أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب














المزيد.....

الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7610 - 2023 / 5 / 13 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


رفيعٌ إذ يَتَجَزَّلُ الأديبُ بصرفهِ مَداخلَ بيانٍ تخلُبُ نبضَ كلَّ ذي روضٍ نجيب،
وبَديعُ إذ يتَنزَّلُ الخطيبُ بذرفهِ منازلَ عنانٍ تسلبُ لٌبَّ كلِّ ذي لُبٍّ لبيب،
ووَدِيعٌ إذ يتغزّلُ الحَبيبُ بحرفهِ تَغَزُّلَ حنانٍ بهوىً لوليفٍ او جَوًى لحبيب.
ثُمَّ فظيعٌ أن يَتَلَبَّسَ الشِّعرُ تَلبيسَ إبليسَ فلا كَفَّةٍ من تشذيب، ووضيعٌ أن يَتَلَمَّسَ حواسَ بذيئةٍ دنيئةٍ فلا عِفَّةٍ من تهذيب، فيتَنَفَّسَ تحتَ الماءِ بشِعرٍ(حُرٍّ) فيغرقَ يغرق في بَقْبَقَةٍ قد بَقْبَقَها لنا العَندليب .
وإنَّما الشِّعرُ الحرُّ، وَيْ! حرٌّ!
من أيِّ شيءٍ تَفلَّتَ ففلَتَ فتَحرَّرَ من تكليب! ألم يعلموا أنَّ طوقَ المفاعيلَ هو لهَم والدٌ حبيبٌ وماهو بطاغيةٍ ولا رقيب، ولقد عقٌّوا أباهُمُ وكذبوا على أنفسِهُمُ فإستَظَلّوا بأفياءِ (شعرٍ) لا يمتُ لوَشيجَةِ الشِّعرِ لا من قَريبٍ وَلا من بَعيدٍ بعرقٍ نسيب، فذاكَ شعرٌ فاقدٌ لما في أصولِ الشِّعرِ وبحورهِ مِن لذَةٍ في تركيب، وعاقدٌ على فصاحةٍ كريهةٍ وبلاغةٍ بنشرةِ الأخبارِ شبيهةٍ وفي بحورِالتِّبيانِ تخيب. شعرٌ زائفٌ قد شاعَ في ذا عصرٍ بأدبٍ يَبَسٍ رتيب، وذاعَ في سماءِ صُحفِ العَرب الضيّقِ الرحيب، وفي وعثاءِ مواقع تواصل رهيب. ولقد مالو فقالوا:
{يا سيدتي إجعليني سفيراً في مملكةِ فؤادكِ} الحبيب، {إنني أشتهي تحطيمَ قيودِ العزلةِ السرمدية} بتغريب.
واهٍ! حمداً للهِ أنَّها طردتكَ من مملكةِ قلبِها يا ذا سطرِ رغاءٍ غريب! ويا لكَ من سفيرِ أجوفٍ وشاعرٍ أجلفٍ كئيب! ويا لهُ من صَفيرٍ أخنَف فجَنَفَ عن جَزائرِ كلِّ شاعرٍ وأديب، وحَنَفَ عن مَنائرِ كلِّ حكيمٍ وخطيب.
وإنّما مثلُ الشِّعرِ الحرِّ عندي كمثلِ تَأْتَأَةٍ لفنلندِيٍّ تَعلَّمَ الضَّادَ بترهيب، وسَأسَأةٍ بحمارٍ هنديٍّ ليشربَ الماءَ بترغيب. ومثلي حينَ أقرأُ ذا الشِّعرَ كمثلِ عربيٍّ يقرأُ تَرْجَمَةً لشعرٍ كوريٍّ، وإنَّهُ لهُ لربيب.
وكلُّ أولئك هينٌ أمرُهُ غيرُ عجيبٍ ولا مُريب، وإنَّما الغَريبُ المُريبُ أنَّ كثيراً مغرمونَ بذا ثُغَاء على ما فيهِ من رَداءَةِ وعَقرِ بيان، ومن دَناءَةٍ ونقر بنان، ومن بَذَاءَةِ وفَقرِ وجدان رتيبِ، وتراهمُ (يتمنَوْنَ الموتَ على صَدره ) بلا تأنيب و (فوق دفاتر أشعارهِ) بلا ترتيبٍ. ومَساكينَ هُمُ أولئكَ النَّاس من ذوي ذوقٍ فقيرٍ ورُبَما كئيب، ذاك أنَّهم مَحرومونَ فلا يتنَسَّمونَ نَسَماتِ حدائقَ بيانٍ بزَهوِ حرفٍ مهيب، بل يَتَوَسَّمونَ قَسماتِ علائِقَ بنانٍ بلغوِ ذرفٍ رهيب، وإنَّما مَثَلُهُم كمثلِ مَن كَفَرَ بنَعيمٍ مُقيمٍ بتَطييب، ونَفَرَ لغَريمٍ عَقيمٍ بتَرحيب، فكانَ مآلُ ذوقِهمُ كمآلِ (لُقمانَ تجشَّأ من غير شِبَع) وذلك لَعَمري مآلٌ مُتَبَتِّكٌ متهتِّكٌ مَعيب.
ألا ليتَ الذَّوقَ تَعَلَّمَ فَعلِمَ إرتِجال عَبرةِ عنترةَ " بذرفٍ عجيب:
أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ
وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيباً أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي
ألا ليتَهُ سَعَى فَوَعَى جمالَ زفرة عنترةَ النّقيب:
حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ
وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلِ
( بقبقةُ العندليب: إشارةً الى هلوسةِ أو (قصيدة) للشاعر نزار قباني يقول فيها ( إني أتنفسُ تحت الماء أني أغرق أغرق أغرق) وقد غنّاها المغني المشهور (عبد الحليم حافظ) والملقب بالعندليب الأسمر).



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)
- هَلّا دَرَيتَ أنَّك النّوْفَلُ النَّفَلُ
- مُناجاةٌ : (مَاذا عَسَانِي)
- صديقتي الخالة
- منادِيلُ الطُّفُولَةِ
- لا فِرَاقَ يَا عِراقَ
- أبو بَكرِ الصَّديق في خِطابٍ مُتَلفَزٍّ (AB BAKR AL-SIDDIQ I ...
- نَهرُ البَيَانِ فِي البَيْداء
- سُويْدُ السُّويداء
- أيا أنتُمُ أيا غَوغاءُ
- [الطّوافُ حولَ قَصرِ باكنغهام]
- الحَقُّ الباطِلُ !
- حُروبُ العِنَب
- [ سُلَّمُ البُستان ]!
- [عِصابةُ] نّبِيِّنا مُحَمَّد
- القتلُ على نارٍ هادئة
- (شِراعُ الشُّهرةِ في شُعاعِ شَاشَة)


المزيد.....




- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب