أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - شُعاعٌ حَذوَ مِحرَابِ الإيمان














المزيد.....

شُعاعٌ حَذوَ مِحرَابِ الإيمان


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 8000 - 2024 / 6 / 6 - 18:25
المحور: الادب والفن
    


(النصُّ من واقعٍ وليس من خيالٍ في عنان، وكُتِبَ لمناسبةِ تلبيةِ ضيوفِ الرَّحمنِ؛ «لبيَكَ اللّهُمَ لبيَك» مِن كلِّ فجٍّ ولونٍ ولِسان)…

إنَّ للهِ أهلينَ أعرفُهمُ أنا ولستُ منهمُ بالوجدان، بيدَ أنّي كجليسٍ لهمُ أرنُو وأطمعُ بامتنان.

ولقدِ انهَارَ بينَ يديَّ سَدُّ الذِّكرياتِ الآنَ، فتَفَجَّرَ تَيَّارَ الذَّرف ليفصحَ عن حرفٍ حبيسٍ وأسيرٍ للسَّدِ كانَ. إذ قعدَ حَذوي «بنغَلاديشيٌّ» يتلو مِن آي القرآنِ ما تَيسرَ لهُ مِن وردِهِ مَا كانَ. الزَّمانُ كانَ مِن بَعدِ صَلاةِ العَصرِ، والشَّهرُ شَهرَ رمضانَ كان. وكانَ المكانُ محرابُ الحَرمِ النَّبويِّ العَامِرِ بالإيمانِ المَعمورِ بالأمَان وكانَ، الاطمئنانُ يَغشَانا، وكنتُ أنا غَارقاً بِهَيبَةِ المَعانِ وكانَ، مَسمَعي بِتِلاوَةِ الآياتِ بلَكْنَةٍ بنغَاليةٍ ولهانَ وهيمانَ وكانَ، البَنغَاليُّ يَتلو لنفسِهِ دونَ الجَهرِ مِنِ القَولِ باستِمكانٍ وبعُسرَةٍ في اللسَان وكان، الحَشدُ مِن حولِنا منصِتاً ناظِراً لحظاتِ إفطَارٍ ونغمةِ الأذانِ وكان، جَمالُ تِلكَ الدَّقائق قد تقَيَّدَت حُرُوفُها بينَ تلكَ الأركانِ فكانَ، أن أمسى وَصفُهُ عَسيراً على قلمي واللِّسَان ثمَّ كان، أن وَصَلَ البنغَاليُّ لتَرتيلِ "كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّستَنفِرَة * فَرَّت مِن قَسوَرَةِ" وكان، أن تَنبَّأتُ أنا أنَّ تغريدَ تلاوتِهِ سيَصطدمُ بتراكمِ هذهِ الأغصان؛" مُّستَنفِرَة ، قَسْوَرَة" فَصدقَت نبوءتي وكَانَ الوقفُ وكان، أن جَاهَدَ ثمَّ جاهَدَ لنطقِها وينفذَ من بينِ تلكَ الأفنان، وَلكن هَيهَات على لسانِهِ فَصاحَة التِّبيان وكانَ، أن خَشيتُ أنا عَليهِ من جهادِهِ أن تَتَفَكَّك لَديهِ الفَكَّان فكانَ، أن تَبَسَّمتُ أنا بَسمَةً مَسمُوعةً ما كتَمتُها رُغم هَيبَةِ المَكانِ فكان...

أنِ انفجرَ الحَشدُ من حَوالينا ضَاحِكينَ بخفاءٍ بلا بهتان وكانَ، تَبسُّمي وكَأنَّهُ لهمُ كانَ إشارةُ إطمئنَانٍ بالضحك ثمَّ كَانَ، أن عانَقتُهُ توَدُّداً فَعانَقني تَفاخِراً بِي أنيَّ العربيُّ ذو العِقالِ الناطِقُ بلسانِ القرآن ثمَّ كانَ، أن أسررتُ في نفسي بحضرةِ نورِ هذا المكان ما كانَ، منَ ندامةٍ على ما كانَ مني من تفريطٍ خفيٍّ مخزٍ مُهانٍ فكانَ، أنِّي أعلنتُ لهُ؛ بل أنّي بعناقِكَ لفخُورٌ يا أرقَّ لسانٍ في إنسَان، ثمَّ كَان، أن قَرأتُها عَليهِ مَرَّتينِ مُعَلِّمَاً إيَّاهُ فنَطقَها سَلسةً بعِرفان وكانَ، العَجَبُ قد أذهَلني مِمَّا حَدَثَ من سلاسةِ نُطقٍ في فيهِ كان.

عجبي!

أنا ما جِئتُ البَنغاليَّ بسِحرٍ من التِّبيانِ إلّا أن قَرأتَها مرتينِ فَقَرأهَا فَصيحةً باحتِضَان ثُمَّ كانَ، أنِ انطَلَقتُ مُتَأمِّلاً أسِرُّ القَولَ في خَافقي بكتمَان؛

«حمداً مباركاً لرَبِّيَ العزيزِ الرَّحمن! أن جَعلنا نَحنُ العَربُ مَادةَ الإسلام في بدوٍ وحَضرٍ وفي كلٍّ بيتٍ وبنيان».

أجل، نحنُ حَملةُ رِسالةٍ قَسْوَرةِ، والكَافِرونَ هم حُمُرٌ مستَنفِرَة، وهكذا قَضَى اللهُ وهكذا قدَّرَ فَكان، وَلَسَوفَ يَظلُّ الدِّينُ ظَاهِراً على الدِّينِ كُلِّهِ رُغم كلِّ مكرٍ مظنونٍ مُظان، مادامَ زَمزمُ نَضَّاخَاً بالأمانِ وهَذهِ القبَّةُ الخَضراءُ تَتَلألأُ بالإيمَان، وإنَّما «اللَّهُ أَعلَمُ حَیثُ یَجعَلُ رِسَالَتَهُ» ، «وَاللَّهُ یَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن یَشَاء وَللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظِیمِ »، «كَذَ لِكُم قَالَ اللَّهُ مِن قَبلُ»، فسُبحانَ خَالقِ الأكوَان مُنْزِلِ القرآن. ثُمَّ..

بعدَما أكملَ البَنغاليُّ التِّلاوةَ طَلبتُ منهُ بتَوَدُّدٍ وعرفَان، تلاوةَ الآيةِ هَوناً دُونَ عَونٍ مني بل وتحتَ إغراءِ الرِّهانِ فكانَ، أن عَجزَ لسانُهُ عن نطقِها بِاستِحسانٍ وتبيانٍ ثمَّ كَانَ، أن نادَى المُنادِي «اللهُ اكبرُ» فَنَبَضتِ العُرُوقُ بمَاءِ زَمزمَ ومَضَغَت عجوةُ المَدينةِ وكانت للعُرُوقِ هيَ الدِّهان وكانَ، أن ثَبَتَ الأجْرُ عندَ العزيزِ الرَّحمن وكان، أن تَلألأتِ الوجُوهُ بعدَ الإفطارِ بنورِ التَّوحيدِ والإيمان وكانَ، ذلكَ الحَدثُ في تلكَ الرِّحَابِ الطَّاهِرَةِ يَعدِلُ باريسَ وبرجَها ولَندنَ ومَرجَها وما فيهما مِن عُنوان وكانَ ، يعدلُ بَرلينَ وخَرجَها وروما وفَرجَها وما فيهما مِن مَبان.

لأنَّ عَبَقَ عطرِ تلاوةِ ذاكَ البنغَاليِّ المُعدمِ البائس كإنسان، كان اعْطَرُ مِمَّا مَلَكَتْهُ قُصُورُ باريسَ من عُطُورٍ على مرِّ حقبِ الزَّمان.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تَثريبَ على حَيوانِ -الكَسول-
- مِن حِوَاري مع صَديقتيَ النَّملةِ
- قَرفَصَةُ الهِّرَّةِ الحَامِل
- عِلمُ مِيكانيكا المِسْبَحَة
- وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ
- بَقيةٌ مِن سِيجار
- همسةٌ في رمضانَ معَ -أبي عدنانَ-
- اسبينوزا الحَنين
- الصحافة بظرافة
- [ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]
- بَغداديات؛ تَحْتَ مَوْسِ -عَادِلَ- الحَلاق
- النبي الأمين وغزة فلسطين
- رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ
- عن رحيلِ -كريم العراقي-
- [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]
- [ مِن عَليِّ الجَنابي إلى عَليِّ السُّودانيّ مع التَّحية ]
- أنا والشَّيخُ محمَّدُ الغَزالي
- - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -
- عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - شُعاعٌ حَذوَ مِحرَابِ الإيمان