أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - [ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]














المزيد.....

[ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7825 - 2023 / 12 / 14 - 16:56
المحور: كتابات ساخرة
    


مع هوسِ صريخِ الحناجرِ على المَنابرِ كافةً، دينيةً كانت أم علمانيةً في أيامنا العراقية هذه لأزِّ النَّاسَ أزَّاً نحوَ سِيركِ الانتخابات
ويحُقُّ لي كمواطنٍ ان أدلي بهَوَسي في ذا شأن، وإذ رأيتُ خَيمةَ هذا السَّيركِ السَّمجِ في مناطقِ «الطَّائفةِ السّنيَّة» قدِ اتَّكأتْ بلِ ارتَكزت على أعمدةٍ عوجاء أهمّها «قاعدةٍ شَرعية تقول؛ «إنْ لمْ تَحصلْ على الكلِّ فلا تَتركِ الجُزءَ»، او هكذا هو ممَّا ترسبَ في ذِهني من نَصِّها، غيرَ إني أعلمُ قاعدةً هي أفصحُ منها وأنصحُ، تقول؛ «ما لا يُدرَكُ كلُّهُ لا يُتركُ جلُّهُ»
ويَقيناً أن لدى الطّائفةَ الشِّيعيَّةَ قواعدُ لأزِّ النَّاسِ مختلفةٌ وربما أحلى وأعلى لكنِ الرَّايةُ السائدةُ تهرولُ تحتَ ذات الغاية وذاتِ القاعدة.
وإنَّما هذي القاعدة هيَ قانونُ حقٍّ أُريدَ بهِ لا أقولُ باطلاً بل قانونُ «فَرهودَ»، إذ هي قاعدة بسِيفٍ ذي حَدين؛

- حدٌّ معلومٌ مفهومٌ ويَبعثُ بل ويُفجِّر في النُّفوسِ العِلمَ والعَملَ، ويُحفِّزُها للقَفزِ بتَتابعٍ مَحمودٍ تتراً نحوَ العلوِّ والسِّمو، ويمحقُ فيها اليأسَ والقُنوط.

- حدٌّ مَذمومٌ مَسمومٌ ويعبثُ بل ويٌدمِّرُ في الرُّؤوسِ العِلمَ والعَملَ، ويَستفزُّها للغَمزِ بتدافعٍ مَعمودٍ للدُنو والخنوِّ، ويُطلِقُ فيها اليأسَ والهُبوط.

وهذا الحدُّ المَسمومُ هو المسلولُ اليومَ حينما فهِمنا تهي قاعدة «إنْ لمْ تَحصلْ على الكلِّ فلا تَتركِ الجُزءَ» على أنَّها «إنْ لم تَحصَلْ على الشَّاةِ فلا تَتركِ الفُتات»، ولَعمريَ إن هذا لهوَ فهمٌ سقيمٌ بذيئٌ عقيمٌ دنيئٌ مردودٌ غيرُ مَحمودٍ؛ «التَّهافتُ على الفَرهود» مِن قبلِ الرَّعيةِ والرُّعاةً. وهكذا فإن كثيراً مِنَ النَّاسِ (النَّاخبين) قد فَهموا القاعدةَ فَهماً غَيْرَ الذي قِيلَ لَهُمْ، لذلكَ تَرانا بكافة طوائفنا ومنذُ عَقدينِ في ديارِنا بلا كهرباءَ، داخرين بلا ماءَ، صَاغرين بلا خدمات ولا دواءَ من زَاخو الى أبي الخَصيب، أو هكذا كنَّا نقولُ قبلَ أن يتبخَّرَ منّا قضاءُ «أبو الخَصيب». وهكذا أصبحَ -وبأسفٍ موجعٍ- مآلُ الحالِ اليومَ.
وكانَ قد فَهِمَ حدَّ ذا السَّيفِ المسموم مِن قبلِنا كلٌّ مِن؛
«السَّاداتُ» فتراهُ قد تَركَ مَسرى الرَّسولِ وهرولَ لاهثاً الى «كامبَ ديفيد» ورضيَ بفتاتِ سَيناءَ
وكذا فعلَ «ياسرُ عرفاتَ» لمَّا تركَ كلَّ فلسطينَ وهرولَ لاهثَاً الى «أوسلو» وارتَضى بخرقةِ عَلَمٍ على مكتبٍ خَشَبيٍّ في القُدس
وكذا فعلنا نَحنُ العربُ أجمعونَ إذ تركنا المَسجد الأقصى وهرولنا باحثينَ في « مَسالكِ التَّطبيع» وفَرِحنا حين المساء «بفتاتِ شَطيرةِ فلافلَ وسفنِ آبَّ ورنَّةِ موبايل»، وكلُّ ذلكَ مَرَدُّه الى فَهمٍ أبترٍ أغبرٍ أعوَرٍ لقانون؛ « إنْ لمْ تَحصلْ على الكلِّ فلا تَتركِ الجُزءَ».

ولا شكَّ أنَّ أعمدةَ سيركِ الانتخاباتِ منذ 2003 تمايلت في ظلال ذاتِ الخيمةِ ما بينَ ..
«ويلكم أيُّها السُّنةُ إن لم تغمسوا سبابتَكم بالبنفسجي فقد جاءتكم ريحُ الفرسِ المجوس نابِحة»
«ويلكم أيُّها الشِّيعةُ إن لم تطمسوها بالمَحبرة فقد عادَت ريحُ البعث لناصيةِ الحكم ذابِحة»
وما بينَ حانةَ الفرس ومانةَ البعث ضاعَ البلدُ وضَاعَت معهُ شوارِبُنا ولحانا.
أتلكم هيَ ديمقراطيةُ الأصوات أم تراها هي ديمقراطيةُ الفتاتِ في خيمةِ سيركٍ مجٍّ بالترّهاتِ سَمجٍ بالمتاهات، نراهُ على مضضٍ يتَكَرَّرُ كل بضع سنوات، متراقِصاً على أنغامٍ عُجافٍ وجراحات، وإذ المواطنُ يغدو في دروبِ خيمةِ الصَعلكةِ ما بينَ فذلكات وبين دربكات.
وهنا قد وجبَ القولُ ...
إن كلَّ مُرَشَّحٍ في تهي انتخاباتِ هو لصٌّ بائنٌ بل هو قردٌ كائنٌ في سيركٍ مُحترفٍ للنَّطنطات (إن) ارتَضى لضَميرهِ أن يَتسَلَّمَ مرتبٍ شَهريٍّ يزيدُ على مرتَّبهِ قبلَ دخولهِ قبةَ التشريع أسوة ببقيةِ البرلمانات على وجه الارض كافة.
ولا شكَّ أنَّهُ ما مِن معيارٍ لشرفِ المواطنةَ لدينا نحن الناخبون ولا ميزانَ لصدقِ شعاراتِ المُرشحِ بين أيدينا أبينُ وأدقُّ من هذه الجُملةِ الشَّرطيةِ المَجزومةِ في علمِ اللغويات.
ولا تثريبَ إن تبغدَدنا نحنُ النَّاخبونَ البسطاءُ على مرشَّحينا المُخلَصينَ المُخلِصينَ بمرتبٍ مضاعفٍ لمرتبهم قبل ولوجهم قُبَّةَ بركانِ الفلوسِ والكؤوسِ، قبةَ البرلمان المأنوس المَحروسِ عَنيتُ. كانت تلك فضفضةُ مواطنٍ ضمنَ رأيٍ شخصي مردودٍ عليهِ إن كانَ ذا عوجٍ، وهلمّوا إخوةَ الوطن الى غرسِ ديمقراطيةٍ بنقاء وعرسِ عراقيةٍ سَمحاءَ تحت ظلال؛ «الفتاتُ ثمَّ الشاة» والعافيةُ درجات، فعرسُ اليومِ شَحمةٌ وعرسُ غدٍ لَحمةٌ ثمَّ جَسدُ الشَّاةِ سينسلخُ كلِّهِ في عرسٍ لا مُحالةَ آت، وفات حَناجرُ المنابر دينيةً كانت أم علمانيةً أنَّهُ لو فازا القريشيانِ «عُمرُ وعَليُّ» في تَهي انتخابات، لرأيناهُما؛ إمّا يفرونَ من القبَّةِ مذهولينَ، وإمّا ينحرفونَ عن الدين، ورضي الله عنهما وهنيئاً لهما بمَقعد صدقٍ عند مليك مقتدر، فذلك هو خيرٌ لهما من مقعدٍ سُحتٍ معلنٍ غيرِ مستترٍ في بيتِ سيركِ مُتهرئٍ مُنقعر.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَغداديات؛ تَحْتَ مَوْسِ -عَادِلَ- الحَلاق
- النبي الأمين وغزة فلسطين
- رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ
- عن رحيلِ -كريم العراقي-
- [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]
- [ مِن عَليِّ الجَنابي إلى عَليِّ السُّودانيّ مع التَّحية ]
- أنا والشَّيخُ محمَّدُ الغَزالي
- - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -
- عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)
- هَلّا دَرَيتَ أنَّك النّوْفَلُ النَّفَلُ
- مُناجاةٌ : (مَاذا عَسَانِي)
- صديقتي الخالة
- منادِيلُ الطُّفُولَةِ
- لا فِرَاقَ يَا عِراقَ
- أبو بَكرِ الصَّديق في خِطابٍ مُتَلفَزٍّ (AB BAKR AL-SIDDIQ I ...


المزيد.....




- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...
- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - [ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]