أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ














المزيد.....

وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7953 - 2024 / 4 / 20 - 02:57
المحور: الادب والفن
    


قالَ لي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خُلقت من ضِلْعٍ، وإنَّ أعوجَ ما في الضِّلْعِ أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمُهُ كسرتَهُ، وإن تركتَهُ لم يزل أعوجَ، فاستوصوا بالنساء خيراً)،
فقلتُ لهُ : وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ، ثمَّ استدركتُ أنَّ هذا القول يا صاحبي بحواجبِ الإماءِ لا يتغزَّلُ، بل بمضارب مُفردةِ (العوج) يتنزَّلُ، وهاكَ تفسيرَها بحرفٍ عَفيفٍ خَفيفٍ لطيفٍ يتجزَّلُ.
فأمَّا العَوَج؛ بفتح العينِ نقوله لشيءٍ ملموس: (في قوائم الدابة عَوَج، في جدارِ الدار عَوَج،..). وأمَّا العِوَج: بكسر العين فنقوله لشيءٍ محسوس؛ (تَبْغُونَهَا عِوَجًا) ، (أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا) ، (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ). (لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا).
فقالَ لي: مهلاً يا صاحُ، فأنا لستُ من أقوامٍ ذي فكرٍ عِوجٍ، وتراها مُتلهفةً ومُغرمةً بتدليس عمائم ضالةٍ مُنتنةٍ مُضلة في ذا دهرٍ ذي طَرفٍ عَوَجٍ وعُرفٍ عِوَج، فحذارِ وإيَّاك من تدليسٍ عليَّ من مثله، فإنَّ آيةَ (لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا) تصفُ نسفَ الجبالِ، وإنَّما الجبالُ شيءٌ مرئيٌّ ملموسُ؟!
فقلتُ لهُ: أجل يا صاح، ولستُ بمدَلِّسٍ وحاشا للهِ أن أكون ذا عمامةٍ مُدَلِّسةٍ أو حتى غيرَ مُدَلِّسة، لكنِ الأمرُ ليس كما ذهبتَ فأشهبتَ، بل فيه نكتةٌ لطيفةُ بديعة، وذلك أنَّ ربَّنا اللهَ ﷻ حتماً سوف ينسفُ الجبالَ نسفاً يجعلُها قاعاً صفصفاً لا يمكن لحسِّكَ أن يشعرَ أن فيها عِوَجاً محسوساً، فضلاً أن ترى عينكَ فيها عَوَجاً ملموسا، وهكذا فَسَّرَ سيد صنعةِ الضَّاد "الزمخشري" من قبلُ في تفسيره "الكشاف"، إذ قال : [..لو انكَ عَمدتَ إلى قطعة أرض وبالغت في تسويتها على عيون البصراء، واتفقوا على أنه لم يكن فيها اعوجاج، ثم استطلعت رأي المهندس فيها، وأمرته أن يعرض استواءها على المقاييس الهندسية، لعثر فيها على عوج لا يدرك بحاسة البصر. فنفى الله ذلك العوج الذي لطف عن الادراك إلا بمقاييس الهندسة. وذلك الاعوجاج لما لم يدرك إلا بالقياس دون الاحساس لحق بالمعاني، فقيل: فيه (عِوَج) بالكسر].
فقالَ لي: أجل صاح، وألتمس منك العذرَ وقد قذفتك بعار عمائم التدليس؟
فقلتُ له: لا عليكَ يا صاح، فعمائمُ التدليس لا لومَ عليها، لأنها لا تتجرَّأ على قذف تدليسها على قوم حتى تستيقنَ أن أولئك القوم قومٌ مُرجفونَ مُرحِّبونَ بل مُغرَمون بكل ذرفٍ عِوَج، ثم تراها - اي العمائمَ - منطلقةً تقودُهم في كل طريقٍ عَوَج.
انتهى.
ثم التفتُ لزوجٍ حذوي آمراً لها بقولٍ في الودِّ كفيف: آتني غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِيتُ مِن حِواريَ هَٰذَا نَصَبًا، أوَما تَرَينَ حاجبَ السَّاعةِ قد غمزَ للرابعةِ عصراً ، أمَا وإنكِ لزوجٌ عَوَجٌ عِوَجٌ عُوُجٌ عُوَجُ وعِوُجٌ، وبئس يوم العرس وكانَ يومَ نحسٍ مستمرٍّ وكانَ ذا نوءٍ عِوَجٍ؟
فردَّت عليَّ زوجي بتَغَنجٍّ يَبَسٍ ذي عِوَج وقالت لي:
وهلِ تهي (الشخابيط) التي تكتبها قدِ اسْتَنْزَفَت قواكَ وجعلَتكَ جائعاً يا بَعليَ ذي اللسانِ العَوَجِ العِوَجِ العُوُجِ العُوَجٍ والعِوُج؟
فقلتُ في سرِّي : واهٍ ثم آه! ما أرانيَ إلّا قدِ اقترنتُ بزوجٍ، العمائمُ أهونُ منها حديثاً وأقومُ قيلا !!



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَقيةٌ مِن سِيجار
- همسةٌ في رمضانَ معَ -أبي عدنانَ-
- اسبينوزا الحَنين
- الصحافة بظرافة
- [ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]
- بَغداديات؛ تَحْتَ مَوْسِ -عَادِلَ- الحَلاق
- النبي الأمين وغزة فلسطين
- رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ
- عن رحيلِ -كريم العراقي-
- [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]
- [ مِن عَليِّ الجَنابي إلى عَليِّ السُّودانيّ مع التَّحية ]
- أنا والشَّيخُ محمَّدُ الغَزالي
- - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -
- عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)
- هَلّا دَرَيتَ أنَّك النّوْفَلُ النَّفَلُ


المزيد.....




- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- عودة قوية للسينما البحرينية إلى الصالات الخليجية بـ-سمبوسة ج ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ