أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - خيط حرير














المزيد.....

خيط حرير


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 8025 - 2024 / 7 / 1 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


في بداية ارتباطي به، حسدت نفسي لأنني وجدت فيه ميزة عظيمة ألا وهي قبول الأشياء كما هي.
بعد مرور أعوام قليلة، لم نعد نتشاجر ثم نسينا كيف يكون النقاش!.
اتسعت مساحات الصمت بيننا، فأدركتُ أننا نفتقد لخيط رفيع يربط بين أي زوجين، والذي ما أن يلمس طرفاه حتى تتوهج الحياة فيهما وتشتعل!.
كنت أنتظر حديثه معي في أي أمر حتى لو علا صراخنا. رجوت الغيوم أن تمطر فوق صحرائي حتى لو كان المطر بلا منفعة. روحي بدأت تذوب وجسدي يفقد رونقه!.
قد أكون مجنونة في افتعال المشاكل إذ كنت أرغبُ في معرفة مكنونات نفسه وما يضمره لي من مشاعر بعد قرار النوم في غرفة منفصلة، حينما توقفنا عن ممارسة الحب قبل شهور.
أحيانًا تجتاحني رغبة في اقتحام غرفته، فأنهارُ في أحضانه تتلقفني ذراعيه في حنان وشغف وأنال من القُبل والعناق ما يجعلني أنام ملء عيني بعد ارتواء جسدي منه، لكن زوجي اتخذ من الصمت سلاحًا ومن التجاهل زورق نجاة.
أي كان ما أشعر به الآن هي مجرد أحاسيس أعجز عن تفسيرها، لكن هل حقًا عليّ تسمية كل ما يعتريني من مشاعر؟.
ماذا لو عجزت الكلمات عن ترجمة تلك المشاعر؟.
هل تبقى حبيسة جدران القلب الذي يشبه خيمة متهرئة في عراء، أيّة ريح عابرة قد تطيح بها!.
كان لا بد من وضعه تحت مجهر ظنوني. رحت أراقبه، بل ذهبتُ أبعد من ذلك حينما اقنعتُ نفسي بضروروة التجسس على هاتفه كلما سنحت الفرصة وقد حدث ذات صباح - حين ظن أني خارج البيت - فراح يتحدث بصوت نقر في قلبي كما ينقر المطر على بلور النوافذ. سمعته يحدث شخصًا، لكن ما علاقة زوجي بطبيب الأمراض التناسلية؟! .
ها أنا قد أمسكت بطرف الخيط وكان عليّ الوصول للطرف الثاني لعلي أهدأ واستكين!.
عرفتُ بإصابة زوجي بمرض تناسلي إثر علاقة عابرة أقامها مع فتاة في إحدى سفراته، عندها، لجمني الصمت لأجد نفسي عاجزة عن اتخاذ أي قرار.
وأنا أنظر إليه وهو يرتشف شاي العصر بصمت كعادته، شعرت بالشفقة عليه، ثم تبدلت تلك المشاعر بالسخط، ثم خيم الحزن على قلبي ليشل عقلي عن التفكير .. الحياة تطفو وتغيب وأنا لا أفعل شيئًا سوى مراقبتها وهي تخبو في داخلي فأتصلب وأتيبس.
خطوة تجر الأخرى، لكن إلى أين؟.
تحاملت على نفسي لأفتح النافذة .. وأنا أنظر لحديقة منزلنا، التي غادرتها الطيور منذ أن قطعنا أشجارها .. تساءلت: ما الذي تريده الحياة مني هذه اللحظة؟.
بل ما الذي أريده أنا من الحياة وقد غدوت امرأة بلا جسد، امرأة خنقت بخيط من حرير شهوتها وإحساسها؟!.
نظرت إليه وهو يرمي بما تبقى من سيجارته مستعدًا للمغادرة .. سألته:
- ما الذي تريده على العشاء؟.
أجابني ويده على مقبض الباب:
- أي شيء .. الأمر متروك لكِ.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم المنتصف
- حدث فجرًا
- تنازل
- العاصفة
- الحسناء جارتي ( حوارية )
- قارب في البعيد
- ليست قصة
- عين وساق
- الأعمى
- طاولة ونافذة
- صفر .. ثلاثة
- صباح كهرماني
- شاي بنكهة النعناع
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية ( الوشاح الأحمر ) للكاتبة فو ...
- سيدة الشمس
- زوج الكلبة
- رسالة امرأة غير صالحة للنشر
- زهرة الكالا البرية
- خالتي نرجس
- درج خشبي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - خيط حرير