أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فجر يعقوب - سيناريو لقصي خولي:يوم في حياة حافلة سورية














المزيد.....

سيناريو لقصي خولي:يوم في حياة حافلة سورية


فجر يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


يفاجئ الممثل السوري قصي خولي بصفته مخرجاً لفيلم روائي قصير حمل اسم «سيناريو». المفاجأة طيبة بطبيعة الحال، فالفيلم يحمل شحنة تعبيرية قوية ومبشرة، وان بدت بعضها زائداً، فإن هذا لا يضيرها كتجربة أولى.
تتحرك الكاميرا من فوق بقعة ماء صغيرة في حارة شعبية صعوداً الى الأعلى، وكأنها تواكب صعود الروح منذ البداية على وقع أغنية «أسامينا» للسيدة فيروز. الكاميرا بفعلها الواعي تكشف مصير البطل (النحات في الحياة الواقعية عيسى ديب)، والذي يستعير هنا في الفيلم دور سيناريست كبير يعمل على التفاصيل الصغيرة بدأب نحات لا علاقة له بمنحوتات من أي نوع: (الاستماع الى الرسائل الهاتفية المسجلة، وهو الشيء الوحيد الذي يقودنا الى التعرف الى مهنته - تناول قرص فيتامين c – تسجيل ملاحظة ابنة شقيقته بخصوص «البونبون» – مداعبة القفص الذي يحوي داخله طيراً - النزول على الأدراج في رحلته الأخيرة المعلومة).
يمشي «الكاتب الكبير» في زقاق ضيق حيث يلتقي وجهاً لوجه بطفل صغير له سحنة غريبة. تلتقي نظراتهما ويقرر هو بعد تحية الطفل له بـ «صباح الخير عمو» أن يثبت وجهه في الصورة حيث تأخذ طبيعة لونية أخرى . هذا التثبيت سيكون سلاح الكاتب في معركته النهارية الأخيرة مع التفاصيل الكثيرة التي ستصادفه في طريقه. سيلتقي بأناس تحولوا الى جماد، وبدوا كما لو أنهم غادرونا منطفئين الى أزمنة أخرى. شيء يذكر ببعض مشاهد فيلم «الخالدة» لآلن روب غرييه (1963). المتسكع في الحديقة. بعض وجوه السوق الشعبية التي يمر فيها. ماسح الأحذية الماكر... الخ.
على أن الفيلم لن يمتلك قوته الا بصعود البطل الى حافلة عمومية (فان). وفيها التجمع البشري الأخير الذي سيشهد على حريته التي يبحث عنها، ففي هذه اللحظة تتجمع دقائقه الأخيرة في الحافلة البيضاء. وعادة تبدأ الأمور هكذا، وقد لا تنتهي الا الى مشهد يحمل قيمة تجريدية أكثر مما نفترض في مثل هذه الحالة، اذ تنقلب الحافلة نتيجة رعونة السائق. ربما هي السرعة التي أرادت لركاب هذه الحافلة بالتحديد أن يلاقوا ما لاقوه، فيما هم يتنافسون على مضايقة صبية حلوة (تاج حيدر) بغية التحرش فيها، ان لم يكن الاحتكاك فالنظرات، باستثناء الكاتب الكبير الذي لم يكن يملك سوى سكينة تراجيدية تسمح لها هي الأخرى بالانشغال بنظراته التي لا تكتمل الا مع انقلاب الحافلة. أو هي درجة ميل الكاميرا ،لأن سقوط حبات البرتقال وبقائها على الأرضية (لفضح زيف الحادثة ربما) وخروج الركاب ركضاً لا يوحيان بأن هنالك انقلاباً حقيقياً، فما يريده البطل هو الانعتاق الذي يخصه هو ولا يخص الآخرين، اذ يغمض عينيه الى الأبد.
وهنا تعود الكاميرا وحدها من دون اضطراب يذكر الى منزل الكاتب الكبير وقد فتح الباب على مصراعيه بما يشبه بروفة لخروج الطير من القفص، ولتتوقف ثانية أمام آلة التسجيل التي ستدور من تلقاء نفسها من أجل مواصلة أغنية «أسامينا» ثم تتجه نحو بورتريه للكاتب نفسه وضعت عليه شارة سوداء ربما بدت غريبة وفضحت لحظ الانعتاق كما أرادها صاحبها.
على أي حال يظل فيلم «سيناريو» للمخرج السوري الشاب قصي خولي، وكان قد شارك به في الدورة الأخيرة لمعهد العالم العربي بباريس يحمل تباشير سينما سورية جديدة، وان بدا في بعض نتاجاتها أنها تخالف قوانين السينما المستقلة باعتمادها على امكانات الشركات الكبيرة، فما من استقلالية تكون ناجزة دوماً.



#فجر_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوردا للعراقي قاسم عبد
- الحياة معجزة
- فلسطين ذلك الصباح
- باربي الجزيرة
- تجار الألم
- يوميات بيروت: الطيران فوق المجتمع المثالي بعكازي خشب
- حصافة الصورة التي لم يعد بالإمكان تقليبها بين الأصابع


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فجر يعقوب - سيناريو لقصي خولي:يوم في حياة حافلة سورية