أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - تنازل














المزيد.....

تنازل


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 8021 - 2024 / 6 / 27 - 18:50
المحور: الادب والفن
    


بضربة بيضاء مباغتة قتلت فرسه السّوداء المحتمية بالجنود الثلاثة.
في بداية المعركة، توقع الصمود للنهاية، تفاجأ حينما ألقى الجنود أسلحتهم ليواجهوا مصرعهم بعد النقلة الرابعة، نظرت إليهِ من طرف عينيَّ نظرة المنتقم.
النصر يكمن في هزم خصمك من الداخل عندما تزعزع إيمانه بنفسه وتهز بعنف جذور بقائه فيسقط مهما كانت قوته.
بدأت أترقب ردة فعله.
ربما لحظات الاحتضار الأخيرة تمنحه صحوة الحياة، فيحدث ما لم أتوقعه.
زمَّ شفتيه وهو يحدق في فلوله متحاشيًا النظر إليّ. أفراد جيشي يهيمنون على الميمنة، بينما الملك يقف في قلب الحدث.
تمتمتُ مع نفسي: ثمة مربعات قليلة وأعلن انتصاري حاملة رايتي فوق المروج الرمادية!.
سأتريث، فرؤيتي له يتعذب من ألم الانهيار، تبعث فيّ شيئًا غريبًا يفوق شعور الانتصار، كأنك تعبث بحياة خصمك، تجعله لا يفرق بين خيطك الأبيض من خيطه الأسود.
الآن يحاول إعادة ترتيب خططه. يفكر في قلب موازين المعركة. محاولته لتمديد الوقت أصابتني بالضجر!.
الحرب بين الأسود والأبيض لا تعني أنها بين الحق، والباطل، أو بين الذكاء، ونقيضه، إنها بين من يعمل بصمت وبين من يثرثر بلا عمل.
رائحة الفوز أخذتني في رحلة ممتعة، نحو الأفق، لكني عدت بسرعة حين مد يده وبنقلة غبية مرتجفة فقد فيله العظيم.
ارتشفت قليلًا من قهوتي الباردة التي أصبحت داخل فمي ساخنة حين سمعت صوت تهدم قلعته، التي أصبحت ملاذًا للوزير محتميًا خلفها ظنًا منه أنه سينجو من الهلاك.
كل ذلك بث الشجاعة في صفوف جيشي، فتقدمهم وزيري يحمل راية النصر. الرقعة بجهاتها الأربعة وبعدها الخامس أمامه.
تحولت أرض المعركة إلى مقبرة للرغبات وتصفية لحسابات قديمة.
رؤيته مهزومًا تثير الأسى!
انتظرت سماع تأوهاته، ها هو آخر جندي من جنوده يسقطُ كما تسقط قطرة مطر في صحراء وقت الظهيرة.
جيشي العظيم ينتظر الإشارة ليودي بالملك الأسير إلى نهايته، خذلانه قضى على شهيتي للقتل، لم يدفعني للانتقام!.
وسط دهشة أفراد جيشي، إذ لم يتعودوا أن يروني رحيمةً بعدوي، منحته حريته، لكنها حرية العبد!.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاصفة
- الحسناء جارتي ( حوارية )
- قارب في البعيد
- ليست قصة
- عين وساق
- الأعمى
- طاولة ونافذة
- صفر .. ثلاثة
- صباح كهرماني
- شاي بنكهة النعناع
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية ( الوشاح الأحمر ) للكاتبة فو ...
- سيدة الشمس
- زوج الكلبة
- رسالة امرأة غير صالحة للنشر
- زهرة الكالا البرية
- خالتي نرجس
- درج خشبي
- مَنْ أنت في أي علاقة؟
- حنين العودة
- حلم غاف


المزيد.....




- ما أبرز الرسائل والمخرجات عن القمة الصينية الأمريكية؟
- توفيا أثناء تأدية عملهما.. رحيل المصورين ماجد هلال وكيرلس صل ...
- وزيرة الثقافة الفرنسية تمثل ماكرون في افتتاح المتحف المصري ا ...
- صالون الجزائر الدولي للكتاب يفتح أبوابه أمام الزائرين
- العبودية الناعمة ووهم الحرية في عصر العلمنة الحديث
- كلاكيت: الذكاء الاصطناعي في السينما
- صدر حديثا. رواية للقطط نصيب معلوم
- أمستردام.. أكبر مهرجان وثائقي يتبنى المقاطعة ويرفض اعتماد صن ...
- كاتب نيجيري حائز نوبل للآداب يؤكد أن الولايات المتحدة ألغت ت ...
- إقبال كبير من الشباب الأتراك على تعلم اللغة الألمانية


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - تنازل