أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فجر يعقوب - في فيلم رشيد مشهراوي الجديد














المزيد.....

في فيلم رشيد مشهراوي الجديد


فجر يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 04:24
المحور: الادب والفن
    


الكومبارسات تلتهم النجوم بعد طول انتظار
يتكئ فيلم (انتظار) للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي على فكرة جميلة وذكية ومتطامنة، ولكنها تنتهي مع دوران الأمتار الأولى من الشريط الذي عرض أخيرا في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق ضمن فعاليات أيام الفيلم العربي_الفرنسي ، إذ يتحول الفيلم إلى مسرحية لا تكتمل فصولها في دول الشتات. ربما جاءت اللمعات التسجيلية التي صورت في لبنان أفضل من كل هذه السياحة الروائية المرهقة التي دارت فصولها في دول الشتات00 وغزة المتخيلة في السبات الروائي، وقد أعيد فيها تصوير ما هو مفترض في هذه البقعة المستحيلة من السيناريو في سوريا ولبنان..!!
تحول فيلم (انتظار) الذي ينشد معاناة الشعب الفلسطيني في داء اسمه (الانتظار) إلى انتظار سينما لا تجيء في موعدها، فلا يعقل أن تصل إلى المحطة الأخيرة (بعد غزة) كي ترى قوة الفيلم في النزعة الوثائقية التي منحت له مصادفة، وليس عن طريق السيناريو، وكأن هذا الإلهام قد تفجر في موعده هنا بالضبط، من دون ماكياج لمن يعمل على أرض الواقع. نقول سينما لا تجيء في موعدها لأن نقطة ضعف الفيلم الرئيسة تكمن في ممثليه الأساسيين، وهم يتبادلون الأدوار مع ممثليه غير الأساسيين، وليس في الأمر أحجية أبداً. فـ(الذريعة) الدرامية التي يتكئ عيها الفيلم برمته تخفق في التحقق منذ لحظاتها الأولى، أو منذ تلك اللحظات التي يقرر فيها المخرج النزق أحمد (لعب دوره المخرج الفلسطيني محمود مساد) من دون أن يقنع أحداً بالطبع، وقد اكتشف ضابط إسرائيلي أشقر أثناء تفتيش حقيبته حجراً فيها وهو يعود إلى غزة، ويسأله عنه دون أن نعرف لماذا, فلم نعد نرى وجه هذا الضابط بعد أن انكشف هنا الرمز التقريري للحجر على الملأ، ذلك أن أحمد يصر من بعد خروجه على التقاط حجر بديل وإخفائه في ثيابه من دون أن نعرف سبباً لذلك، وهو الذي يمقت كل شيء من حوله، وقد بدا ذلك واضحاً من نرفزته وتعاليه و"احتقاره" للمواطنين الممثلين في "دولته" ودول الشتات..!!.
تبدأ قصة "انتظار" هكذا. ينطلق المخرج أحمد برفقة المذيعة في التلفزيون الفلسطيني (عرين عمري)، والمصور لوميير أو منير، وهو أحسن تقني تلفزيونات ولا فرق هنا طالما أن الاسم لا يمس أحد الأخوين لوميير (لعب دوره المصور التلفزيوني يوسف بارود)، بهدف انتقاء أعضاء فرقة مسرحية تشكل نواة للمسرح الوطني الفلسطيني المزمع تأسيسه في غزة بعون من الاتحاد الأوروبي. ويدور الطاقم على مواقع الشتات الفلسطيني التقليدية، وهي في هذه الحالة الأردن، سورية، لبنان، بحثاً عن ممثلين مفترضين في أوساط اللاجئين وكان يتوجب عليهم في الاختبارات التي تحولت إلى عبء على الفيلم وأجهضته أن يمثلوا دور من ينتظر. طبعاً يتخلل هذا البحث مفارقات مضحكة، ارتجلها البعض في سياق الاختبارات، وبعضها جاء ليكمل المسار الثقيل الذي اختطه الفيلم بعد أن وقع في شرك نصبه لنفسه بنفسه ولولا مهارات المصور الفرنسي جاك بيس لسقط الفيلم برمته في شرك المسرح، فلا نعود من بعدها نعرف ما إذا كان الاتكاء على فرضية مخرج حقيقي بعينه، ومصور تلفزيوني بعينه تعود مجدية في حالته، وكأن التعبير عن الواقع بالواقع نفسه يصبح لا معنى له هنا، إذ يخون السينما نفسها. فإذا ما أردت ممثلاً يؤدي دور مخرج، فلا يعني هذا أن تحضر مخرجاً حقيقياً ليؤدي دور المخرج المطلوب أمام الكاميرا، وكذا الحال بالنسبة إلى المصور الحقيقي الذي تولى بالكاميرا الرقمية مهمة إكمال "الخيانة" من حيث بدأت، فقد تداخل الأداء ببعضه البعض، وأطاحت "كومبارسات" المنفى، بالأبطال وطباعهم والتهمت طاقم البحث، وبدا واضحاً أن حضور ممثلين مخضرمين مثل عبد الرحمن أبو القاسم و صبحي سليمان قد أطاحا بالفكرة من أساساتها، حتى أن حضور بعض الشخصيات الثانوية التي تنتظر شيئاً لا يجيء تفوقت على "ثلاثي أضواء المسرح" الفلسطيني المسؤول عن تجميع كومبارسات الشتات.
على أن مشكلة هذا الفيلم بالتأكيد لا تكمن في الفكرة الجميلة التي تذرع بها، بل في التنفيذ وقد خضعت لجراحة مسرحية ثقيلة بدا واضحاً معها أن مشهراوي قد سلّم أمره بالكامل للمسرح الفلسطيني الذي ينوي (أبو جميل) تأسيسه في غزة، وكأنه لم يغادره أبداً حتى من قبل أن تشيد دعاماته بعون من الاتحاد الأوروبي أو من دون عون، فهذا المسرح الذي لا يعود موجوداً بفعل غارة إسرائيلية يغلق ستارته أمام ممثليه الثلاثة، فقد دفنت الفكرة هناك، وقام المخرج والمصور بالتمظهر حول ذاتهما الحقيقية في الواقع اليومي، وقد جرّا معهما المذيعة التلفزيونية التي بدت وكأنها هاربة للتو من مبنى تلفزيوني دمر بالكامل، ليس بسبب من غارة إسرائيلية، بل من غارة Make – Up غير موفقة، منعت المخرج الموهوب مشهراوي من إكمال توضيب رحلته، فقد جاءت قاسية وفيها الكثير من المطبات التي تعنى بمحاولة (شرح اتفاقية أوسلو سينمائياً)، وأضحى واضحاً من صراخ أبو جميل (لعب دوره عبد الرحمن أبو القاسم) عبر الهاتف النقال أن حفنة من الكومبارسات قد قامت بالتهام الممثلين من دون معرفة قواعد الميزانسين السينمائي، الذي قد يقدم (كومبارساً) بحلة أحسن من نجم والعكس..!!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزة كونية
- دمشق في السينما
- الماكييرة الصلعاء
- الصورة أصدق انباء من الكتب
- عنف أقل
- وجوه معلقة على الحائط للبناني وائل ديب:الغائب الذي يعذبنا با ...
- الآثار العراقية في فيلم وثائقي
- جان جينيه والارتياب على آخر نفس
- لأدوية البطولية بحسب بودلير
- في فيلم باب المقام لمحمد ملص حلب لم تتغير.. بورتريهات شيوخ ا ...
- سيناريو لقصي خولي:يوم في حياة حافلة سورية
- سوردا للعراقي قاسم عبد
- الحياة معجزة
- فلسطين ذلك الصباح
- باربي الجزيرة
- تجار الألم
- يوميات بيروت: الطيران فوق المجتمع المثالي بعكازي خشب
- حصافة الصورة التي لم يعد بالإمكان تقليبها بين الأصابع


المزيد.....




- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فجر يعقوب - في فيلم رشيد مشهراوي الجديد