أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - عِلمُ مِيكانيكا المِسْبَحَة














المزيد.....

عِلمُ مِيكانيكا المِسْبَحَة


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7957 - 2024 / 4 / 24 - 10:28
المحور: كتابات ساخرة
    


(السُّبْحَةُ هيَ الخَرَزاتُ التي يَعُدُّ المُسَبَّحُ بها تَسبِيحَهُ، وتُسمَّى كذلكَ المِسْبَحَة).
ويُذكَرُ أنَّ تاجراً عَرَبيّاً كانَت أنامِلُهُ تراقِصُ خَرَزاتِ المِسبَحة، قد قَعَدَ على دَكَّةٍ في رحيبِ مُفضَاةٍ مُتَفَسِّحَة، حذوَ امرئٍ صِينيٍّ عيناهُ مغمَضتانِ غَيرُ مُتَفَتِّحَة، فسألَ التَّاجرُ قَعيدَهُ الصِّينيِّ وهوَ يُحاوِرُهُ والصُّدورُ وَدِيعةٌ والنَّبراتُ مُنشَرِحة؛
"ما كُتلُ المُعدَّاتِ هذهِ وكأنَّها ضباعٌ على الأرضِ رَابضةٌ مُنبَطحَة"؟ فَقَالَ لَهُ قَعيدُهُ الصِّيني وَهُوَ يُحَاوِرُهُ؛
"هذي مَكَناتٌ سأتَّخذُ بِها مَصنَعاً لإنتاجِ سجَّادَاتِ صلاةٍ وعَدَّادَاتٍ لتَسبيحِ المُسبِّحينَ أو ما تَدعُونَهُ (المِسْبَحَة)، وإذ سَأخلقُ مِن فَضْلَةِ الزّجاجِ وسأخرقُ بَذرَةَ السِّدرِ لأخلقَ منها خَرَزاتِ المِسْبَحَة، وتلكَ عمليَّةُ تدويرٍ تُبارِكُها لنا الطَّبيعَةُ التي باتَت بالتَّلوثِ مُتَرَنِّحة"، فقالَ لهُ السَّائلُ الجَليسُ؛
"أمِن فَضْلَةِ الزّجاجِ وبَذرَةِ السِّدرِ تَخلقونَ لنا خَرَزاتِ المِسْبَحَة!"، فقالَ القعيدُ مُستَغرِباً؛
"أفي ذلكَ عَيبٌ أو جرمٌ نَهى عنهُ ربُّكمُ ربُّ النَّجمةِ المُصَبِّحَة وربُّ الزَّهرةِ المُتَقَدِّحَة!"، قالَ الجليسُ؛
" لا، لا جرمَ ولا عيبَ في مِسبَحةٍ من بذورِ السِّدرِ مُخَرَّمةٍ مُصَلَّحة، وإنَّما عَجبي ألّا تصنَعُوا قلائِدَ للنِّساءِ وتلكَ هي التِّجارةُ المُربِحة؟"، فقالَ لهُ قعِيدُهُ؛
"كلّا جَليسَ، قد كانت القلائِدُ تِجارةً مُربِحة، لكنَّها كَسَدَتْ بعدَ ثورةِ اتصالاتٍ جامِحَةٍ مُتَجَنِّحة، إذ تَعَلَّمَت كلُّ غادةٍ صِناعةَ القَلائدَ والأقراطَ بخُطواتٍ وافيةٍ ومُوَضَّحة، وأضحَت عينُ الغادة في صناعةِ القلائد مُتفَتِّحة، وما عادَت تنزلُ السُّوقَ لاقتناء قلائدَ مُصنَّعةٍ مُتقَزِّحة، وأمَّا المِسبحةُ فتلكَ لعَمري صَنعةٌ في الصِّينِ مُهيمنةٌ ومُربِحة، ولا تغلبُها تجارةُ قلائدَ ولا عطورٍ ولا تجارةُ طائِراتٍ نفاثةٍ أو بمِروَحَة، ولا حتَّى تجارةُ السِّيجارٍ وصِناعةُ المقدَحَة"، فقالَ الجليسُ وهوَ يُسائلهُ؛
"أوَلستُمُ برَبِّ المُسبِّحينَ كافرينَ، فعَلامَ الولوجُ في صناعةِ وتِجارَةِ المَسبَحة!". فقالَ القَعيدُ وقد بَدا عَليهِ التأفُّفُ ممَّا يَهذي بهِ جليسُهُ من مسائلَ مُتأرجِحَةٍ مَاسِخةٍ غَيرِ مُمَلَّحة؛
" نَلِجُها يا جَليسُ لأنَّ السُّوقَ أوجَبَها عَلينا برؤىً مَحسوبةٍ ومُصَحصَحَة، فكلُّ تِجارةٍ تبورُ ما خلا تِجارَة المَسبَحة، فتلكَ تجارةٌ رهينةُ التَّسبيحِ لأمَّةٍ تلهجُ بِهِ مادامَ على الأرضِ فَضْلَةُ زُجاجٍ وبَذرَةُ سِدرٍ مُكَوَّرةٌ غيرُ مُلَقَّحة"، ثمَّ أردَفَ القعيدُ الصينيُّ بتأوِّهٍ وهوَ يُشاوِرهُ بعبارةٍ مُتَكَسِّحة؛
"لمَ أمَّتُكم أمَّةٌ مِن كلِّ عملٍ تَراها مُتَولِّيَةً ومُتَسَرِّحة، وفي كلِّ خَوضٍ نَراها مُتَفَتِّحةً مُتَجَنِّحة، وما فتأت بالدعاءِ تلهجُ وعن مُتكَئِ التَّسبيحِ غيرِ مُتَزَحزِحَة، ماذا تبتغونَ مِن وراءِ تَسبيحِكمُ مِن ربِّكم ربِّ الثَّمَرةِ المُتَقَدِّحَة؟". فَبُهِتَ الجليسُ وردَّ بجُفونٍ مُسبلةٍ وبنبراتٍ مُتَسَطِّحَة؛
"لا ريبَ انَّنا نبتغي من ربِّنا وربِّ كلِّ نَملَةٍ بينَ العشبِ مُتَرَنِّحَة، أن يَفتحَ علينا من دروبِ العُلومِ المُهَيمِنَةِ والمُكتَسِحَة، كي نتمكنَ من اختراعِ مَكَناتِ تصنعُ لنا المَسْبَحة".
ثمَّ أقبلتَ مَركبةُ الإسعافِ مُسرعَةً مُتَكَحْكِحَة، كي تُقِلَّ القَعيدَ الصينيَّ ذا المُغمَضَتينِ لأقربِ حُجرَةِ إنعاشٍ مُطَهَّرَةٍ وعنِ اللغوِ مُتَرَشِّحَة.
ألا يا دارُ قومي، ألا فسَبِّحي بالعشِيِّ والإبكار وبشِفاهٍ مُتضرِّعةٍ ومُدَندِنةٍ، وبجباهٍ مُتَقَرِّحَة، فعسى اللهُ ربُّ الشِّعْرَى وربُّ سدرةِ المِسبَحَة، أن يفتحَ علينا باباً من أبوابِ "علمِ ميكانيكا المِسبَحَة".
سَبِّحوا، سبِّحوا يا قوم بكرةً وأصيلا.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ
- بَقيةٌ مِن سِيجار
- همسةٌ في رمضانَ معَ -أبي عدنانَ-
- اسبينوزا الحَنين
- الصحافة بظرافة
- [ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]
- بَغداديات؛ تَحْتَ مَوْسِ -عَادِلَ- الحَلاق
- النبي الأمين وغزة فلسطين
- رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ
- عن رحيلِ -كريم العراقي-
- [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]
- [ مِن عَليِّ الجَنابي إلى عَليِّ السُّودانيّ مع التَّحية ]
- أنا والشَّيخُ محمَّدُ الغَزالي
- - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -
- عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)


المزيد.....




- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...
- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - عِلمُ مِيكانيكا المِسْبَحَة