أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - جُلّاسِيَ ثُلَّةٌ مِن حُثالة














المزيد.....

جُلّاسِيَ ثُلَّةٌ مِن حُثالة


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7304 - 2022 / 7 / 9 - 23:49
المحور: كتابات ساخرة
    


إنَّكُمُ هَيا جُلّاسِي شِلَّةٌ مِن حُثَالَة، ومَا أنَا بِهَاوٍ لإحتَرافٍ في جَلدِكُمُ، ولا لضَربٍ مِن مِثَالِه،
بَل نَاوٍ لإعتَرافٍ لشِلّتِكُمْ أنّها مِلَّةٌ مِن حُثالَة، وَيَالها مِن حُثَالَة!
رغمَ أنَّها ثُلَّةٌ حَوَتِ في حناياها (مفَكِّرَاً) ذا رَبطةِ عُنُقٍ وبِنطالَه، وزَوَت في خباياها (وَجِيهاً) ذا خَلطَةِ طُرُقٍ بإستِمالَةٍ وإشتِمالِه،
وطَوَت في ثناياها (فقيهاً) ذا خَبطَةِ (رزقٍ) بإحتيالِه، وضَوَت إليها أزواجٌ من مثلِ ذلكمُ، وأزواجٌ من مِثالِه.

مَابالكُمُ تُقَهْقِهُونَ عليَّ -أجُلّاسِي- وكأنّي مُهَرِّجٌ يَهذي بأقوالِه؟!
أوَرَاقَكُمُ أنَّ أوراقَكُمُ مِن عجينةٍ من حُثَالَة، أم لعلَّكُم تُنَهْنِهُون لأفتِراسِي بِعُجَالَة؛

- " وكيفَ ذَاكَ يا (سديدَ) الرأيِ أنتَ، ويا صنديدَ الرِّسالة! أوَلسنا نَحنُ فُرسانُ الحَقِّ وبينَ النَّاسِ تِمثَالَه"!

- كلّا، بل أنتُمُ ثُلَّةٌ من حُثالَة، وأيُّ حُثَالَة! فلا تَفزَعُوا مِن تَبيانِ الأمرِ لكُمُ ولا تَجزَعُوا مِن مَآلَه، ذاكَ أنَّ المَرءَ مِنكُمُ...

يَقولُ مَا لا يَفعلُ، قَوْلاً عَن نِفاقٍ لا عَن جَهالَة، ولِسانُهُ في الخَوْضِ طامِسٌ، ومُتَبَحِّرٌ في رِحَالِه.

ويُحِبُّ أن يُحمَدَ بِما لا يَفعَلُ رغمَ أنَّهُ قِرْبَة من نَذَالَة، وكِيَانُهُ في الذُّلِ غامِسٌ، ومَتَذَمِّرٌ بِذَلالَة.

ويُحِبُّ حَقَّاً مُنسَجِماً مَعَ هَواهُ، أجلْ يَعشَقُهُ بإمَالِة، ومُغرَمٌ بإستِمالَةٍ لأموَالِه، وآذانُهُ للتَزَلَّفِ حَابِسٌ، ومُتَشَوِّقٌ لإستِهالَة.

ويَنتَهِكُ المَحارِمَ إن خَلَى بِها في نَفحِ وادٍ، أو على سَفحٍ مِن تِلالِه، وعَنانُهُ في الفُحشِ رَاكِسٌ، ومَتَخَمِّرٌ في خِلالِه.

ولا يَحفَلُ بشَطْرِ آيٍ (إِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ) في مَجالِه، ويَأفَلُ عَن إرتِجالِه، ويتفُلُ على سِجالِه، ولا يَكفُلُ أحداً من رِجالِه، بَل يَجفلُ مِن رِجَالِه.

أعلمُ يقيناً، أنَّكم تعلمونَ، أنّكُمُ مِلَّةُ مِن حُثالَة، وإنَّ أحَدَكُمُ ...

بينما يَقصُفُ بِتَخَرُّصٍ أعدَاءَهُ وكلَّ ضَلالَة، يَنصِفُ بِتَرَخُّصٍ إستِمناءَهُ في حَرامٍ أو في حَلالِه.

وبينما يَعَضُّ الحَرفَ على رئيسِهِ ويَصِفُهُ بالجُعالَة، تَرَاهُ يَغُضُّ الطَّرفَ بأنَّهُ هوَ كِيسٌ مِن زِبالَة، وإنَّما (الجُعالَةُ لا تَجثُمُ إلا على زِبالَة)، وعَفَنُ كِيسِها مَنُهُ وفيِهِ رغمَ شَدّهِ بِحِبالِه.

وبينما يَتَلاوَمُ ويَتَلافَتُ بِبَذيءِ هِتافٍ على الزَّعيمِ مِن جَرَّاءِ جُورِ البِطالَة بِإطالَة، يُساوِمُ ويَتَهافَتُ على دنيءِ قِطافٍ من ضَرَّاءِ بُورِ العَمَالَة، ويَخفُتُ لسانُهُ بِقُبَيصَةِ دراهمٍ مِن إِعالَة.

وبينما يَتَبَجَّحُ ضُحىً بِدفاعٍ عن الوَطَنِ بِبَسالَة، ولِعابُهُ لِلجَسارَةِ سَالَ، ولغَيرِهِ أغوَى وأَسَالَ، يَتَرَنَّحُ عَشيِّاً بالخُمُورِ حتّى الثَّمَالَة، وكِعَابُهُ عَن الطَّريقِ مَالَ، ولِسَيرِهِ لوَى وإستمَالَ.

أوَمَازِلتُمُ أيَا جُلّاسِي غيرَ مُصَدِّقِيَّ أنَّكُمُ جُلاسٌ مِن حُثالَة؟

ولكِن ما مِن بدٍّ ليَ في مجالسةِ مجلسٍ أَطَّ بأوحالِه، فَنَطَّ بإختيالِه، فَحَطَّ في سَفالَة!
ولا بَديلَ عنكُمُ مؤنسٌ ليَ إذ العصرُ يَغشانا بجَمالِهِ وكَمالِه.

مَالكُم تُقهقِهونَ عليَّ بإِزْدَرَاءٍ وبنَذالَة! أفَتَظنُّونَ أنَّيَ بَليدُكُمُ، وأنّي في خَبَلٍ وفي خَبالة؟ ألَمْ تَرَوا بعدُ أنَّ المرءَ مِنكُمُ..

حينَ يتَبَجَّحُ ضُحىً ويَزأرُ ذَوْدَاً عن أرضٍ وعِرضٍ، وجُذورِ من أصَالَة، يتَرَنَّحُ عَشيِّاً ويَجأرُ عَوْدَاً الى خَوضٍ وقَرْضٍ، وخُمورٍ من مَصَالَة، ويَتَنَحنَحُ بها حتّى الثَّمَالَة.
وَحينَ يرَأى أحدُكُمُ الزَّعيمَ مُقبِلاً هَروَلَ، وحَمَاهُ بالرُّوحِ، وفَدَاهُ برِجالِه، وَلَئِن وَلّى مُدبِراً وَلوَلَ، ورَماهُ باللَّوحِ، وعَدَاهُ بِنِعالِه.
وحينَ يقاومُهُ كَذباً لأجلِ إنصافٍ وعَدالَة، يساومُهُ جَذباً لأجلِ مَنصبٍ بَدَا لَهُ، أو دنيارٍ بِدَالَه.
وَحينَ يَتَبَنَّى في صِياحهِ بِناءَ جامِعاتِ جِدٍّ زَاخراتٍ بكثيرِعِلمٍ بِجَزالَة، يَتَرَنَّى في صَباحِهِ سَناءَ لامِعاتِ خَدٍّ زاهراتٍ بِأثيرِ(فَهمٍ) ونِزالَه.

إنَّكُمُ جُلّاسِيَ حُثالة، وأيُّ حُثالة! حُثالةٌ...
أَنْفُها لا يُديمُ حَزَنَاً عَدَا فَرْجَها، وما دونُهُ يَكنسُها بالإزَالَة.
أَنَفُها لا يُقيمُ وَزَنَاً خَلا خَرْجَها، ولن يبغيَ إستِقالَة.

وَلَوْ أَنَّ جُلّاسِي (فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)، ولكنَّ ذلكَ الوَعظُ عليهُمُ يَبدو؛ بعيدَ المَنالِ وإستحالة.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( أعْتِقي الإبِلَ في سَيْرِها تَغِلُ )
- [ تحتَ الجذعِ حين الشروق ]
- أَنا و(جبرانُ خليل جبران)
- صَفَدُ الفَنَاءِ
- { خَرَابُ - مظفّرِ النّواب - }
- غَزَلٌ بالحبيبِ
- الطبيبُ أديبُ
- أنَا والعِيدُ وصديقَتي النَّملة
- المقاديرُ تُكَذِّبُ المحاذيرَ
- عملياتُ تجميلِ النساء!
- هَمَساتٌ عن غَسيلِ الذَّات
- عِندما يَتَأرَّقُ النَّملُ
- تَنُّوُرُ أمّي
- وُجُوُمُ عِلوانَ ولا نُجُوُمُ لبنانَ
- أيَهجُرُ البلبلُ عُشَّهُ!
- ( نُزهَةُ المَحرُومِ )
- كُلُّ مَن عَليهَا نِسنَاسٌ، إلَّا..
- هَل في الصَّحافةِ حَصَافةٌ؟
- تَسَاؤُلَاتٌ مَدفونةٌ غَيرُ مَأذُونة
- حُبَيْبَاتُ ” نَظَريَّةِ المُؤامَرة “


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - جُلّاسِيَ ثُلَّةٌ مِن حُثالة