أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -














المزيد.....

- بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 22:58
المحور: الادب والفن
    


أستوقفني نصٌّ عنوانه (لا قيمة لأدبٍ بلا فهم) بقلم كاتبٍ على صفحاتِ صحيفةٍ غراء، وكانت زبدةُ النص في ختامه وفيها كان قد كَتبَ: (وإني لأعجب كل العجب من شاعر أو ناثر يأتي بغريب الكلمات وغريب المفردات وقدِ إندثرت في لفظها وإندرست في إستعمالها ولديه ما ينوب عنها من لفظ آنهِ وحاضرهِ. هذا هو [التقعر] بعينه وهذا هو النأي عن جادة الفهم وأحسب ذلك من التكلف ولزوم ما لا يلزم، ولا يفعل ذلك إلا من لم يدرك غاية الآداب وأهدافها وحاد عن جادة الإفهام وأثره). انتهت زبدة ماكتب.
ومن باب الحوار الحر الداكن على صفيحِ الضَّاد الساخن، أجد من واجبي تسويةَ ما لوى الأخ الكاتب وطوى من (تقعراتٍ) غريبةٍ لا تستند إلى منطقٍ لغوي سليم ولا إلى مبررات لسانٍ قويم إلَا منطق ومبررات التكاسل عن نَهمِ وفَهم لسان تاج اللغات وأسِّ الهوية لكل ناطقٍ بها، لسان القرآن الكريم، والتواكل على مفردات لغوية يحسبها الجاهلُ ضاداً، وإن هي إلّا غثاءٌ في واد منقعرٍ يُكنَّى " بوادي الجُمُود" ولا ريبَ أن زعيمَهُ هو مُفكِّرُ وصنّاجةَ العَرب في عصرنا هذا :"اللِّمبي المَوعود".
وغالبُ ظنّي يا ايها السيد الكاتب أنَّهُ قد فاتَك أنَّ للضَّادِ مُتعَةٌ يَنحَبِسُ نَبعُها ولا ينبَجِسُ إلّا بعدَ عشقِ عُمقِ مَعانيها لتستهويكَ وتُغنيك، وما كانَ ينبغي لشاعرٍ أو ناثرٍ أن يخطَّ خواطره بِحَشُوِ حرفٍ ودُنُوِّ صرفٍ وبهما مهرولاً يأتيني ويأتيكَ، فذلكَ لغوٌ وحَشوٌ ولَهوٌ لا يُسمِنُ بل عن الإرتقاء سيُلهيني وعن إرتقائِكَ سوف يُلهيك. وكانَ لزاماً علي كلِّ شاعرٍ أو ناثرٍ أن يحطَّ بي وبكَ على قَناطِرهِ بنَشوِ ذَرْفٍ وسُمُوِّ غَرْفٍ يُسعدني ويُسعدُكَ ومِمّا أُشكِلَ عليكَ سيُفتيك. وهو بلطيفِ طرفِهِ ورهيفِ ذرفِهِ كانَ قد إرتقى بي وبكَ وبنا جميعاً في سُطُورِ بيانٍ وعطورٍ جنانٍ لمُشكلِ الرُّوحِ ترشِدُني وتَهدين وتَرشِدُكَ وتَهديكَ.
وإنَّ خيرَ حجةٍ لي وبرهانٍ في ذا وذيك هو ما أنزلَ ربُّنا عليَّ وعليكَ (مِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) لنستَعيذَ بها مِنْ شَرِّ الغَاسِقِ لمّا بأثقالهِ يَمتَطيني ويَمتطيكَ، وهوَ العَليمُ سبحانهُ بأنَّا من أمَّةٍ عمّا قريبٌ ستُمسي أمّةً جهولاً بمعاني (غَاسِقٍ) و(وَقَبَ)، وما يُدريك؟ فلرُبَما سوفَ تُمسي جهولةً في دَهرٍ آتٍ حتّى بحُروفِ ضادِها وما يُدريك. لكنّهُ جَلَّ في عُلاهُ أثبتَ (غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) لأرتَقيَ وإيّاكَ وكلُّ عربيٍّ بعُلُوِّ بيانِها وبسُمُوِّ عنانِها فَتهديني وتَشفين وتهديكَ ثَمَّ تَشفيك.
وإذاً فلا يَنبغي لشاعرٍ ولا ناثرٍ أن ينزِلَ إلى جُبِّ جهلِ النّاسِ في دَهرِهم هذا، وبِلسانِ جَهلهِم يكتبُ لنا هراءً يضنيني ويضنيكَ، بل يَنبغي أن يَغزِلَ حَبلَ صهلٍ فصيحٍ مليح، علَّهُ يُرقِّيني ويَرقيني ويُرقِّيكَ ويَرقيك. ثُمَّ أتمنى في الختام أن تجيبَ على تساؤلي:
ماهي مبرراتِ خلودِ (بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ) و(حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ) ؟
وماهي مكورات همودِ (انا اتنفس تحت الماء فأنا أغرق أغرق أغرق) و(القدس عروس عروبتكم. فلماذا يا أولاد القحبة ادخلتم كل زناة الليل حجرتها).
أفرأيتَ نَشزَ ذا الحَشوَ واللَّغوَ الكسيف كَيفُ يُؤذي مَسمَعي وكيفَ يُؤذيك.
وإنَّما إلتجاءُ الشَّاعرِ أو النَّاثرِ لمعاذيرَ عن زَلَلٍ في بَهوِ بَيانهِ ومَلَلٍ في رَهوِ بلاغتهِ وعن عِلَلٍ في نحوِ فصاحتهِ لهوَ خيرٌ لهُ من يلبِسَ (تَقَعُّرِاتهِ) بمبرراتٍ رُبَما تُضنيني وتشقيني وتُضنيك وتشقيك.
ما لنا من محيصٍ يا أخا العرب إلّا إعتلاء سرجِ ضادِنا والإرتقاء، علَّ ذلكَ يشفعُ لنا بهويةٍ قد فقدناها بينَ الأمم في الأرجاء، فننتَزعَ توقيراً من تيك الأمم يُرضيني ويُرضيك. أحترامي.

قيم



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)
- هَلّا دَرَيتَ أنَّك النّوْفَلُ النَّفَلُ
- مُناجاةٌ : (مَاذا عَسَانِي)
- صديقتي الخالة
- منادِيلُ الطُّفُولَةِ
- لا فِرَاقَ يَا عِراقَ
- أبو بَكرِ الصَّديق في خِطابٍ مُتَلفَزٍّ (AB BAKR AL-SIDDIQ I ...
- نَهرُ البَيَانِ فِي البَيْداء
- سُويْدُ السُّويداء
- أيا أنتُمُ أيا غَوغاءُ
- [الطّوافُ حولَ قَصرِ باكنغهام]
- الحَقُّ الباطِلُ !
- حُروبُ العِنَب
- [ سُلَّمُ البُستان ]!
- [عِصابةُ] نّبِيِّنا مُحَمَّد


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -