أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب















المزيد.....

ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


(حِوارٌ مِن أرضِ الواقع)
فوجِئتُ بصَغِيرتي تُسائِلُني بإستِغراب؛
" أبتَاهُ، كيفَ دَخَلتُ أنا بَطنَ أمَيمَتي ثمَّ خَرجتُ بجِلباب!"
فردَدْتُ عَليها بإستِلطافٍ وبإستِحباب؛" أنتِ ما دَخلتِ بلِ اللهُ خَلَقَكِ في بطنِها وهوُ رَبُّنا الخالِقُ الوَهَّاب، ثمَّ هوَ مَن أخرَجَكِ مِن بطنِها فألبَسناكِ نحنُ الحُليَّ والأثياب"
فقالتْ بجُفُونٍ ناعِسةٍ وعُيُونٍ مُتقاعِسةٍ عن مراءٍ بالخِطاب؛ " لمَ الكَذِبُ أَبَه! فكيفَ وأنا في بطنِها صنعنيَ الخالِقُ الوهَّابُ، وانّى تَسَنَّى له الصُّنعَ مِن وراءِ حِجاب!"
فقلتُ بلا إستغرابٍ بل بإستِحبابٍ وإستعجاب؛ " قد تعلمينَ بُنَيَّتي أني لستُ بكَذَّاب، وما كنتُ واللهِ مَعكِ وإخوَتكِ للحظةٍ بكَذَّاب، ذاكَ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّاب)
فقالتْ بلينِ قولٍ بإنسياب؛" فكيفَ صنعَنيَ الخالِقُ الوَهَّابُ والنّاسَ مِن وراءِ حِجاب! "
فقلتُ مُسترسِلاً للحَرفِ بلا أفَفٍ ولا إضطِراب؛ " هَلّا نَظرتِ يا ريماً في الفلا وبحُسْنِ وجهٍ أضحى للجَمالِ مَثلا بإنجذاب
هَلّا بَصُرتِ أَظْفارَكِ المَيتةِ وكيفَ إنفَلَقَتْ من (بطنِ) أنامِلها أخَّاذةً ملساءَ بلا زَغَبٍ ولا أهداب
وكيفَ ستَنمو لكِ أسنانٌ بيضاءَ بدلَاً من هذي السَّوداءَ من (بطنِ) مَبْسَمِكِ بلا عَوَجٍ ولا أنياب"
فغرَّدَتْ وردَّتْ بفُضُولِ طَرْفٍ للدِرَايَةِ ميَّالٌ ولفَهْمِ المَعارِفِ سَيَّالٌ بإنصباب؛ "وكيفَ صنعَ اللهُ كلَّ أولئكَ فينا وفي غابرٍ من أحقاب!"
فرددْتُ بفُصُولِ ذَرْفٍ للحِكايَةِ شَيَّالٌ ولعِلمِ اللطائفِ كيَّالٌ بإطناب؛
" إنّ أجسادَ الخلائقَ -يا صَغيرتي- لا يُسيِّرُها نُمُوٌّ وفق سُنَّةٍ سيَّارةٍ قد سَنَّها الخالِقُ التَّوَّاب، وذلك هو ظنُّ غَافِلٍ مؤمنٍ بظاهرِ الأسباب، أو رُبَما ظنُّ مُستسلمٍ لفهمِ آيةِ (الَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) بشطرٍ من صواب، فتراهُ رَسى على الفعلِ (هَدَى) ونسى(الَّذِي قَدَّرَ) الإخصابَ والإكتسابَ سلباً أو بإيجاب، أو ربما ظنُّ جاهلٍ مُرتاب، أو لعلَّهُ مُغرِضٌ كَذَّاب، ذاكَ أنَّ مَلَكُوتَ كُلِّ شَيْءٍ بيدِ الحَيِّ القَيُّومِ الوَهَّاب، وتَفَكَّري معيَ في قولِ (كُلِّ شَيْءٍ)، وما (ألكترونُ) الذَّرةِ إلّا شيءٌ ولو إصطفَّ مع آخر مثلِهِ لأصبحا شيئينِ بالحساب. وإذاً فبيدِهِ الخَلْقُ والأمرُ على(كُلِّ شَيْءٍ) مهما صَغرَ ومهما كَبرَ في آفاقِ الرّحاب، و(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) بأمرِ ربِّ الأرباب، وبيدِهِ الخَلْقُ والأمرُ على نواةِ كُلِّ خَليةٍ في أجسادِنا لحظَةَ بدءِ إنشِطارِها أو تحوِّلِها الى خَلْقٍ آخرٍ بإستقطاب، فقد يَشطرُها فتكونَ عَلَقَةً مُعَلَّقَةٍ في حُجرةٍ ظلماءَ بلا أبواب، وقد يُغَيِّرها مُضْغَةً مُخَلَّقَةً مُحَلِّقَةً حمَّالةً للأنساب، وقد يُميتُها فيُصَيِّرُها غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ فلا أنسابَ ولا غَمزَةً لفارسِ حُلمٍ ولا إنتظارَ لخُطَّاب، ولا عرسَ ولا تصاهرَ ولا أحساب، وكلُّ ذلكَ مَسطورٌ ومُقَرٌّ فِي الْأَرْحَامِ ويَخلُقُهُ سبحانهُ مِن وراءِ حِجاب، لِّيُبَيِّنَ لَنَا أنَّهُ هوَ وحسب وليسَ سُنَنُهُ الرَّتيبةُ والأسباب، هو وحدُهُ صاحِبُ الشَّأنِ في كلِّ لحظةِ خَلْقٍ جاثمٍ أو حائمٍ أو دَواب، وأنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ فيَخلُقُ ويرزقُ من وراءِ حِجاب، وكُلَّ يَوْمٍ نَحنُ فِي حاجةٍ للطيفِ شَأْنٍ مِنهُ بتَعَبُّدٍ وإرتقاب، ثُمَّ قد أخْرَجَكِ إليَّ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغي بينَ يديَّ أَشُدَّكِ نَبيلَةَ الأَصلِ جَميلةَ الآداب، وإذاً بُنَيَّتي فمنازِلُ رِحلةِ خَلْقِنا تترا ما كانَت عَملَاً بأيدٍ لسُنَنٍ رَتيبةٍ تفَلقُنا مِنَ الأصلابِ فنَنْموَ فنَنطَلِقُ لاهِينَ بينَ ذوي رَحِمٍ أحبابٍ ومَعارف أصحاب، بل كانَت منازِلُ رِحلةِ خَلْقِنا فِعلَاً بأيدٍ منَ الخلَّاقِ التَّوَّابِ، وهوُ وحدهُ المهيمنُ بقولِ (كُنْ فَيَكُون)على كلِّ موِضِعٍ وذرةٍ في الوُجودِ وكلِّ خَليةٍ في جَسَدٍ في أصلابٍ وفي أعقاب، أفَلم تَرَي كيفَ خَلَقَ اللَّهُ عِيسَى بأمرِ (كُنْ فَيَكُون) وكيفَ فَرَّتِ الأسباب، ومِنْ قبلُ قد خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ، وغير بعيدٍ عنّا كيفَ قَلَبَ اللهُ خَلايا خَبيثةً لا دَواءَ لها لخَلايا حَميدةٍ في كَبدِ جارتِنا ذاتِ الحِجاب بنقاب، فإنقَلَبَتِ الخلايا صاغرةً لخلايا كبدٍ حميدةٍ تحتَ قوَّةِ دعاءِ قلبِ مؤمنٍ ولربِّهِ ناسكٌ أوَّاب. وإذاً فأمرُ النُّمُوِ لا ينفَجِرُ من تَدَرُّجٍ لخلايانا بإنسلاخٍ تحتَ وطئَةِ الأسباب، بلِ يَنبَجِسُ في لمحِ بصرٍ وإدنى بأمرِ (كُنْ فَيَكُون) ليَستحيلَ عندَ كلِّ لحظةٍ الى خَلْقٍ آخَر بإنقِلاب، فتباركَ الذي قالَ (ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ) في معجزٍ من كتاب، وسبحَانَ الذي (لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) وربُّ الأسباب.
ردَّتْ صغيرتي وثَغرُها باسمٌ وبأقتِضاب؛
" مَا أبهى وأشهى قِيلكَ أبَتَاهُ بلا إرتياب، رُغمَ ما غُمَّ عليَّ منهُ وعلى ما فيهِ تفصيلٍ بإطناب، أو بتعبيرٍ أدقُّ؛ رَغمَ أنّي لم أفهمْ منهُ شيئاً وعلى ما شَدَدْتُ مِن أعصاب، وحَمداً للهِ أنّي مازلتُ مالكةً لبقيةِ أطلالٍ من أعصاب،
وألا ليتَني ظَلَلْتُ خَفِيَّةً في بطنِها وما سمعتُ منكَ كثيرَ جواب، ولا ضيرَ حينئذٍ لو إنكَ حاورتَني إذ أنا في بطنِها ومِن وارءِ حجاب،
وكانَ اللهُ بعونِ أمّي على ذا بَعلٍ كأنَّهُ قادمٌ من مضارب الأعراب، وبُعداً لسائلٍ يسأَلُكَ مِن بعد اليومِ عن جواب".

لعلَّ الحقَّ معَ بُنَيَّتي في ذا ردٍّ بسوءِ خِطاب، فقد سَمِعتُ بأُذُنيَّ من قبلُ كثيراً من مِثلِ ذا الخِطاب، قد صَدَرَ عن صَحبٍ احباب وحتّى عَمَّن لا أعرِفُ من أغراب.
بيدَ أنّهُ لا حرجَ، فقد أدليتُ فأبنتُ للبنَيَّة بما لديَّ مِن حُسنِ جواب، ولسوفَ أنَقِّبُ عن سائِلٍ غيرِها في أزقةِ المدائنِ وحتَّى في أعشاب الشِّعاب
فالعِلمُ يُسبِّبُ لي حكَّةً في جلدي إن لم يأخُذْهُ عنّي المعارفُ والأجناب.
ويْ! أفَمِن ذي الحَكَّةِ جاءَ لقبي فكانَ: علي الجنابي؟
رُبَّما .



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)
- هَلّا دَرَيتَ أنَّك النّوْفَلُ النَّفَلُ
- مُناجاةٌ : (مَاذا عَسَانِي)
- صديقتي الخالة
- منادِيلُ الطُّفُولَةِ
- لا فِرَاقَ يَا عِراقَ
- أبو بَكرِ الصَّديق في خِطابٍ مُتَلفَزٍّ (AB BAKR AL-SIDDIQ I ...
- نَهرُ البَيَانِ فِي البَيْداء
- سُويْدُ السُّويداء
- أيا أنتُمُ أيا غَوغاءُ
- [الطّوافُ حولَ قَصرِ باكنغهام]
- الحَقُّ الباطِلُ !
- حُروبُ العِنَب
- [ سُلَّمُ البُستان ]!
- [عِصابةُ] نّبِيِّنا مُحَمَّد
- القتلُ على نارٍ هادئة
- (شِراعُ الشُّهرةِ في شُعاعِ شَاشَة)
- [ - أبو العَتاهِية- وأنا ]
- جُلّاسِيَ ثُلَّةٌ مِن حُثالة


المزيد.....




- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه
- في فيلم -عبر الجدران-.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
- وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما
- لجنة الشهداء ترفض قائمة السفراء: أسماء بعثية ومحسوبية تهدد ن ...
- رحيل الممثل المصري لطفي لبيب عن عمر ناهز 78 عاما
- تحوّلات مذهلة لفنان حيّرت مستخدمي الإنترنت.. وCNN تكشف ما ور ...
- مدير مهرجان أفينيون يشرح أسباب اختيار اللغة العربية كضيفة شر ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب