أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ














المزيد.....

رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7741 - 2023 / 9 / 21 - 15:46
المحور: كتابات ساخرة
    


سألنيَ حينَ الضُحى فيسُبوكُنا وبلسانٍ عَربيّ :
" بمَ تفكرُ يا عليّ" ؟ ف...
أجبتُهُ بنداءٍ متأوِّهٍ متأفِّفٍ وخَفيٍّ :
لا أفكِّرُ بل أنظرُ لفتايَ الأوحدِ ووريثي وهو للعهدِ وليّ، وكيفَ رمى (موبايلَ هاواوي) وذاك جهازٌ ثمينٌ وبالعلومِ ثريّ ، ف...
عَصَفَ بسلَّةِ أمّهِ وما حَوَت من خيراتِ تسوّقٍ في صباحِ نَديّ، ف...
قصَفَ السلّةَ فتَرَكَ كلَّ مافيها من فواكه ومن رِزقٍ مباركٍ وهنيّ، ف...
رَصَفَ رقيَّةً كبيرةً باطنُها دمويٌّ غيرُ ورديّ، وظاهرُها ربيعيٌّ مُدهامٌّ بهيّ، ف..
شقَّ جيدَها شقَّينِ بلا رحمةٍ بسكينٍ حادٍ لامعٍ طويلٍ سَويّ، ف...
قضَمَ قضمةً فبصقَ القضمةَ في فضاءِ مطبخ أمِّهِ الهنيّ! ف...
وبَّختُهُ؛
" لمَ ذا الرعونةُ! فما هكذا يُفلقُ الرقيّ! أيُّها الثورٌ الدَّنيّ وماهكذا توردُ الإبلُ ألا يا بغلُ شقيّ!" ف...
ردَّ عليَّ بردٍّ حَسِبَهُ حاسماً ذا كلمةٍ قاهرٍةٍ وحجةٍ باهرةٍ بسلطانٍ قويّ:
" إنَّ في هذه الرَّقيَّةِ خيوطاً كأنّها فراءُ قنفذٍ برّيٍّ!! وأفٍّ أف! فقد رَحَلَتْ لذةٌ وبركةُ الرَّقيّ يا أبي الأبيِّ مع زمانِنا الأوليّ، ذلك زمان الطيبينَ الوفيِّ السخيِّ، ثمَّ قلْ لي يا أبي: أفَحَسِبتَ أنّكَ فُزتَ بربَّةِ بيتٍ فَطِنٍ وفيٍّ، وهي في التّسوقِ ذكيّ؟ أَمَا وأنَّها لثقيلةُ الحسابِ بخيلةُ الجواب مظلمةُ الجلباب قليلةُ الخطابِ، ولا تَميزُ بينَ رقيّ وكرة (ميسيّ)!
واهٍ ! قد..
كدتُ أؤمنُ فأتَجَسَّرُ أنا على زمانِنا الأولي وأتَحَسَّرُ على زمانِ ولدنا العجلِ الهائجِ بِدَوِيّ، ف...
إلتفتُ أنا الى أمّهِ من علوٍّ مُوبِّخاً مُعَنِّفاً بحرفٍ غليظٍ لكنه غيرُ بَذيّ؛
" ويحكِ من إمرأة: أوَلم تعلمي أن (قنافذَ ولدنا) غادرتِ أشواكَها وتكوّرَها الرَّزيّ، وتزيَّنت ب (فراءِ ثعلبٍ) بديعٍ سريعٍ في الجريّ؟
أفَحقَّاً يا إمرأة أن زمانَ إبننا خيرٌ من زمانٍ لنا أوليّ، وكنا نظن أنهُ هو الزمانُ الزكيُّ النَّقيّ؟
أوَحقّاً أنَّكِ جهولٌ بشراءِ مكوراتٍ من رقيّ قرمزيّ؟ أما تتعلّمينَ يا أمَةَ اللهِ تسوّقَاً كنسوةِ الجيران هنيّاً وبحسٍّ رويّ؟ أنصتي إذاً إليّ :
دَعي عنكِ التبضُّعَ الأهوجَ الظَّنِّيّ، وإربشي كلَّ سلةِ ثمرٍ طريٍّ، من سلالِ البقالةِ رَبشاً قوي، وأنبشيها نبشاً يغوصُ الى قاعِ السلالِ فثَمَّ طيِّبُ الثمرِ قابعٌ وغَنيّ ، وهنالكَ وحسب تجدينَ ضالّتَكِ من طُعمٍ طاعمٍ زكيٍّ شهيّ، وساعتئذٍ...
سنَسعَدُ نحن بطُعمهِ وترتاحينَ أنت منه حين الطّهيّ، وحذارِ حذارِ من تبضُّعِ في قادمٍ لثمارٍ من بطيخٍ أو رقيٍّ، مالم يكُ البطيخُ بلا قشورٍ و الرَّقيُ بلا بذورٍ ولا خيوطٍ ولونُهُ دمويٌّ غيرُ ورديّ، كي يستمرئَ "ولي العهد" بطعمهِ الشهيّ، ولكيلا يُضطرَّ القنفذُ لإرتداءِ بردةَ ثعلبٍ بريّ،
ثمَّ أنَّ لكِ أن تستعلمي شيخَنا البقَّالَ الوقورَ العُتيّ، أو أن تستفهمي إبنَهُ "سَتَّوريّ" الأشعثَ الأغبرَ الغبيّ؛
( أعندكم يا أخا الفِكرِ العَلي، ثمراتُ رقيٌٍ متحضِّرٍ ديجيتالٍ رقميٍّ؟).
وإنَّما للمُزحةِ فسحةٌ.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رحيلِ -كريم العراقي-
- [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]
- [ مِن عَليِّ الجَنابي إلى عَليِّ السُّودانيّ مع التَّحية ]
- أنا والشَّيخُ محمَّدُ الغَزالي
- - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -
- عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)
- هَلّا دَرَيتَ أنَّك النّوْفَلُ النَّفَلُ
- مُناجاةٌ : (مَاذا عَسَانِي)
- صديقتي الخالة
- منادِيلُ الطُّفُولَةِ
- لا فِرَاقَ يَا عِراقَ
- أبو بَكرِ الصَّديق في خِطابٍ مُتَلفَزٍّ (AB BAKR AL-SIDDIQ I ...
- نَهرُ البَيَانِ فِي البَيْداء
- سُويْدُ السُّويداء
- أيا أنتُمُ أيا غَوغاءُ


المزيد.....




- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه
- في فيلم -عبر الجدران-.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
- -غرق السلمون- للسورية واحة الراهب عبرة روائية لبناء الوطن
- وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما
- لجنة الشهداء ترفض قائمة السفراء: أسماء بعثية ومحسوبية تهدد ن ...
- رحيل الممثل المصري لطفي لبيب عن عمر ناهز 78 عاما
- تحوّلات مذهلة لفنان حيّرت مستخدمي الإنترنت.. وCNN تكشف ما ور ...
- مدير مهرجان أفينيون يشرح أسباب اختيار اللغة العربية كضيفة شر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ