزاوية والمساحة المعطاة للقطة نفسها. كما تبدو رواية المعتقلات السياسيات الثلاث فائضة على الشروحات التي تقدم بها الشاعر أبو عفش، ناهيك ان الدور الذي ارتضت به الكاميرا هو دور مضلل بامتياز لأنها عملت على إبداع مساحة موازية للتفسير تستدعي فيه الشعر، وقد تأرجحت (الكاميرا) بين صور دعد حداد الناضجة، والضمور الذي أصاب أداءها وهو يتعقب هذا التفسير الوحيد في الفيلم لمعنى «أنا التي تحمل الزهور الى قبرها» بدل أن تقوم به البطلات المفترضات.

«أنا التي تحمل الزهور الى قبرها» فيلم عادي يستمد «أهميته» من استعداده الكامل لدحض هويته، وهذه هي المفارقة الكبرى التي يغرق فيها تلقائياً بعد الانصياع الكلي الى الشعر... كبديل جاهز عن السينما



#فجر_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همبورغر عراقي في معسكر قوة التحمل الأميركي
- الشقيقان جلادو على متن التابوت الطائر
- أفواه وأرانب
- صنع الله ابراهيم يستسلم لروحانيات الآلة الكاتبة
- تلك القائمة
- الصورة الانكشارية
- في فيلم رشيد مشهراوي الجديد
- انفلونزة كونية
- دمشق في السينما
- الماكييرة الصلعاء
- الصورة أصدق انباء من الكتب
- عنف أقل
- وجوه معلقة على الحائط للبناني وائل ديب:الغائب الذي يعذبنا با ...
- الآثار العراقية في فيلم وثائقي
- جان جينيه والارتياب على آخر نفس
- لأدوية البطولية بحسب بودلير
- في فيلم باب المقام لمحمد ملص حلب لم تتغير.. بورتريهات شيوخ ا ...
- سيناريو لقصي خولي:يوم في حياة حافلة سورية
- سوردا للعراقي قاسم عبد
- الحياة معجزة


المزيد.....




- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...
- “الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة ...
- اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
- عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم ...
- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فجر يعقوب - فيلم سوري ينتصر للشعر ضد السينما