أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - أنَا والعِيدُ وصديقَتي النَّملة














المزيد.....

أنَا والعِيدُ وصديقَتي النَّملة


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7238 - 2022 / 5 / 4 - 10:18
المحور: كتابات ساخرة
    


{ هذه صفحةُ مُقتَطَفَةٌ من مخطوطةِ كتابي المعنون؛ ( صديقتي النَّملة)، وإسمُ نملتي "دِلدِل}
- موعِدُنا فجرُ يومٍ جديدٍ يا دِلدِل، وداعاً وبلا خفاراتٍ ليليةٍ وإحتقار؟
-نعم، لا خفاراتٍ ليليةٍ يا خليلَ نبتةِ الصّبار، ولكن مازالَ في سَمَرِنا فسحةٌ من وقتٍ بحرفِكَ الآسرِ يُستَجار، فتَمَهَّلْ وأكرمْنا بمزيدٍ من نبأٍ آسرٍ منَ التكلُّفِ عار، ثمَّ أني لا أرى الآن ضيفاً قد حلَّ في الدارِ وزار، ولَكَ ألّا تحرمنا من وصلةِ بيانٍ آخاذٍ بيننا جار، ودعني أستَعلمُ منكَ أمراً، لا يحتملُهُ نبضِي الضعيفِ، وفيه مِحتار؛ " أراكَ تفضلُنا على بني جنسِكَ المُفَضَّلِ المُختار، فتمكُثُ فينا أجملَ وقتٍ من دقائقَ النَّهار، رغمَ أنّها دقائقُ (عِيدِ فِطرٍ مباركٍ ) قد عادَ وإستَدار.
- أجل دِلدِلَ، أفَضِلُكُم على كثيرٍ من بني جنسي ظلومٍ خوَّانٍ وخوّار، وسَعْدي في عَوْدي لكم يُستَثار، فأعودُ إن تَاقَ الفكرُ لبهاءٍ وإِسْتِبْشار، وإن حاقَ بالصّدرِ بلاءٍ وإختبار، وإن سَاقَ الغَمُّ لهيبَ مَأْزِقه والتَّنّورُ فار، ولكأنّي يا دِلدِلَ ببعضِ من بني جنسي؛ إمّا قردٌ يتنطّطُ، إمّا جُرذٌ يتَأبَّطُ، وإمّا يتَخبَّطُ تَخَبُطَ فَار، وإنّما جمالُ العيدِ في أُنسٍ ودودٍ للقلب معَ مَن يَختار، وإنَّ خيرَ ما يتمناه المرءُ من أيامِ عُمُرٍ قصيرٍ أو مديدْ؛ صلةَ رَحِمٍ من صفاءٍ ووفاءٍ ويُريد، خلَّةَ فَهمٍ من بهاءٍ ومن هناءٍ تَزيد، وعن سُبُلِ الصِّدقِ لا تحيدْ، فما أبن آدمَ إلّا (إنسانٌ) بلسانٍ، وفؤادُهُ ودودٌ ورشيدٌ، أو رُبَما لدودٌ، أو رُبَّما بليدْ.
وارانيَ يا دِلدِلَ ما إنفككتُ أستأنسُ بسَمَرٍ مع أناسِيّ مثلي وابغي منهُم مزيدْ، لكنِ (الأرواحَ جنودٌ مجندةٌ، ما تعارف منها إئتلف) بصدقٍ وبإخلاصٍ سَديد، (وما تناكر منها اختلف)، فلا تنفعُ مداهناتٍ، ولا تدفعُ بسماتٍ من كذبٍ ولا تٌفيدْ، ذاكَ أنَّ تناكرَها بحُبِّ الذاتِ غائرٌ، وبِعبِّ الدراهمِ حائرٌ بتنضيدْ، فخابَ فيها وصلُها، وذابَ من وجدِها ودُّها الحَميدْ، وأضحتِ الأنفسُ تُصَيِّرُ من دِفْقِ التآلفِ غُثاءً من حصيدْ، ومن رِفقِ المعارفِ وَبَاءً بصديدْ.
ما بالُ النفسِ يا دِلدِل لمالٍ تفاهةٍ راجفٍ نراها عابدةً، ولحالِ وجاهةٍ زائفٍ نراها عامدةً وتُريد! أوَلا يعلمُ الإنسانُ ألّا هاديَ لصاحبٍ من أولي نُهىً أصيلٍ نزيهٍ ورشيدْ، إلا نقاء السريرةِ مع بني جنسهِ، وذاك هو السبيلُ السديدُ، وذاكَ هو الطريقُ الوحيد.
فمن أقبحُ مِمَّن صَيَّرَ بني جنسهِ بغلةً يتقافزُ بها بخِداعٍ، لا ينخدعُ منهُ بالغاً ولا حتّى الوليدْ، وإنَّما يهوي في شراكِ خداعهِ ماكرٌ مثلهُ، أو مسكينٌ بليد.
أوَيحسبُ الأنسانُ أنّ راوغانَهُ، وأنَّ زوغانَهُ الماكرَ بما يخططُ وبما يَكيدْ، أنَّهُ نباهةٌ أو وجاهةُ؟ كلّا، بل تفاهةٌ وسفاهةٌ، ولن يحظى بعيشٍ لا مُحترمٍ ولا سعيدْ، وليتَ المخادعَ يُمسي بلا (زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) علّهُ يُبطِئُ من لهاثهِ أو عنهُ يَحيدْ، فما أقبحهُ من رجلٍ سمعُهُ من بطنهِ، ودمعُهُ من فرجهِ، ونراهُ يلعقُ ثمَّ ينهقُ: هل مِن مزيدْ.
أوَلا يعلمَ الإنسانُ أنَّ (حسْبَ ابنِ آدمَ أُكلاتٌ يُقمْنَ صلبَه) مع جليسِ صدقٍ طيّبٍ وعميدْ.
أوَ أضحى لينُ الكلامِ وعَذبُهُ شِراكاً، ورمحاُ يُرمى به على صدورِ الخلقِ بتسديدْ.
عجبي!
كيفَ لنفسٍ أن تتعوّدَ (دبلوماسيةَ) حرفٍ كاذبٍ، فتجعلُ منهُ ذخراً لها ورصيدْ، فما أحلى البراءة، إذ هي تُلازمُ الروحَ طفلاً، وما أعلاها إذ تستمرُّ حتّى تَستعمرُ الوجهَ التجاعيدْ. أَفَهَجَرَتِ البراءةُ بَصْمَة مَسَرَّةٍ! أم زَجَرَتِ النَّاسَ بوَصْمَةِ مَعَرَّةٍ، أم فَجَرَتِ النَّاسٍ بقَصْمَةِ مَضرَّةٍ؟ أم لعَلَّها مازالت تغرِّدُ بيننا بتَرَنَّمٍ ونشيدْ.
لا أدري يا دِلدِل، غُلِبَ حماري، وما عادَت فراستي تُنجيني من هَولِ خلطةِ أنفُسٍ بتعقيدْ.
أوَ عليَّ أن أعتزلَ، لكيلا أُكَشِّرَ بأنيابِ قهقهةٍ لجليسي يحسبُها المسكينُ مودةً أو تأييدْ. أم عليَّ أن أسلكَ حديثاً (دبلوماسياً) عنوانه؛ (حَشِّدْ لغايَتِكَ كلَّ تَحشيدْ؟ لا تَنذهِلي ولا تَوجَلي يا دِلدِل، وإنَّ العيدَ عندي؛ "عيدٌ نقيٌّ وسعيدْ"، فأنا لن أشْتَهَيَ نفخةَ من جاهٍ زائفٍ، ولن ألتَهيَ بمداعبةِ فاهٍ راجفٍ بطرفةٍ أو بزغاريدْ، وحسبي من جليسي؛ "جمالُ سلامٍ، وكمالُ كلامٍ"، بلا تبييتٍ وبلا تلبيدْ، فلا رغبةَ عندي، ولا زَغبَةَ مَعِيٍّ تهضمُ ما يُطعمني جليسي من تبييتٍ ومن تلبيدْ، ولن أقيمَ وزناً لجثمانٍ أبلدٍ يتمايلُ، ووجهٍ أمردٍ يتحايلُ بنعومةٍ ويتَصَنَّعُ التغريدْ.
إنَّهُ عندي -واللهِ- جميلُ هو العيدُ، بلِ إنّهُ الأكملُ من الحولِ للحولِ بتكبيرٍ وتمجيدْ.
وسلامٌ على إخوَّةِ فكرٍ سليمٍ صنديدٍ بتَجريدْ، وقلبٍ قويمٍ شهيدٍ بتَجديدْ، وحلمٍ حليمٍ بتَفنيدٍ وتَنديدْ، وبُعداً لزَمْهَرَةٍ في مصائدٍ للصفيرِ بتَرديدْ، وجَمْهَرَةٍ في موائدٍ للثريدْ بتَعبيدْ.
وسلامٌ عليكم أخوةَ النّملِ في كلِّ عيد، أعاده الله علينا جميعاً بظِلٍّ نديٍّ صفيٍّ سعيدْ، وبعفوٍ منهُ عليِّ وغفرانٍ، وبرضوانٍ منهُ أكبر، وسبحانهُ؛ هوَ أهلٌ للمغفرةِ، وأهلُ للتوحيدْ، وأنّهُ هوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابَهُ أَلِيمٌ شديدْ.
كلُّ عامٍ والنَّملُ بحبورٍ وسرورٍ، وبرحماتٍ وبركاتٍ من الرحمنِ، نعمَ الوليّ هوَ، وهو على كلِّ شيءٍ شهيد.
وداعاً دِلدِلَ، فقد إشتقتُ لظلالِ نظراتِ أولادي بتنهيدْ، وكذلكَ لتلالِ نبراتِ زوجٍ رِّعْدِيدْ .
-وداعاً ياسيّدي العميدْ، يا توأمَ الحرفِ الفريد.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاديرُ تُكَذِّبُ المحاذيرَ
- عملياتُ تجميلِ النساء!
- هَمَساتٌ عن غَسيلِ الذَّات
- عِندما يَتَأرَّقُ النَّملُ
- تَنُّوُرُ أمّي
- وُجُوُمُ عِلوانَ ولا نُجُوُمُ لبنانَ
- أيَهجُرُ البلبلُ عُشَّهُ!
- ( نُزهَةُ المَحرُومِ )
- كُلُّ مَن عَليهَا نِسنَاسٌ، إلَّا..
- هَل في الصَّحافةِ حَصَافةٌ؟
- تَسَاؤُلَاتٌ مَدفونةٌ غَيرُ مَأذُونة
- حُبَيْبَاتُ ” نَظَريَّةِ المُؤامَرة “
- الفَرحُ والسعادة
- (قَالَتْ نَمْلَةٌ)
- خَدُّ الشَّمسِ -
- مَسارِحُ اللَّيلِ
- (هَلَّا من مؤسسةِ نشرٍ أو ناشرٍ مكينٍ أمينٍ مُتَرَفِّع)؟
- تهنئةٌ لمناسَبةِ عيدِ الأضحى المبارك
- قَلائِدٌ مِن كَبَاب
- في المطعمِ: أنا وصديقتي النّملة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - أنَا والعِيدُ وصديقَتي النَّملة